الثلاثاء، مايو 31، 2011

السكر و أمراض الفم و الأسنان

احتقان اللثة وتقيحها ورائحة الفم ، وجفاف الفم وتخلخل الاسنان.. هي من الاعراض الهامة للاصابة بالسكري، وكثيراً ما تم اكتشاف مرض السكري عند بعض المرضى من اعراضه داخل الفم دون علمهم بإصابتهم به..!!
ويعتبر مرض السكري هو أحد الأمراض الشائعة في الوقت الحاضر وعند الإصابة به ، معظم خلايا الجسم تتأثر بهذا الداء وقد يؤدي الى مضاعفات خطيرة ، كالتهاب الأعصاب الطرفية، والفشل الكلوي، والتهاب الشبكية وفقدان البصر و التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان.
كما وتشير اخر الابحاث الحديثة إلى أن العلاقة بين أمراض اللثة ومرض السكري علاقة مزدوجة خطيرة.. ليس فقط مرضى السكري أكثر عرضة لأمراض اللثة ، ولكن أمراض اللثة الشديدة والمزمنة قد تكون لديها القدرة على التأثير في ضبط جلوكوز الدم ، والمساهمة في تطور مرض السكري. وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري أكثر عرضة للمشاكل الصحية عن طريق الفم ، ومهما كان النوع من داء السكري .. سواء النوع الأول أو النوع الثاني فإن التحكم الجيد بسكر الدم هو الطريقة الناجحة للحماية من مضاعفات مشاكل الفم واللثة، وكلما زاد السكر بالدم كلما زادت نسبة الإصابة بالمشاكل الآتية:
- نخر الاسنان ( التسوس )
الفم يحتوي بشكل طبيعي على العديد من الجراثيم وعندما تأتي الحوامض و السكريّات من المواد الغذائيّة فإنها تتفاعل مع هذه الجراثيم لتشكّل شريطا رقيقا معروفا باسم اللويحة الجرثومية ( البلاك) التي تلتصق على سطح الأسنان. والحوامض الموجودة على سطح اللويحة تهاجم السطح الخارجي القاسي للأسنان ( الميناء) وتسبب حفرا فيه.
 كلما ازداد مستوى السكر في الجسم ازدادت إمكانية تشكل اللويحة الجرثومية مما يعني قابلية أكثر للتسوس.
- التهابات اللثة
وحيث ان التهابات اللثة الأكثر شيوعا ومن أكبر المسببات لفقدان الأسنان عند البالغين، حيث يضاعف مرض السكري حدة التهابات اللثة وتسبب زيادة نسبة السكر بالدم خللا في مناعة الجسم والعملية الدفاعية ضد البكتيريا المسببة لالتهابات الفم. من جهة أخرى تسبب نسبة زيادة السكر في الدم خللا و مضاعفات في التئام وتعافي اللثة وبالتالي التأثير المباشر على وظيفة اللثة و الأسنان.
بداية المرض والتهابات اللثة : (المرحلة الاولى )
مرض السكري ينقص قدرة الجسم الدفاعية تجاه البكتريا مما يسمح بتشكل كبير للويحة الجرثومية ( البلاك) على سطح الأسنان وإذا لم تتم إزالة هذه اللويحة بشكل مستمر باستعمال فرشاة الأسنان والخيوط السنية فإنها ستترسب أكثر وتتكلس وتشكل ما يسمى ب جير الأسنان ( القلح) .
إنّ خشونة سطح الجير واحتوائه على الجراثيم يسبب التهابا في اللثة ممّا يعطيها شكلا متورما ونازفا بسهولة.
في هذه المرحلة يتأثر العظم والانسجة الرابطة ولكن لا يصاحبه في العادة أي ألم في مراحله المبكرة. لذلك تعتبر الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان في غاية الأهمية وضرورية للحفاظ على صحة اللثة وتشخيص المرض وعلاجه في الوقت المناسب إذا اقتضى الأمر.
أعراض المرحلة الثانية:
يتحرك البلاك من أعلى السن إلى جذوره حتى يصبح السن متعفناً. وهذا التعفن يصيب العظم والانسجة الرابطة بالضرر، وقد تنفصل اللثة عن السن وتضمر تدريجياً، وتتكون جيوب لثوية تتجمع فيها بقايا الطعام.
أما المرحلة الأخيرة والمتقدمة:
عندما يصل الشخص إلى هذه المرحلة، هذا يعني انه شديد الاستهتار بصحة اسنانه. أما أعراضها فهي ألم شديد حيث يسبب التعفن الناتج عن البلاك دماراً كاملا للعظم والانسجة الرابطة للسن ويؤدي ذلك إلى انفصال اللثة وضمورها بشكل واضح. ويصبح الالم مزعجاً جداً ومن الممكن أن يتخلخل السن من مكانه أو يسقط.
مدى خطورة التهابات اللثة على مريض السكري :
- التهابات اللثة الشديدة والمتقدمة قد تكون عاملا في التسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ومرض السكري قد يجعل من الصعب السيطرة عليها.
- وهناك ايضا بعض المشاكل الاخرى عن طريق الفم مرتبطة بمرض السكري وتشمل : مرض القلاع ، والعدوى التي تسببها الفطريات التي تنمو في الفم ، وجفاف الفم الذي يمكن أن يسبب وجعاً وقرحة والتهابات وتسوساً.
هل من الممكن منع مشاكل الأسنان المرتبطة بمرض السكري؟
أولا وقبل كل شيء ، مراقبة مستوى السكر في الدم، ثم رعاية جيدة لأسنانك ولثتك ، جنبا إلى جنب مع إجراء فحوص طبية منتظمة كل ستة أشهر، للسيطرة على مرض القلاع ، والعدوى الفطرية ، والحفاظ على السيطرة على السكري جيدا ، وتجنب التدخين ، وإزالة وتنظيف أطقم الأسنان يوميا.. مستوى الغلوكوز في الدم يساعد أيضا في منع أو تخفيف جفاف الفم الناجمة عن مرض السكري.
للوقاية من أمراض اللثة وتساقط الأسنان ، يجب الاهتمام بجدية في التحكم بسكر الدم وصحة الأسنان واللثة.
- التحكم الجيد بسكر الدم وذلك بالقياس الذاتي لسكر الدم ومتابعة الطبيب لتعديل الجرعات من الأدوية للمحافظة على مستويات جيدة لسكر الدم والمقترحة من قبل الطاقم الطبي، وكلما كان التحكم بسكر الدم جيداً كلما نقص احتمال الإصابة بأمراض اللثة والأسنان.
- تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة على الأقل ثلاث مرات في اليوم:
الطريقة الأمثل هي تنظيف الأسنان بعد تناول الوجبات الثلاث الرئيسية واستخدام فرشاة ناعمة ويفضل أن يحتوي معجون الأسنان على الفلورايد ، ويجب تجنب استعمال الفرشاة بعنف ،الأمر الذي يؤدي إلى هيجان اللثة.
- استعمال الخيط الطبي لتنظيف ما بين الأسنان:.. وهذ الخيط يساعد على إزالة الترسبات بين الأسنان ، وهناك أنواع جيدة من الخيوط والتي تحتوي على مادة شمعية تسهل عملية إدخال الخيط بين الأسنان.
- المحافظة على تنظيف الأسنان بصورة منتظمة مع طبيب الأسنان:
من المهم أن تقوم بتنظيف الأسنان مع أخصائي صحة الفم والاسنان على الأقل بمعدل مرتين في العام مع إبلاغ طبيبك بأنك مصاب بداء السكري.
في الحقيقة علاج داء السكري في الوقت الحالي هو إلزام المصاب بالسكري بعلاج نفسه وتطبيق مفهوم العلاج الذاتي للمصابين بالسكري، بما في ذلك اهتمامه باللثة وسلامة الأسنان. وذلك لضمان الحياة بصورة صحية أفضل