يعرف الكتاب الإلكتروني على أنه تمثيل رقمي لنص مطبوع، يمكن قراءته على أجهزة الحاسب الشخصية أو الأجهزة الكفية. ومصطلح الكتاب الالكتروني (E-book) ليس بجديد فهو معروف منذ بدايات عام 1990حينما كان يستخدم كطريقة لتخزين الوثائق ونشرها بين المجموعات المهتمة.
ولكن مع طرح تكنولوجيا الحبر الإلكتروني (E-Ink) كمنتج تجاري أواخر عام 2004م وبدايات عام 2005م، أصبح الجديد في تقنية الكتب الإلكترونية هو في طريقة قراءتها وعرضها. فبينما كنا في السابق نقرأ الكتاب الالكتروني من شاشة الحاسب باستخدام برامج مخصصة أضحينا نستخدم أجهزة متخصصة تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني لقراءة هذه الكتب، مثل قارئ الكتب الرقمية من سوني أو قارئ "إلياد" (iLiad) من شركة iRex.
لماذا الكتاب الإلكتروني؟
يلجأ بعض الناشرين لاستخدام طريقة النشر الإلكتروني لعدة أسباب قد يكون منها توفير تكلفة الطباعة والتوزيع أو سرعة إنتاج الكتاب ونشره/أو توفر خصائص ديناميكية في صيغة النشر الإلكتروني غير متوافرة في الطريقة التقليدية.
كما أن الكتاب الإلكتروني يتميز بقدرته على عرض الصيغ المختلفة من الوسائط المتعددة وأيضا الربط المباشر بالمعلومات على الشبكة العنكبوتية. وميزة أخرى مهمة وخاصة في الكتب التي تعمل على الربط بين النصوص، أن القارئ يمكنه القفز بسهولة بين الصفحات وبطريقة أكثر ديناميكية عما عليه الطرق التقليدية، وهذه الطريقة تتوافق مع الطريقة البشرية في التعلم فنحن لا نتعلم بخط مستقيم بل عن طريق القفز بين المعلومات لتكوين صورة كبيرة.
صيغ الكتب الإلكترونية
تستخدم الكتب الالكترونية عدة صيغ لتمثيلها مثل صيغة (HTML) وبي دي أف PDF وغيرها. وتتميز بعض الكتب الإلكترونية بإمكانيات متقدمة مثل إمكانية إضافة الملاحظات النصية أو الصوتية وربط التعليقات وإضافة الوصلات والروابط وأيضا إمكانية دمج خاصية الدردشة مع من لديهم نفس الكتاب.
من ينشر الكتب الإلكترونية؟
بالطبع أول المهتمين بطريقة النشر الإلكتروني للكتب هي دور النشر الأكاديمية والتجارية. فأول اسم قد يتبادر للذهن هي قوقل ومشروعها قوقل للكتب وأيضا مشروع اتحاد المحتوى المفتوح (Open Content Alliance) ومشروع NetLibrary ومشروع Questia وغيرها.
أما في الحرم الأكاديمي فنجد أن هناك بعض الجامعات التي تقوم ببيع الصيغة الإلكترونية من الكتب الأكاديمية لطلابها وذلك نظرا لارتفاع سعر الكتب المطبوعة. حيث يأتي الطالب لمركز بيع الكتب مع جهازه المحمول ويعمل على تحميل نسخة من الكتاب يعمل لفترة معينة.
ما هي عيوب الكتب الإلكترونية؟
قد يكون من أهم عيوب الكتب الإلكترونية هو توفرها بصيغتها الرقمية مما قد يسبب في انتهاك لحقوق الملكية الفكرية (copyright). فإمكانية توزيع ونشر الكتاب على الشبكة لا تعتبر عائقاً للبعض، كما أن بعض الكتب التي تسمح لقرائها بتعديل محتواها قد تتسبب في تحوير الأفكار الرئيسية لصاحب الكتاب ونسبها لغيره.
كما أن هناك عيباً رئيسياً في الكتب الإلكترونية وهو أن الصيغة الإلكترونية لن تحل محل الصيغة الورقية وميكانيكية التعامل معها. كما أن القراءة لساعات طويلة من جهاز إلكتروني يسبب إجهاداً للعين.
برمجيات وعتاد الكتب الإلكتروني
بالطبع هناك برمجيات مخصصة لقراءة الكتب الإلكترونية منها ما هو معروف ومنتشر بكثرة ومنها ما هو مخصص إما لصيغة معينة أو جهاز معين. من هذه البرمجيات المتصفحات سواء كانت فايرفوكس أو انترنت اكسبلورر وغيرها وذلك لقراءة الكتب بصيغة هتمل HTML. أيضا هناك برنامج أكروبات ريدر لقراءة الملفات بصيغة PDF أما الكتب بصيغة CHM فتأتي مع قارئاتها المدمجة في نظام ويندوز.
هناك أيضا صيغ غير معروفة ولكنها بدأت تظهر للسطح مثل صيغة DjVu والذي اشتهر بقدرته الكبيرة على تقليل حجم الكتب الممسوحة بالماسح الضوئي والتي خزنت على هيئة صور.
كما أن هناك برمجيات مفتوحة المصدر وبإمكانيات متعددة مثل ربط قراء الكتاب بحلقة نقاش أو تبادل التعليقات بين القراء حول مقطع معين من الكتاب أو حتى الدردشة الآنية.
أما بالنسبة للعتاد فأول عتاد معروف هو جهاز الحاسب التقليدي أو جهاز الجوال أو المساندات الشخصية PDA. أما إذا أردت أجهزة أكثر تخصصا فهناك أكثر من ثماني أجهزة مطروحة في السوق من أشهرها جهازان هما قارئ سوني Sony Reader وقارئ "إلياد" iRex iLiad ER-100 والذي سأتناوله بإسهاب في هذه المقالة.
منتجي قارئات الكتب الإلكترونية
هناك العديد من الشركات التي دخلت مضمار إنتاج قارئات الكتب الإلكترونية، سيتم سردها حسب تسلسل دخولها السوق.
شركة سوني
قد تكون شركة سوني أول شركة تطرح جهاز مخصص لقراءة الكتب الإلكترونية عبر جهازها ليبرا (LIBRIé) عام 2005م، غير أن الشركة قررت استبدال هذه القارئات بقارئات جديدة ذات شكل عصري مع عام 2006م.
صورة قارئ الكتب من سوني مأخوذة من موقع فليكر للمصور ( CWOT)
شركة بوكيين
دخلت شركة بوكين(Bookeen) مضمار قارئات الكتب الإلكترونية عام 2007، بواسطة قارئها الإلكتروني المسمى (CyBook)
صورة قارئ الكتب من بوكيين مأخوذة من موقع (mobileread)
شركة أمازون
دخلت شركة أمازون مجال إنتاج قارئات الكتب الإلكترونية عبر قارئ كيندل (Kindle) صيف عام 2007م.
تجربة قارئ "إلياد" الإلكتروني
يعتبر قارئ "إلياد" (iLiad) من شركة (iRex) واحدة من أشهر أجهزة قارئات الكتب الإلكترونية المطروحة في السوق. ولكن ما يعيب هذا الجهاز ومثيلاته من قارئات الكتب الإلكترونية هو سعرها المرتفع مقارنة بالخصائص المحدودة التي تقدمها.
مميزات وعيوب الجهاز
على الرغم من فشل الجهاز في عرض النصوص العربية في بعض الصيغ الذي يدعمها الجهاز، إلا أن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن مميزات الجهاز الجذابة ومنها:
خفة وزن الجهاز وسهولة استخدامه من دون معرفة مسبقة أو قراءة لدليل الاستخدام.
التحكم بحجم الخط لمستندات من نوع هتمل بتكبيرها أو تصغيرها.
إمكانية تكبير وتصغير ملفات PDF والتحكم بطريقة عرضها أفقيا وعاموديا.
إمكانية الكتابة باستخدام القلم وتخزينها على هيئة صورة. كما أن الجهاز يحتوي على برنامج قارئ للخط المكتوب يدعم فقط الأحرف الرومانية (مثل الكتابة الانجليزية) يمكنه تمييز الحروف المكتوبة بالقلم وتحويلها لحروف رقمية.
إمكانية الكتابة باستخدام القلم وتخزينها على هيئة صورة. كما أن الجهاز يحتوي على برنامج قارئ للخط المكتوب يدعم فقط الأحرف الرومانية (مثل الكتابة الانجليزية) يمكنه تمييز الحروف المكتوبة بالقلم وتحويلها لحروف رقمية.
وجود دعم فني جيد ومنتدى لمجتمع مهتم بتطوير الجهاز ويطرح أحدث الترقيات لنظام التشغيل والبرامج الداعمة للجهاز.
أما بالنسبة لعيوب الجهاز فهي:
قصر عمر البطارية وتعتبر في نظري أهم عيب. فالجهاز عند استخدامه للقراءة فقط من دون استخدام القلم الإلكتروني سيستنفد طاقة البطارية بعد قرابة الأربع إلى الخمس ساعات. أما إذا استخدم القلم الإلكتروني للكتابة فإن طاقة البطارية تنفد بسرعة.
العيب الآخر هو وجود بعض الخلل في برنامج التصفح، فأحيانا عند الضغط على أمر معين يتبعه أمر آخر يتوقف الجهاز عن الاستجابة. كما أن فتح الكتب الكبيرة يستغرق بعض الوقت.
محدودية دعمه لذاكرات الفلاش الإضافية وأيضا ضعف المعايرة (Calibration) للقلم الإلكتروني وخاصة عند الكتابة.
عدم وجود خاصية للبحث داخل محتويات الكتب الالكترونية، وذلك مع وجود أمر للبحث ولكنه مخصص فقط للبحث عن اسم ملف معين.