السبت، يوليو 20، 2013

البريد الإلكترونى و علاقته بتتبع المستخدم

يختص كل جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول أو أي جهاز آخر متصل بالانترنت بعنوان بروتوكول إنترنت (IP) يوفر هوية محددة لكل جهاز، وهو ما يعني أنه يمكن تتبع هذه الاجهزة ، فالقدرة على تحديد موقع أي جهاز من الاجهزة نشأ عنها تحديات كبيرة وجديدة بشأن الخصوصية، ومن أشهر الادوات التي ابتكرت لتتبع مستخدمي الانترنت ما يعرف باسم ملفات تعريف الارتباط (Cookies) وملفات التجسس (Web Bugs ) حيث إن ملفات تعريف الارتباط عبارة عن أجزاء نصية صغيرة يخزنها متصفح الانترنت على جهاز حاسوب المستخدم، وتقوم هذه الملفات «بالتسجيل» مع متصفح الانترنت عند كل مرة يقوم فيها المستخدم بالدخول على هذا المتصفح ويمكن استخدامها في تتبع الجلسات وتخزين المواقع المفضلة وتصاريح الدخول وغير ذلك.
ويمكن للمستخدمين أن يقبلوا أو يرفضوا هذه الملفات من خلال تغيير الاعدادات على برنامج المتصفح، ولكن هناك بعض المواقع التي لا يمكن استخدامها الا بتفعيل ملفات تعريف الارتباط (Cookies) ، أما ملفات التجسس web bugs فهي ملفات لا يراها المستخدم عادة «حجمها 4×1 بكسل في العادة( وتكون مخفاة ضمن صفحات الانترنت والرسائل الالكترونية. وعند الاطلاع على الصفحة او الرسالة الالكترونية المحتوية على ملف التجسس (web bug)، يقوم هذا الملف بإرسال معلومات الي الخادم تشتمل على عنوان بروتوكول الانترنت (IP) الخاص بالمستخدم، وموعد وتاريخ الدخول على الصفحة/ فتح الرسالة الالكترونية ونوع المتصفح المستخدم .
هذه المعلومات جزء من دراسة استقصائية عالمية حول خصوصية الانترنت وحرية التعبير اصدرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»قبل فترة قصيرة ، جاءت في 145 صفحة تطرقت الدراسة الي : استعراض التحديات وفرص حماية الخصوصية على الانترنت والبيئة القانونية والتنظيمية الدولية لحماية الخصوصية واستنتاجات النقاط المشتركة بين الخصوصية وحرية التعبير، بالاضافة الي التطرق لعدد من الحوادث المتعلقة بالخصوصية من أبرزها:
فقدان 85% من البيانات الشخصية لمستخدمي الانترنت في جمهورية كوريا الجنوبية حيث انه في منتصف عام 2011 تعرض مواطنو جمهورية كوريا الجنوبية الي أكبر خسارة للبيانات الشخصية في تاريخ البلاد، عندما أعلنت شركة اتصالات كوريا الجنوبية للجمهور عن اختراق المعلومات الشخصية الخاصة ب 35 مليون عميل، وسرقة البيانات الشخصية خاصة من موقع التواصل الاجتماعي Cy world ومحرك البحث Nate الخاص بالشركة، وهما من أكبر المواقع في جمهورية كوريا. وكان من بين المعلومات الشخصية أسماء مستخدمين وكلمات السر وأرقام الضمان الاجتماعي وأرقام تسجيل المقيمين وأرقام الهواتف المحمولة وعناوين البريد الالكتروني والصور للاتحاد الدولي الاتصالات السلكية واللاسلكية (ITU) أنه قد سرقت المعلومات الشخصية لما يقرب من 40 مليون مستخدم للانترنت في جمهورية كوريا، أي أكثر من 70% من السكان الكوريين أو تقريبا 90% من مجموع مستخدمي الانترنت في جمهورية كوريا.
وقبل الهجوم كانت حكومة جمهورية كوريا تطبق سياسة «الاسم الحقيقي» مما اضطر المستخدمين من المواقع الكبيرة لاستخدام أسمائهم الحقيقية وتقديم رقم الضمان الاجتماعي لاثبات هويتهم، ثم أعلنت الحكومة عن ضرورة تغيير هذه السياسة بعد الهجوم، ثم ألغيت في نهاية المطاف من قبل المحكمة الدستورية الكورية في أغسطس 2012 .
واشارت الدراسة الي فقدان البيانات الشخصية ل 25 مليون مواطن في أوروبا وفي المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية حيث وقعت واحدة من أكبر خسائر بيانات المواطنين في الدول عندما فقد اثنان من الاقراص المدمجة (CD) التي تحتوي على البيانات الشخصية لأكثر من 25 مليون شخص في النظام البريدي الداخلي للحكومة في العام 2007.
حيث تم ارسالها دون أي آليات حماية تقنية من إدارة الايرادات والجمارك البريطانية الي مكتب التدقيق الوطني فضلاً عن تدني مستوى الرقابة الحكومية الفعلية على نقل الاقراص المدمجة، وذلك لنقل هذه الاقراص المدمجة بواسطة خدمة البريد السريع الخاص. كانت المعلومات الشخصية التي احتوت عليها هذه الاقراص تتعلق بمبالغ إعانات الاطفال لجميع الاسر في المملكة المتحدة. وبما أن هذه الاعانة تشمل الغالبية العظمى من الاسر في المملكة المتحدة، فقد أثر فقدان البيانات الشخصية تقريبا على جميع الاسر التي لديها أطفال دون سن 16 سنة ، و قيل بأن الغالبية العظمي من البيانات الشخصية التي تعرضت للخسارة واسعة النطاق هي تتعلق بالقطاع العام. ويعزى هذا عادة إلى الاخفاق في تعزيز ثقافة الامن للبيانات الشخصية سواء كان تمتصلة أو غير متصلة بالانترنت.

الخدمات السحابية

يستخدم الكثيرون العديد من الخدمات السحابية من دون أن يعرفوا ذلك، فهي منتشرة ومتنوعة بشكل كبير وتطورت مع مرور السنوات، ومن هذه الخدمات البريد الإلكتروني، والشبكات الاجتماعية، ومواقع مشاركة الصور، ومواقع الخدمات المكتبية عبر الإنترنت، وتوجد أيضا منصات خاصة بالتجارة الإلكترونية يمكن استخدامها لبناء متاجر إلكترونية بسهولة بالغة، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من نظم التشغيل السحابية التي تسمح للمستخدمين ورواد الأعمال توفير رسوم التراخيص، والعمل الجماعي على الوثائق من أي كمبيوتر وفي أي وقت يريدونه.
البريد الإلكتروني
وتقدم خدمات البريد الإلكتروني قدرات أكثر من مجرد إرسال واستقبال الرسائل، إذ توفر الوظائف البسيطة، مثل إدراج المرفقات واستخدام دفاتر العناوين وتغيير أشكال وأحجام وألوان الخطوط المستخدمة، وصولا إلى تنسيق ومزامنة جداول المواعيد ودفاتر العناوين آليا، والقدرة على عرض وتحرير ملفات الوثائق المكتبية من داخل المتصفح نفسه، والتكامل مع الأجهزة المحمولة، بالإضافة إلى ترميز وتشفير الرسائل لرجال الأعمال، كل ذلك من خلال واجهة استخدام سلسة وسهلة الاستخدام، ويكفي استخدام متصفح الإنترنت أو تطبيق بريد إلكتروني على الكومبيوترات المحمولة أو المكتبية أو الهواتف النقالة للاتصال بتلك الخدمات والبدء باستخدامها.
ومن خدمات البريد الإلكتروني المشهورة "جيميل" التي تتميز بتقديم القدرة على الدردشة مع الآخرين من داخل صفحة البريد، ودعم كبير للتكامل مع الأجهزة المحمولة التي تعمل بنظم التشغيل المختلفة، أما خدمة "آوتلوك دوت كوم" التي كانت تعرف بالسابق باسم "هوتميل"، فتقدم سعة غير محدودة من القدرة التخزينية، مع دعم كبير لتحرير ملفات وثائق "أوفيس" المكتبية من داخل المتصفح نفسه، وإدارة الرسائل الورادة وتصنيفها في مجلدات خاصة بشكل آلي، والقدرة على جلب رسائل البريد الإلكتروني من الخدمات الأخرى إلى داخل بيئة العمل.
أما شركة "آبل"، فقامت بإطلاق خدمة "آي كلاود" التي تدعم الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل "آي أو إس"، مثل "آيفون" و"آيباد" و"آيبود تاتش"، من خلال واجهة استخدام أنيقة ومميزة. وتسمح خدمة بريد "ياهو!" للمستخدمين إرسال الرسائل النصية والدردشة بكل سهولة، مع قدرتها على التكامل مع الشبكات الاجتماعية. أما خدمة "ميل دوت كوم"، فتقدم القدرة على فحص مرفقات الرسائل الواردة من الفيروسات والبرمجيات الضارة أو الخبيثة، وذلك لحماية المستخدم.
وتستخدم الكثير من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم خدمات البريد الإلكتروني المعروفة، مثل جيميل وياهو لتقوم بوظائف بريد الشركة، مع استخدام نطاق اسم الشركة عوضا عن نطاق الخدمات المذكورة، لتستغني بذلك عن تكاليف شراء أجهزة خادمة متخصصة وتثبيت تطبيقات البريد الإلكتروني فيها، بالإضافة إلى توفير أجور التشغيل والصيانة المرتبطة.
المتاجر الإلكترونية
وتعتبر المتاجر الإلكترونية منصة بالغة الأهمية للتسوق الرقمي، حيث يمكن للمستخدم البحث عن السلعة المرغوبة ومقارنة أسعارها بين المتاجر المختلفة، وقراءة تقييم المشترين السابقين للسلعة، ومن ثم اختيار التوصيل لباب منزل المستخدم، كل ذلك من وراء شاشة جهازه المحمول أو المكتبي. واستطاع متجر "أمازون" الإلكتروني الذي أطلق في العام 1995 الحصول على حجم مبيعات تجاوز 61,09 مليار دولار أميركي، وهو يستخدم لغات C++ وJava وPerl البرمجية للعمل، ومتوفر في 9 لغات مختلفة.
ويقدم المتجر منصة سحابية للمتاجر الرقمية التي يمكن استخدامها لتقديم خدمات البيع والشراء والبحث في المخازن وتحديد مواقع البضائع، ويطلق على هذه المنصة اسم "منصة الخدمات السحابية لأمازون"، وهي تسمح عرض البضائع ومعلوماتها وصورها وعروض الفيديو المرتبطة بها وتقديم الخصومات على بضائع محددة، ويستطيع المستخدم تخزين البيانات الخاصة بالبضائع وصولا لسعة تخزينية تبلغ 5 تيرابايت (5,120 غيغابايت).
وأصبح بإمكان أي فرد الآن بناء متجره الإلكتروني الخاص باستخدام هذه المنصة، أو أي منصة أخرى تناسبه، لقاء أجور اشتراك مسبق التحديد، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن توسيع نطاق عمل هذه المنصة ليشمل خدمات سحابية أخرى، مثل تقديم البنية التحتية اللازمة للشبكات الاجتماعية وألعاب الهواتف النقالة وخدمات المؤسسات والشركات. وتستخدم هذه المنصة معالجات "إنتل" للقيام بالعمليات اللازمة للمعالجة، ويقدم موقع "قوة ال60 دقيقة" تفاصيل حول ما الذي يمكن للحوسبة السحابية القيام به في 60 دقيقة فقط، مثل معالجة 400 غيغابايت من البيانات لشركة "ناسا" للتحضير للمهمات الفضائية لليوم التالي (تحليل ومعالجة أكثر من 50 ألف صورة عالية الدقة)، أو محاكاة تفاعلات 16 مليون مركب كيميائي لاكتشاف أدوية وعلاجات جديدة بسرعة أعلى، أو تحليل محتوى 24 ساعة من المدونات.
نظم تشغيل سحابية مجانية
يمكن استخدام نظم تشغيل سحابية للعمل عبر أي كمبيوتر من أي مكان وفي أي وقت، من أبرزها نظام "ويندوز أزور" من "مايكروسوفت" الذي يقدم بنية تحتية تسمح للمستخدم إيجاد بيئة عمل خاصة به من دون شراء تراخيص مكلفة للنظام، الأمر الذي يفتح الآفاق أمام رواد الأعمال الشباب الذين يرغبون بتوسيع آفاق أعمالهم بأقل التكاليف الممكنة، سواء كانت تطوير البرامج الجديدة، أو تخزين البيانات واسترجاعها، أو تطوير خدمات الإنترنت، أو تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة، أو بناء حلول مشاركة ملفات الوسائط المتعددة مع العديد من المنصات المختلفة، وغيرها من الحلول الأخرى.
ومن نظم التشغيل السحابية الأخرى "زيرو بي سي" الذي يوفر القدرة على العمل من خلال الهواتف  المحمولة،  أو الأجهزة اللوحية، بالإضافة إلى تقديمه أداة مميزة لإدارة الصور وربط عروض الفيديو من خلال الشبكات الإجتماعية المختلفة، مثل "فيسبوك" و"فليكر" و"إنستاغرام" و"فوتوباكيت" و"بيكاسا"، وغيرها، مع تقديم تطبيقات للدردشة الفورية وتحرير النصوص والملفات المكتبية.
أما نظام "جولي كلاود" Jolicloud، فيقدم للمستخدم نظام التشغيل "جولي أو إس" الذي يعمل على جهاز المستخدم أو متصفحه، مع تقديم أكثر من 15 ألف تطبيق سحابي يمكن لأي مستخدم استخدامها، بالإضافة إلى توفير القدرة على التكامل مع خدمات التخزين السحابية المتنوعة، مثل "دروب بوكس" و"غوغل درايف"، والشبكات الإجتماعية المختلفة، مثل "فيسبوك و"فليكر" و"إنستاجرام" و"بيكاسا" و"تمبلر" و"تويتر"، وغيرها.
ويعتبر نظام "جلايد أو إس" Glide OS خيارا جيدا للتعاون في المشاريع الجماعية، إذ يوفر 30 غيغابايت من السعة التخزينية، مع القدرة على إضافة 6 مستخدمين إضافيين، ويقدم النظام تطبيقا للبريد الإلكتروني وملفا خاصا لكل مستخدم ومجموعة من الأدوات الأساسية للعمل، والقدرة على تنسيق (مزامنة) البيانات مع نظم التشغيل "ويندوز" و"ماك أو إس" و"لينوكس". هذا، ويمكن استخدام نظام تشغيل بسيط يعمل بتقنية "سيلفرلايت" Silverlight اسمه "سيلف أو إس" SilveOS، يتميز بقدرته على تثبيت التطبيقات الكثيرة المطورة بتقنية "سيلفرلايت".
ومن نظم التشغيل الأخرى التي تستحق الذكر "آي سبيسيز كلاود كمبيوتر" و"كلاودو" و"إكس أو إس" و"زيم ديسك" و"ذا بليس إيه".

الأحد، يوليو 07، 2013

تطبيقات سطح المكتب و سطح الويب


عرفت بيئة سطح المكتب (Desktop) كفكرة، منذ ظهور أنظمة التشغيل الرسومية وذلك بدايات عام 1970عند طريق شركة زيروكس (Xerox) في جهازها (Xerox Alto) والذي كان في ذلك الوقت جهازاً للاستخدامات البحثية. غير أن هذه البيئة تطورت على يد شركة أبل بصورة تجارية لتلحقها بقية الشركات بعد ذلك.
وتدور فلسفة بيئة سطح المكتب إلى تشبيه بيئة العمل على شاشة جهاز الحاسب ببيئة العمل الحقيقية، فالمجلدات والملفات والرموز ما هي إلا استعارات لأشياء ملموسة في بيئة سطح المكتب التقليدية. وهذا التشبيه مقصود، وذلك حتى يتأقلم المستخدم مع استخدام الحاسب ويكسر حاجز الرهبة للمستخدم الجديد. غير أنه مع التطور الحاصل في تطبيقات الويب في الأعوام الماضية تحت مظلة تطبيقات ويب 2.0، بدأنا نشهد تغيرات جذرية في أنماط تعامل الناس مع هذه التطبيقات المقدمة لخدمات محددة. ففي بداية نشوء الويب كان لخدمات البريد الإلكتروني النصيب الأكبر من اهتمام متصفحي الويب، أما الآن فلم يعد الويب فقط بيئة لتخزين البريد الإلكتروني بل أيضا منصة كاملة تقدم خدمات عدة من محررات نصوص وعروض تقديمية إلى قواعد بيانات وبرامج للمؤتمرات ونظم للتشغيل. وأضحينا نسمع كلمة سطح الويب (Webtop) ينتشر بسرعة مع انتشار استخدام الانترنت عالية السرعة.
ما هو سطح الويب؟
عرفت موسوعة ويكيبيديا الانجليزية سطح الويب على أنها (نظام لدمج التطبيقات الشبكية على شبكة الانترنت في مساحة عمل على الويب. بمعنى أنه يمكن للمستخدم أن يتعامل مع سطح مكتب افتراضي على الانترنت بحيث يكون برنامج المتصفح هو المدخل لهذا النظام.)
يتميز نظام سطح الويب بعدد من الخصائص المماثلة لسطح المكتب العادي، فهو يوفر إمكانية تركيب التطبيقات وأيضا تخزين واسترجاع الملفات من سطح الويب تماما كما لو كنت تستخدم نظام ويندوز أو ماك أو لينكس.
تاريخ سطح الويب
تعود فلسفة سطح الويب لبدايات عام 1984م حينما كانت شبكة الإنترنت في بدايتها، غير أن الفكرة التطبيقية لسطح الويب قد ظهرت عام 1993م من قبل شركة سانتا كروز حينما قامت بتصميم واجهة لنظام يونكس يمكن الوصول لها عبر الإنترنت.
لماذا سطح الويب؟
يرجع السبب في التوجه الحالي لاستخدام تطبيقات سطح الويب عوضا عن تطبيقات سطح المكتب لعدد من العوامل قد يكون من أهمها ما يلي:
1- إمكانيات الوصول للملفات والمعلومات الخاصة من أي مكان وباستخدام أي جهاز حاسوبي.
2- التشاركية: وتعني إمكانية مشاركة الملفات والصور والمعلومات مع مجموعة من البشر وأيضا إمكانية تقييمها ونقدها.
3- لا تحتاج إلى تركيب. فمعظم الناس لا يحبون تركيب البرمجيات على أجهزتهم الشخصية خوفا من قيام تطبيق معين بتخريب النظام؛ ومن وجهة نظرهم أنه باستخدام التطبيقات الشبكية سيحتفظ نظامهم بثباته لمدة أطول.
ولكن مع هذه المميزات المغرية في تطبيقات سطح الويب، نجد أنه في المقابل هناك مخاطر لاستخدام تطبيقات سطح الويب منها: الأمن وأقصد به أن كل معلوماتك وملفاتك تكون على الإنترنت وبمجرد الاستيلاء على الرقم السري لحسابك في أحد تطبيقات الويب ستخسر كل شيء. النقطة الثانية وهي الأهم وهو لابد أن تكون لديك سرعة اتصال عالية بالانترنت حتى تستفيد من تطبيقات سطح الويب بكفاءة.
أنواع تطبيقات سطح المكتب
هناك الكثير من المراجعات لتطبيقات سطح الويب على الإنترنت، وآخر تلك المراجعات وأحدثها مقالة طرحها موقع ماشبل (mashable) المتخصص بتطبيقات ويب 2.0.تناولت المقالة أكثر من 45تطبيق لسطح الويب، وقد صنفتها إلى أربعة أنواع هي:
1) نظام تشغيل الويب المستضاف عن بعد
ويقصد بها أن المستخدم عند التسجيل في مواقع نظم تشغيل الويب، سيحصل على سطح مكتب افتراضي يشغر مساحته كل المتصفح بحيث يشعر المستخدم كأنه على نظام تشغيل آخر. من أمثلة هذه المواقع موقع (eyeos.info) وموقع (youos.com).
2) نظام تشغيل الويب المحلي
في هذا النوع من التطبيقات يقوم المستخدم بتركيب برنامج مفتوح المصدر لتشغيل نظام تشغيل ويب على جهازه. وتساعد مثل هذه البرنامج على إمكانية تشغيل تطبيقات الويب المختلفة داخلها كما أنها تمنح إمكانية المشاركة عبر الشبكة. من أمثلتها نظام (eyeos.com) ونظام (Virtual-OS).
3) تطبيقات سطح المكتب عن بعد
وهي شبيهه تماماً بفكرة نظام تشغيل الويب ولكن هذه المرة بخصائص محددة. فالمواقع الموفرة لمثل هذه الخدمات تزود المستخدم بسطح مكتب افتراضي يحتوي على تطبيقات تجارية مثل برامج الأوفس وأدوبي وغيرها لتحاكي محتويات سطح مكتبك تماماً.
هذه المواقع قد تكون تجارية مثل خدمة (nivio.com) التي تحاكي سطح مكتب ويندوز أو مجانية مثل خدمة (desktopondemand.com/) والتي تحاكي سطح مكتب لينكس.
4) التطبيقات المكتبية والرسومية
توفر العديد من المواقع المصنفة كتطبيقات ويب 2.0عددا لا محدود من الخدمات المشابهة للبرامج التقليدية على أجهزة الحاسب الشخصية من هذه التطبيقات تطبيقات شبيهة بتطبيقات مايكروسوفت أوفيس من محرر نصوص وعروض تقديمية وجداول إلكترونية وتقويم وغيرها. وأشهر شركة تقدم مثل هذه الخدمات هي شركة قوقل بخدماتها المختلفة.
أما بالنسبة للتطبيقات الرسومية فهناك شركات وليدة وأخرى معروفة دخلت مضمار توفير تطبيقات لتحرير الصور والرسوم على الويب وقد تكون من أشهرها شركة أدوبي.
سطح المكتب أم سطح الويب؟
بعد قراءة سريعة لخدمات وتطبيقات سطح الويب، قد يتساءل البعض أيهما أفضل: سطح الويب أم سطح المكتب؟ وفي الحقيقة الإجابة على هكذا تساؤل جداً محير!! غير أنه لو فكر الشخص ملياً في حسنات وعيوب كل خدمة من الخدمات لوجد أن الوسيطة في الاستخدام هي المطلب.
فهناك أشياء يمكن تعهيدها لخدمات الويب لعمومية فائدتها مثلا في حالة الاستخدامات التعليمية والبحثية. وهناك أشياء لا يمكن أن تتجاوز حدود سطح المكتب لسريتها وخصوصيتها، عندها نحتفظ بها داخل أجهزتنا. فالأمر أولا وآخرً يعود للمستفيد من هذه التطبيقات وتحديده لدرجة الخصوصية.
المراجع
بيئة سطح المكتب: موسوعة ويكيبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Desktop_metaphor
سطح الويب: موسوعة ويكيبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Web_desktop
أكثر من 45نظام لتشغيل الويب من موقع ماشبل
http://mashable.com/2007/08/22/web-os/
hend@alriyadh-np.com

الأربعاء، يوليو 03، 2013

توزيعة قرص إنقاذ النظام SystemRescueCD

 هذه التوزيعه التي لا يستغني عن دورها جميع مستخدمي الكمبيوتر بغض النظر عن النظام الذي يستخدمونه، سواء أكان لينكس أو ماك أو ويندوز، جميعهم يمكنهم الاستفادة من هذه التوزيعة، فهي عامة النفع، بالغة الأهمية، لو اجتهدت لجمع البرامج الضرورية التي تشتملها لن تتوصل بسهولة لعمل مثلها وبهذه الكيفية من التشغيل الذاتي، إنها توزيعة قرص إنقاذ النظام المسماة SystemRescueCD.
فالحاجة إليها تزداد؛ بل وتكون ملحة في حالات أعطاب القرص الصلب أو عند الإصابة بالفيروسات التي تؤدي إلى انهيار كامل للنظام مما يستدعي وجود وسيلة لإنقاذ الملفات والمستندات والبيانات الهامة أو تنظيف الجهاز من الفيروسات، كذلك عند الرغبة بتقسيم القرص الصلب، أو إصلاح أي عطل معين، ونفس الحال لمستخدمي لينكس عند تعطل النظام لأي سبب من الأسباب كعمل نسخة احتياطية للنظام الحالي أو استعادة النظام، كما يمكن من خلالها الدخول إلى شبكة الإنترنت بكل سهولة.
سمات النظام:
بنيت هذه التوزيعة المصغرة على شيفرة نظام جنتو لينكس؛ الذي يعتبر أحد أكثر أنظمة التشغيل استقراراً وسرعة، وتعتمد نواة لينكس في إصدارتها رقم 2.6.25.4والتي تدعم جميع أنظمة الملفات ext2/ext3. ReiserFS. XFS. JFS. VFAT. NTFS. ISO9660 كما تتوافر بها خاصية البحث التلقائي عن الأجهزة المثبتة بالجهاز مثل الشاشة والمودم وبطاقة الصوت وغيرها.
البرامج الملحقة:
تضم التوزيعة باقة من أهم البرامج التي يحتاجها المستخدم عند الطوارئ مثل: QtParted وهو أقوى برامج تقسيم القرص الصلب، ويتميز بشكل رسومي رائع مشابه لبرنامج بارتشن ماجيك في ويندوز وبنفس المرونة.
برامج ضرورية أخرى مثل parted وSfdisk لتقسيم القرص الصلب (بواجهة نصي)، Partimage وDump/Restore لأخذ نسخة احتياطية من القرص الصلب أو القسم بكامل محتوياته، وأدوات خاصة بنظام الملفات FS إضافة إلى برنامج مكافحة الفيروسات الشهير ClamAV.
كذلك أرفق بالتوزيعة عدد من محررات النصوص القوية مثل vim وnano الذي يعد أشهرها، وQTinyEditor.
كذلك أدوات الشبكة والاتصال مثل برنامج Samba للدخول إلى شبكات ويندوز، وNFS لدخول شبكات لينكس إضافة إلى مخدمات LUFS وSSH.
ومن أبرز أدوات تصفح الملفات برنامج Midnight Commander واختصاره mc وهو شبيه بمستعرض Norton Commander المعروف باسم NC لمستخدمي دوس القدامى بل أنه هو بكامل إمكانياته وقوته وأوامره.
كذلك يمكن تصفح الإنترنت من خلال متصفحي lynx وlinks النصيين.
وهذه أبرز البرامج والأدوات، بينما هناك العديد من البرامج والأدوات المساعدة الأخرى في جميع المجالات التي يحتاجها المستخدم.
مصادر الحصول على النظام:
النظام مجاني مفتوح المصدر يمكن الحصول على القرص من موقعه على الإنترنت:
sysresccd.org/Download
كيفية الاستخدام:
الملف الذي سيتم تحميله من الإنترنت هو ملف ISO ويتم حرقه على قرص مدمج باستخدام أحد البرامج التي تدعم فك ضغط ملف ISO مثل برنامج K3b بالنسبة لمستخدمي لينكس أو Nero لمستخدمي ويندوز.
وبعد تجهيز القرص المدمج سيكون النظام قابلاً للإقلاع منه المدمج مباشرة بعد التأكد من أن جهاز الكمبيوتر يقوم بالإقلاع من القرص المدمج كخيار أول، وعلى العموم يمكن التعرف على جميع الاستخدامات للنظام يمكن زيارة الموقع التالي:
sysresccd.org/Howto-advanced-customization
كما يمكن الحصول على كتيب الاستخدام وبعدة صيغ مختلفة من خلال تحميله من الوصلة التالية:
sysresccd.org/Manual

البيئات الافتراضية

أصبحت البيئات الافتراضية احد أهم الإنجازات التي يعتمد عليها في شتى المجالات، سواء كان ذلك في علوم الطيران أو الطب أو الهندسة أو الحروب، والمجال التقني ليس بمنأى عن ذلك، ففي بعض الاوقات يستلزم الأمر تجربة تنصيب نظام تشغيل جديد لم يسبق العمل عليه من قبل من دون الدخول في حسابات أو مخاطرة بفقدان الملفات، أو أن تكون هناك ضرورة للعمل على نظامين في وقت واحد سواء كانت هذه الضرورة لتشغيل ملفات نظام أثناء العمل على نظام آخر، كأن يقوم المستخدم بتشغيل ملفات من بيئة ويندوز داخل بيئة لينكس أو الماك أو العكس، أو أن تكون هناك حاجة لشرح نظام تشغيل في إطار أكاديمي أو تعليمي عام.
كل هذه الأسباب تجعل هناك حاجة ملحة لوجود نظام تخيلي يكون بمثابة الجسر لبلوغ هذه الغاية، ولأن مفهوم التسويق الأساسي يقوم على التفكير بما سيحتاجه الناس فقد فكرت بعض الشركات والجهات المجتمعية في خوض تجربة هذا المجال بابتكار الأجهزة (البيئات) الافتراضية The Virtual Machines، ومنها شركة vmware التي أوجدت العديد من الحلول التي تعمل ضمن بيئة أنظمة لينكس وكذلك بيئة ويندوز أطلقت عليها اسم Virtual Machine Ware، كما ظهر أيضاً برنامج VirtualBox وهو مجاني مفتوح المصدر يتم الحصول عليه من موقعه على الإنترنت www.virtualbox.org يعمل ضمن بيئة ويندوز وماك ولينكس ويونكس، أيضاً هناك برنامج Cooperative Linux وموقعه www.colinux.org الذي يعد أقدم برنامج مفتوح المصدر لتشغيل لينكس على ويندوز.
هذه الحلول تتيح للمستخدم إمكانية تركيب العديد من أنظمة التشغيل على نفس الجهاز لأغراض التدريب أو التجربة  أو لأجل تشغيل بيئة ثانوية داخل البيئة الأصلية لتنفيذ مهام محددة، وأسلوب عمل هذا النوع من البرامج يقوم على اقتطاع مساحة محددة من القرص الصلب، وتفريغ جزء من الذاكرة الوصول العشوائي لتصبح كجهاز افتراضي بكامل ملحقاته؛ يمكن التعامل معه بمعزل عن الجهاز الحقيقي ومستقل بأنظمته وعملياته، وبعد أن ينتهي الغرض يمكن حذفه بأمان بإزالة المجلد الذي وضع الملفات عليه وكأن النظام لم يكن.

نظارات جوجل و الخصوصيه

ما زال الوقت طويلاً على إطلاق نظارات جوجل، إلا أن الخوف من انعدام الخصوصية بات هاجساً لدى الجميع، وخصوصاً في ظل وجود جهاز لا يمكن التكهن متى سيلتقط صورة أو متى يبدأ بتسجيل مقطع الفيديو، حتى أن بعض المقاهي والمحال أعلنت منذ وقت مبكر أنها لن تقبل دخول الأشخاص الذين يرتدون هذه النظارة.
ما يمكن القيام به من خلال نظارات جوجل ليس مجال للحديث الآن، ولكن انعدام الخصوصية والقلق من نوعية التطبيقات التي ستؤدي مهام للنظارة هي محور الحديث، فمع إطلاق النسخة التجريبية الخاصة بالمطورين ظهرت العديد من التطبيقات التي تؤدي مهام معينة أو تنقل الحدث للشبكات الاجتماعية بدون أن يشعر الشخص المقابل بذلك، وأعلنت العديد من الطرق التي تتحكم في النظارات بدون أن يشعر الشخص المقابل ماذا يدور في الخفاء. ولكن جوجل ذهبت إلى ناحية أخرى حيث كشفت عن سياسة جديدة للخصوصية تلزم من يطور تطبيقات خاصة بعدم تطوير التطبيقات التي تؤدي مهام التعرف على الوجوه، وما زالت جوجل تطور سياستها للخصوصية قبل أن تطرح نظاراتها في الأسواق.
إلا أن هذه السياسة تحكم من يقوم بتطوير التطبيقات بشكل نظامي، ولا تحكم القراصنة وغيرهم من أرباب الجرائم الإلكترونية، لذا يبقى التحدي موجوداً أمام جوجل لابتكار أساليب وطرق جديدة للحفاظ على سمعة نظاراتها قبل الإطلاق الرسمي، وتوفير ضمانات كافية بعدم إساءة الاستخدام من قبل ضعاف النفوس.

الشرعية الثورية والشرعية الديمقراطية


يستخدم أنصار التيار الحاكم الآن فى مصر العديد من المصطلحات مثل الشرعية والديمقراطية والصندوق والانتخابات وإرادة الشعب وفى بعض الأحيان يدمجهم جميعا ليستخدم مصطلح الشرعية الديمقراطيه أو الدستورية دون الادراك لمعنى ومفهوم المصطلح متمسكا بذلك لتأييد وجهة نظرة فى الحكم والأحداث الجارية. وعلى الجانب الأخر يستخدم الثوار والمعارضة والكثير من عامة الشعب مصطلح شهير جدا فى القاموس السياسى ألا وهو الشرعية الثورية على الأطلاق دون الادراك لحجم المصطلح متى يبدأ ومتى ينتهى لننتقل لحالة الأستقرار السياسى والاجتماعى التى ينشدها الجميع.
لذلك سأجيب فى السطور القادمة عن عدة تساؤلات تدور فى ذهن العديد وهى : ما معنى الشرعية؟ ، وما هى الشرعية الثورية؟ وما هى الشرعية الديمقراطية والدستورية؟ ، ومتى تنتهى الشرعية الثورية لتبدأ الشرعية الديمقراطة؟ وما هو الوضع الحالى فى مصر؟ هل هو شرعية ثورية أم شرعية ديمقراطية؟ .
- ما معنى الشرعية؟ ، وما هى الشرعية الثورية؟ وما هى الشرعية الديمقراطية؟
الشرعية : أحد المفاهيم الأساسية في القاموس القانونى والسياسى والاجتماعى ومعناه ببساطة - دون التطرق لمفاهيم فلسفية عميقة - اعطاء الصفة القانونية لشىء ما (الرئيس – الحكومة – المؤسسات – الممارسات والأفعال السياسية) لتضفي طابعاً سياسيا واجتماعيا ملزماً لهذا الأمر على المجتمع ومن ثم تتحول قوة هذا الأمر عبر القانون إلى سلطة .
الشرعية الثورية : عكس الشرعية المستقرة بمفهومها الأكاديمى السابق وهى خلع الصفة القانونية على شيء ما أو سلطة ما (الرئيس – الحكومة - المؤسسات – المماراسات والأفعال السياسية) ؛ الناتج من الأحساس العام أن إطار النظام القائم والقوانين التي تحكمه لم يعد كافيا أو ممكنا لتحقيق أمال الشعوب ، وأنه يجب الخروج على هذا الإطار وهدمه من أجل إعادة بناء مجتمع جديد.
الشرعية الديمقراطية : هى أعطاء الصفة القانونية والسياسية والاجتماعية لشىء ما (الرئيس – الحكومة – المؤسسات) والتى تكتسب من الممارسات الديموقراطية الصحيحة المبنية على اسس صحيحة ومرتبطه ببعضها البعض مثل الدساتير والقوانين والانتخابات وذات تمثيل حقيقي للجماهير ، ومن ثم تصبح السلطة في تلك الحالة شرعية تستند على الدستور والقوانين وعمل المؤسسات التشريعية والقضائية.
- متى تنتهى الشرعية الثورية لتبدأ الشرعية الديمقراطة؟
تبدأ الشرعية الثورية عند حدوث حاله عارمة من الغليان المجتمعى نحو أمر ما أو سلطة ما ؛ وهو ما يؤدى إلى الخروج العام على هذه السلطة بهدف هدمها وبناء مجتمع جديد بسلطة جديده تحقق وتلبى مطالب الشارع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وهنا تسقط جميع الاطر المحصنه لتلك السلطة باسم جموع الشعب وبأغلبيته مثل اسقاط نظم الحكم والدساتير والقوانين وهكذا ... لتبدأ السلطة الثورية تمثيل نفسها لوضع اطر جديدة وبديله لتطهير المجتمع وبناؤه من جديد بالشكل الذى يراه الشعب . وهنا يجب الاشارة الى أن الشرعية الثورية لها حدود فعلى سبيل المثال لا يجب ان تخرق الشرعية الثورية عادات المجتمع وأخلاقة ومعتقداته بل يجب التمسك بها لانها هى من تحصن الشرعية الثورية .
وتمر الشرعية الثورية بمرحلتين أساسييتين لينتهى عملها ، المرحلة الأولى: وضع الأطر السليمة المتوافق عليها مجتمعيا وترتيبها ترتيبا صحيحا بحيث لا يتم تجاوزها وتخطيها حتى لا يحدث خلل فى المنظومة فيما بعد ويعيد العملية الثورية الى نقطة الصفر والبداية مرة أخرى . المرحلة الثانية: أتخاذ الاجراءات والممارسات السليمة التوافقية والديمقراطية المرتبة والمرتبطة ببعضها البعض دون تجاوز او تخطى لمراحلها لأن كل منها مبنى على الأخر مثل ( الدساتير و القوانين والانتخابات ) لتمثيل الشعب تمثيلا صحيحا لتنتهى السلطة الثورية وتبدأ مرحلة الاستقرار والبناء وتسلم مقايد الأمور للسلطة الديمقراطة ؛ وهنا تكون أنتهت الشرعية الثورية لتبدأ الشرعية الديمقراطية .
- وما هو الوضع الحالى فى مصر؟ هل هو شرعية ثورية أم شرعية ديمقراطية؟ .
الوضع الحالى لمصر يمثل شرعية ثورية غير مكتمله عادت الى نقطة الصفر والبداية بسبب شرعية ديمقراطة منقوصة نتيجة الممارسات الديمقراطية غير المرتبة ترتيبا توافقيا صحيحا ، فالثورة فى مصر قامت على اسقاط نظام مبارك بمؤسساته وكياناته وسياساته وهو مالم يحدث منه غير اسقاط رأس الحكم فقط أما النظام نفسة لم يسقط ولم يطهر ، ثم أنتقلت الثورة والشرعية الثورية الى مرحلة ترتيب الأوراق لبناء المجتمع ، والمتعارف عليه فى القاموس السياسى أن بناء النظام يبدأ بأعادة بناء القوانين المنظمة للمجتمع من خلال دستور قوى توافقى يمثل كل أطياف المجتمع المشارك على أرض الوطن ، فالدستور الذى يعد أبو القوانين يوضع بالتوافق لا بالأغلبية ، ثم ننتقل بعد ذلك الى الممارسات الديمقراطية الصحيحة لتمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا لتنتهى الشرعية الثورية وتبدأ الشرعية الديمقراطية .
وهو ما لم يحدث فى مصر فقد تم القفز على مرحلة البناء الأولى وهى اعداد دستور قوى توافقى يمثل الشعب لتدخل مصر فى ممارسات ديمقراطية غير صحيحة ، حيث تم انتخاب البرلمان و رأس السلطة فى النظام الجديد على اساس غير صحيح وغير مرتب ، وتغير ترتيب الأوراق ليتم وضع دستور من قبل سلطة قائمة بالأغلبية لا بالتوافق ... وهنا وقنا فى فخ الديمقراطية أن اصبح لدينا شرعية ديمقراطة منقوصة وغير مرتبة ترتيبا صحيحا ، وفى نفس الوقت لم تنتهى الشرعية الثورية ولم تكتمل بعد بأتباع الخطوات الصحيحة الممنهجة التى توصلنا لممارسات ديمقراطية صحيحة ، وظهر على السطح شرعيتان يتنازعان فى الشارع السياسى ؛ وهو ما أدى الى اعادة الوضع الى نقطة الصفر والبداية والخروج على السلطة الحالية وخصوصا بعد فشلها فى استيعاب الشارع المصرى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومحاولة أتمام الثورة غير المكتمله لبناء نظام جديد وصحيح .
وهنا انبه الى ان ما يتم الدعوة له من قبل المعارضة والتيارات الثورية والشعبية من خلال الشرعية الثورة والمتمثل فى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة خطوه خاطئة وغير مرتبه على مسار الديمقراطية الصحيح ، ويعد أمر فى غاية الخطورة سيعيدونا الى نقطة الصفر مرة اخرى بعد عام او اثنين على الأكثر من أنتخاب رئيس جديد ، لانها ستتم على نفس الأساس الخاطىء الذى حدث سابقا ، وسيخرج المعارضون له لاسقاطه واسقاط نظامة ، ولن يحدث استقرار حقيقى لنتحول الى بناء المجتمع ، وسنظل ندور فى تلك الدائرة ، ولن نخرج منها الا بأتباع الاسس الصحيحة لانهاء الشرعية الثورية والتوافق المجتمعى لتبدأ الشرعية الديمقراطية السليمة.
فالنظام السياسى الصحيح فى مصر ايا كان ليبدأ عمله مستقرا يجب ان يبنى على ترتيب المراحل الممنهجة على النحو التالى :
1- تكوين مجلس رئاسى توافقى او تسليم السلطة شرفيا لرئيس المحكمة الدستورية وتشكيل حكومة انقاذ وطنى لادارة البلاد لفترة انتقالية تحدد بدقة ( لا تزيد عن عام) ولا يتم تجاوزها .
2- أعطاء جميع التيارات والقوى السياسية وبالأخص القوى الشبابية والثورية الفرصة لترتيب أوراقها والعمل الفعلى وعدم أقصاء اى فصيل سياسى من الشارع المصرى .
3- الدعوة لانتخاب لجنه تأسيسية بأشراف قضائى كامل تمثل المجتمع تمثيلا صحيحا لوضع مشروع دستور قوى توافقى للبلاد .
4- الدعوة للحوار المجتمعى على مشروع الدستور والاستفتاء عليه بأغلبية لا تقل عن 75 % حيث ان الدياتير توضع بالتوافق لا بالاغلبية .
5- الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية بعد أقرار الدستور الجديد المتوافق عليه ومن ثم يتم بناء المؤسسات والقوانين والتشريعات.
وهكذا تنتهى الشرعية الثورية لتبدأ الشرعية الديمقراطية السليمة المرتبه ترتيبا صحيحا بتوافق مجتمعى وأغلبية ديمقراطية ليبدأ كل أطياف المجتمع فى العمل والبناء نحو الأفضل وتداول السلطة سلميا ومراقبتها بشكل سليم .