الثلاثاء، مايو 24، 2011

القولون العصبي

يعاني ما يقارب من 20% إلى 25% من سكان العالم الغربي القولون العصبي بدرجات متفاوتة، وتزداد نسبة الإصابة بنسبة ثلاثة أضعاف الرجال، وتعد متلازمة القولون العصبي مصطلحا عاما وشاملا، يُستخدم لوصف مجموعة من الأعراض، التي ربما تكون متناقضة ومختلفة من شخص لآخر. فهناك نوعان من متلازمة القولون العصبي، النوع الأول هو القولون التشنجي الذي تحدث فيه آلام وتبادل بين الإصابة بالإسهال والإمساك، والنوع الثاني هو الذي يحدث فيه الإسهال الذي لا يصاحبه آلام، ولكنه يكون شديدا.
وعادة ما يحدث بعد الاستيقاظ من النوم وبعد تناول الوجبات، وتكون الأعراض شائعة الحدوث في كلا الحالتين: آلام البطن (قد تكون مستمرة أو على فترات، وقد تكون بسيطة أو شديدة الحدة) وإسهال أو الإمساك أو الاثنين معا بشكل متبادل من وقت لآخر، وعادة يصاحب ذلك انتفاخ البطن ووجود غازات وصداع وغثيان وتشنجات وشعور بالاكتئاب.
هناك العديد من العوامل التي تتسبب في الإصابة بالقولون العصبي، فوفقا لأحد مراكز الأبحاث البريطانية المتخصصة في أمراض الحساسية، لاحظت أن حوالي 45% من الذين يترددون على ذلك المركز يعانون حساسية مفرطة تجاه بعض الأغذية في أوقات معينة من حياتهم، كما أن العديد منهم يعاني من أعراض القولون العصبي، أما أكثر الأغذية التي تسبب لهم الإزعاج فهي القمح ومنتجات الألبان والقهوة والشاي والموالح وغيرها من الأغذية التي قد لا تشك فيها على الإطلاق، ويلعب التعرض للضغوط دورا مهما في هذه الحالة لأن عملية هضم الطعام تتأثر عند التعرض للضغوط، بسبب أن أحماض المعدة والأنزيمات قد لا تعمل بطريقة مناسبة للهضم، وهذا يتسبب في عدم هضم بعض الأغذية، ما يثير الجهاز الهضمي.
وتعد الطفيليات من العوامل الهامة التي تتسبب في الإصابة بهذه الحالة، وقد ذكرت بعض الدراسات أن 49% من الذين يعانون من القولون العصبي مصابون بنوع من الطفيليات Blastocystis Hominis بينما 20% يعانون من الإصابة بطفيل Dientmoeba Fragilis، وتكون الإصابة بهذه الطفيليات بسبب تناول طعام ملوث أو لدخول الحيوانات الأليفة إلى المطبخ أو تناول السمك النيئ او اللحوم غير تامة الطبخ أو غير المطبوخة (مثل تناول الكبد النيئة)، أو عند تخزين الخضروات والفاكهة في الرف الأسفل تحت اللحوم في الثلاجة، فالطفيليات من أسباب الإصابة بمتلازمة القولون.
كما قد يتسبب اختلال التوازن بين البكتريا المفيدة والبكتريا الضارة في القناة الهضمية في الإصابة بالقولون العصبي، كما تتأثر البكتريا المفيدة في الجهاز الهضمي عند الإصابة بخمائر الكانيدا أو بالطفيليات أو بالبكتريا الضارة عند وجودها في الأمعاء، حيث يختل توازن الفلورا في القناة الهضمية، كما قد يؤدي إلى الإصابة بأعراض القولون العصبي، وهذا الخلل في تواجد البكتريا النافعة قد يسببه اتباع الأنظمة الغذائية السيئة مثل عدم وجود الألياف الغذائية أو ارتفاع الأغذية الغنية بالسكر أو الدهون، كما قد يؤثر على توازن البكتريا تناول المضادات الحيوية.
نصائح مفيدة
يجب على مرضى القولون التنبه إلى ارتفاع نسبة الجلوتين في القمح المكرر أو المعالج، ما قد يتسبب لدى البعض بإثارة القناة الهضمية، ويعد جلوتين القمح من أكثر العوامل التي تسبب القولون العصبي لدى البعض، ويأتي اللبن البقري في المرتبة الثانية، كما قد يسبب البيض والموالح (مثل البرتقال)، إضافة إلى الأغذية التي يرتفع فيها نسبة التيرامين مثل الجبن واللحم البقري والكبدة ومخلل الكرنب المخمر لذلك يمكن التجربة بالامتناع عن تناول هذه الأغذية لمدة أسبوعين للتعرف عن مدى تسبب أحد هذه الأنواع في حساسية جهازك الهضمي وتحسن حالتك.
ويؤدي تناول الأطعمة المكررة المصنوعة من المنتجات الفاخرة مثل الأرز الأبيض والمكرونة والكعك والفطائر والأطعمة المقلية والأغذية التي ترتفع فيها نسبة السكريات والأغذية الغنية بالدهون الحيوانية المشبعة إلى التأثير على البكتريا المفيدة ونمو البكتريا الضارة داخل القناة الهضمية، لذلك من المهم تجنب أو التقليل قدر الإمكان من تناول هذه الأغذية.
قد يساعد على عملية الهضم تناول المصادر الغذائية التي تحتوي على فيتامين (B6) والزنك اللذين يوجدان في بذور دوار الشمس وفول الصويا وعين الجمل والعدس والفاصوليا والموز والأفوكادو والكستناء والأرز البني والقرع العسلي وبذور السمسم واللوز والتوفو، كما يفيد تناول الأرز البني بدلا من الأبيض، كما يفضل تناول السمك ولحوم الدواجن قليلة الدهن والفاكهة والخضروات، ويفيد تناول النعناع والشمر في عملية الهضم وتسكين الآلام، وينصح بتناول الأناناس (لا حتوائه على البروميلين) بعد نهاية الوجبات التي تحتوي على البروتين (مثل اللحوم)، كما يهديء تناول الزنجبيل القناة الهضمية إضافة إلى أنه مضاد للطفيليات، كما يفضل تناول بذور القرع العسلي بشكل منتظم، لخواصه المضادة للطفيليات.
ولكن يجب الانتباه إلى اختلاف رد الفعل جراء تناول بعض الأغذية بين المصابين بأعراض القولون العصبي، فبينما قد يفيد البعض تناول التفاح والكمثرى، كما يخفف الموز من أعراض متلازمة القولون العصبي، لكن في الجهة الأخرى قد يفاقم تناول ذلك لدى البعض الآخر، فبعض مرضى القولون العصبي قد يتأثرون عكسيا عند تناول الفاكهة التي تتخمر بسهولة مثل الموز والتفاح والكمثرى والبطيخ، لذلك من المهم على المرضى التعرف بأنفسهم على مايناسبهم من الأغذية، ومن المهم في جميع الأحوال تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة قدر الإمكان، وتناول الوجبات الخفيفة مثل الشوربة والسمك لأنها أخف على المعدة والامتصاص داخل الجهاز الهضمي.
يساعد تناول اللبن الذي يحتوي على الأسيد وفيللس في تخفيف أعراض القولون، كما قد ينصح في تناول أقراص الأسيد وفيللس مرتين يوميا خاصة بعد نهاية تناول المضادات الحيوية وذلك بهدف إعادة البكتريا المفيدة للقناة الهضمية، وتحسين عملية الهضم، كما ثبت أن تناول 20 مللي من عصير خلاصة الألوفيرا قبل كل وجبة يساعد على تحسين عملية هضم الطعام ويخفف من آلام القولون العصبي إضافة إلى تنظيم خروج البراز.
كما ينصح بتناول 1-3 ملاعق متوسطة من زيت بذور الكتان العضوي يوميا (ويمكن زيادة تناول الجرعة تدريجيا حتى تصل 10-20 جرام) مع أهمية تناول كمية كبيرة من الماء عند تناول الزيت، حيث يؤدي إلى عمل الأمعاء بطريقة طبيعية ومريحة ويحفز الأمعاء، ويساعد على انتظام خروج البراز والتخلص من الإسهال والإمساك.
وقد يفيد تناول زيت ردة الأرز Gamma Oranzyl (يتواجد على هيئة كبسولات) قبل الوجبات في تقليل التشنجات التي تحدث في القناة الهضمية لمرضى القولون العصبي.
ويجب على مرضى القولون العصبي الحرص على مضغ الطعام بشكل جيد، فهو يسهل عملية الهضم ويساعد على إفراز الإنزيمات الهاضمة، وينصح بتناول شراب النعناع بعد الوجبات، وكذلك شراب الشمر حيث يساعدان على الهضم، وتعد ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم مفيد في تحسين أداء وظائف الأمعاء والقولون، وتعد ممارسة السباحة والمشي والتمارين السويدية واليوجا من التمارين المفيدة التي لاتجهد الجهاز الهضمي وتحسن من أداء وظائفه.