ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية HIV من شخص الى اخر عند دخول سوائل جسم شخص مصاب اي الدم او السائل المنوي الى دم شخص آخر و يحدث ذلك خصوصاً آثناء الممارسة الجنسية وينتقل الفيروس اجمالاً من الرجال الى النساء وهناك طرق آخرى لانتقال العدوى تتجلى في استعمال ابرة خاصة بشخص حامل لهذا الفيروس او اثناء ولادة المرأة لطفلها او انتقال العدوى للطفل من خلال الرضاعة من ثدي امه المصابه بالمرض. وفي الماضي كانت بعض الاصابات ناتجة عن طريق الدم الملوث بالمرض من شخص الى آخر دون فحصه و التأكد من سلامة الدم المنقول الا ان الحال تغيرت الآن اذ يتم فحص الدم قبل نقله. ورغم ان الفيروس يكون موجوداً في لعاب الاشخاص المصابون لم يتضح اي دليل بعد على امكانية انتقال الفيروس عبر القُبلة او مشاركة الكوب نفسه الا ان نزيف اللثة قد يكون وسيلة لانتقال الفيروس وكذلك هي المجامعة عبر الشرج بسبب امكانية تمزق الانسجة في هذه المنطقة كما ان المرأة التي تعاني من قروح مفتوحة في اعضائها التناسلية معرضة ايضاً لخطر الفيروس اثناء الممارسة الجنسية.
عندما يدخل فيروس نقص المناعة البشرية الى الدورة الدموية يقوم بمهاجمة خلايا في جهاز المناعة تعرف بخلايا T التي تبدأ بموالدة الفيروس بدل اداء مهامها الطبيعية في حماية الجسم من العدوى والالتهابات وفي حال تدمير اعداد كافية من خلايا T يصاب الشخص بمرض الايدز و هو مرض نقص المناعة المكتسبة رغم ان الوصول لهذه المرحلة قد يستغرق سنوات عديدة. و يشخص فيروس نقص المناعة البشرية بفحص الدم بحثاً عن الاجسام المضادة التي ينتجها الجسم للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية لكن هذه الاجسام قد لا تظهر في كيات قابلة للقياس الا بعد مرور ثاثة اشهر على الاقل او ربما سنة.
قد ينتقل عير الرضاعة الطبيعية
ولا شك ان النتيجة الايجابية لتحليل الدم تؤثر سلباً في الشخص المصاب وكذلك في المحيطين به من الاقارب والاصدقاء اضافة الى الذين مارس معهم الجنس من دون اية وقاية. لذا لابد من تحضير الشخص للتحليل من خلال مناقشة النتائج المحتملة مع مستشار متخصص و الواقع ان المستشار يستطيع مناقشة مختلف العلاجات التي قد تكون متوافرة الآن وفي المستقبل كما ينصح المريض باسماء الاشخاص الواجب اخبارهم بحقيقة التشخيص وبالاضافة الى العلاقات الشخصية قد يتوجب على المصاب اتخاد قرارات بشأن العمل وقد يستطيع المستشار إسداء النصائح بشأن تغيير اسلوب العيش بما في ذلك ممارسة الجنس الآمن.
كبح تفاقم المرض: لم يتوافر لغاية الآن علاج شاف من فيروس نقص المناعة البشرية او الايدز لكن العلاجات الحديثة تستطيع في معظم الاحيان كبح تفاقم التهاب الفيروس وبالتالي الحؤول من دون ظهور العوارض التي تصاحب عادة تطور المرض لكن المشكلة تكمن في آن الشخص الحامل لفيروس نقص المناعة البشرية قد لا يشعر بأي انزعاج مما يجعل قرار الشروع في علاج مرتكز على العقاقير المضادة للفيروسات صعبة فعلاً. ويوصي الاطباء عادة بالادوية الوقائية قبل حدوث ضرر نهائي في جهاز المناعة وتجدر الاشارة الى ان العلاج بالعقاقير معقد ومؤلم و يؤدي الى تاثيرات جانبية على الصعيدين النفسي و الجسدي.
يدخل فيروس نقص المناعة إلى الدورة الدموية ويقوم بمهاجمة خلايا في جهاز المناعة
فيروس نقص المناعة البشريية والحمل:
يلتقط معظم الابناء الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية العدوى من امهاتهم المصابات بالمرض فالعدوى تنتقل عبر الرحم اوثناء الولادة او اثناء الارضاع واذا انجبت المرأة الحاملة للمرض طفلاً وقررت ارضاعه فان ثمة احتمال بنسبة 25 الى35% بان تنتقل العدوى من الأم الى طفلها الا في حال اتخاد اجراءات وقائية الا ان العقاقير المضادة للفيروسات مثل الزيدوفيدين للنساء الحوامل للتخفيف من خطر انتقال العدوى الى الجنين وفي حال عدم معالجة الأم يمكن منح مقادير ضئيلة من العقاقير الى الاطفال مما يخفف كثيراً من خطر تعرضهم للمرض..
الأدوية لا تشفي من الأيدز
العلاج: يهدف العلاج قبل كل شيء الى كبح انتشار الفيروس والحيلولة دون حدوث الالتهابات الانتهازية او معالجتها وتعزيز وظيفة جهاز المناعة يتم تناول العقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة على نحو مركب وهي لا تستطيع استئصال العدوى من جدورها لكنها تنجح غالباً في ابطاء تكاثر الفيروسات والحفاظ على المستوى الطبيعي لخلايا T الوقائية في الجسم. ولا بد من تناول الادوية وفق ارشادات وصفها علماً انها قد تتطلب الاستيقاظ خلال الليل وماشابه على الرغم من تأثيراتها الجانبية الكريهة. وثمة عقار قوي اسمه Interleukin 2 تبين انه يقوي جهاز المناعة من خلال نشيط عمل الخلايا T وبالتالي ابطاء تحول فيروس نقص المناعة الى مرض الايدز. و رغم ان العوارض الاولى مثل الاوجاع والالآم وارتفاع درجة الحرارة والاسهال وصعوبات التنفس و تورم الغدد و خسارة الوزن والسعال الجاف تكون هي نفسها عند الرجال والنساء على حد سواء فان النساء يعانين ايضاً من مشاكل في دورة الطمث والتهابات فطرية دائمة.
العيش مع فيروس نقص المناعة البشرية:
حين يتبين أن احدهم حامل لفيروس نقص المناعة ينصح اجمالاً باعتماد تغييرات في اسلوب عيشه تتضمن تناول الغذاء الصحي وتوخي الحذر بشأن نظافة الطعام. فحين يضعف جهاز المناعة لابد من توخي الحذر عند تناول اللحم و الدجاج غير المطهو جيداً لان هذين الاخيرين قد يحتويان على جراثيم حية معدية مثل السلمونيلا والكمبيلوبكتر.. كما يجب تفادي البيض النيء او المطهو قليلاً و ذلك لربما وجود الجراثيم. كما يجب الاكثار من شرب المياة بعد غليها او المياة المعدنية وذلك لتفادي خطر الصداف الخفي كما يستوجب الاستعانة باستشارة اخصائي التغذية للنصح عن الغذاء الصحي السليم. و نظراً لحدوث العديد من التطورات في العلاج فانه من المهم البقاء على الاطلاع باحدث المعلومات كما ان الاستفادة من الاستشارات ووسائل الدعم الاخرى مفيدة جداً للشخص الحامل لفيروس نقص المناعة البشرية وشريكه وعائلته.
معالجة الايدز: يتجلى الهدف في السيطرة على الالتهابات بواسطة المضادات الحيوية او عقار الزيدوفيدين الذي نجح في تحسين معدلات الصمود و يمكن وصف العلاج اثناء الحمل اذ يبدو انه لا يؤثر سلباً على الام او جنينها ويخفف من خطر انتقال الفيروس كما يعطي المريض لقاحات للامراض المعدية والمهددة للحياة مثل الحصباء والحميرا والكزاز والتهاب الكبد من الفئة ب والانفلونزا ويجب على المرأة اجراء فحص مسحة عنق الرحم مرة كل ستة اشهر. ويجب مراقبة مرضى الايدز من خلال إخضاعهم لتحاليل دموية مرة كل ثلاثة او ستة اشهر لقياس مستويات CD4 ولا يوجد لغاية الآن اي لقاح يحول دون حدوث المرض و لا تزال الابحاث جارية في هذا المجال.