الأربعاء، مايو 11، 2011

مقتل بن لادن يساهم فى تخلى إسرائيل عن مسؤلياتها

لم تكد تمر عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية حتى بدأ صناع القرار الإستراتيجي في إسرائيل التفكير في جني المكاسب من وراء هذه العملية.
فبعد أكثر من عقد كامل وجهت فيه أصابع الاتهام لإسرائيل بأن احتلالها للأراضي العربية وما ترتكبه من فظائع ومن ممارسات قمعية يومية ضد الفلسطينيين تؤثر بالسلب في نفسية ومشاعر العرب والمسلمين وتجعلهم هدفاً سهلاً للسيطرة عليهم من قبل تنظيم القاعدة.. تحاول إسرائيل اليوم أن تهدم هذه الفكرة التي أُلصقت بها على مدار عقد كامل، وجعلت الكثير من دول العالم تطالبها بإيجاد حل عادل مع الفلسطينيين ينهي معاناتهم ويبعد عن الشباب العربي خطر الإرهاب والإيمان بأفكار القاعدة.
وهذا ما عبر عنه دوري جولد سفير إسرائيل السابق لدى واشنطن والخبير الإستراتيجي بالمركز الأورشاليمي للدراسات السياسية والذي يعد أحد صائغي الفكر السياسي الإسرائيلي في الوقت الراهن؛ حيث أشار في مقال له نشرته صحيفة إسرائيل هايوم الإسرائيلية إلى أنه فور وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت الولايات المتحدة منشغلة ليس فقط بالبحث والعثور على ابن لادن بل وأيضا في مسألة دوافع القاعدة للهجوم على نيويورك وواشنطن ومعرفة ما هو مصدر الغضب الذي جعل أمريكا هدفا؟
وتساءل جولد «لكن هل يمكن أن نؤكد بشكل طبيعي الصلة بين النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وصعود القاعدة؟ وأجاب على ذلك بقوله» عند النظر إلى الخلفية والأساس لنشوء المنظمة، من الصعب تأكيد هذه الصلة. فقد ولدت القاعدة في الثمانينيات، على مسافة آلاف الكيلومترات عن إسرائيل، وقامت على بنية تحتية من المتطوعين العرب الذين وصلوا إلى أفغانستان للقتال ضد الجيش السوفياتي. وبعد هزيمة السوفيات في 1989 أقام ابن لادن القاعدة. بمعنى أن القاعدة لم تتأسس في 1948 أو في 1967 كرد على أحداث شاركت فيها إسرائيل بل لأسباب لم يكن لها أي صلة بإسرائيل.
مدعياً أن الدافع لإقامة القاعدة لم يأتِ من إحباط سياسي، بل كنتيجة لإحساس النصر لدى ابن لادن والمجاهدين الذين نجحوا في إلحاق الهزيمة بقوة عظمى هي الاتحاد السوفياتي , وقد شعروا بأنهم يعيدون أمجاد التاريخ الإسلامي السابق، حين نجحت جيوش المسلمين في هزيمة القوى العظمى فارس والبيزنطيين.
استنتاجهم كان أنه إذا كان بوسعهم الانتصار على السوفيات، فسيلحقون الهزيمة بأمريكا أيضا.
وأشار جولد كذلك بقوله» المعلم الروحي لابن لادن كان فلسطينياً يدعى عبدالله عزام، غادر الضفة وأصبح ناشطا في الإخوان المسلمين في الأردن. وهو الذي قاد ابن لادن إلى أفغانستان في الثمانينيات , ثم قال» لو كان الموضوع الفلسطيني على رأس اهتمامه لكان من المعقول أن ينضم إلى حماس في 1987، عندما تأسست المنظمة، بدلا من الانتقال إلى آلاف الكيلومترات. للقاعدة التي لعب الفلسطينيون دورا ثانويا فيها ، التي جاء معظم نشطائها من الخليج، واليمن والجزائر , وتوقف جولد عند النقطة التي يريد إيصالها للرأي العام الإسرائيلي والدولي بقوله «إن الادعاء وكأن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ملأ صفوف القاعدة بالمتطوعين الفلسطينيين، هو ادعاء لا أساس له من الصحة على الإطلاق.
موضحاً أن ابن لادن نفسه أوضح سلم أولوياته في فتوى أصدرها في 1998 أعلن فيها الحرب على أمريكا. مبرره الرئيسي كان يتعلق بتواجد الولايات المتحدة في البلاد الاسلامية « ..
القناعة التي سوف تقدمها إسرائيل للعالم تقوم على افتراض بأنه بعد موت ابن لادن ستعمل القاعدة على نحو اكبر حسب أجندات محلية كون فروع المنظمة في اليمن، في الصومال وفي شمالي إفريقيا ستصبح أكثر استقلالا , وترى تل أبيب بذلك أنه درس من الماضي يجب تأكيده الآن , وهو ما يجعل إسرائيل غير ملزمة بأن ترد ردا قاطعا على كل ما يطرح بشأن وجود صلة بين عملياتها العسكرية قي الاراضي المحتلة والحرب التي يخوضها الغرب ضد القاعدة.
ويستدل مما كتبه جولد أن هناك محاولة إسرائيلية ترمي للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقها والمتمثلة في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والخضوع لقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن , وهو ما يعد أيضا بداية لغيره من الكتاب والسياسيين الإسرائيليين الذين سوف يحاولون خلال الأيام المقبلة العمل على الترويج لفكرة أن إسرائيل وتصرفاتها العدوانية ضد الفلسطينيين لا تمت بصلة لدوافع إرهابية