الخميس، يونيو 02، 2011

بعض الحقائق العلمية حول أهمية النوم للتحصيل العلمي والأداء الجيد خلال الامتحانات

 النوم مهم لعمل توازن للناقلات العصبية داخل المخ المهمة لعمل المخ بصورة جيدة. فهناك نواقل عصبية تزداد خلال اليقظة وارتفاع مستواها وتجمعها خلال اليقظة لفترات طويلة قد يسبب الشعور بالنعاس وضعف التركيز (مثل الأدينوسين). لذلك يحتاج الجسم للنوم حتى تعيد الخلايا العصبية توازنها وتستقر وظائف المخ وتعود النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي. ويعتقد الكثير من الباحثين والتربويين أن نقصان مدة النوم أو اضطراب النوم يؤديان إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة. ونقص النوم بدون شك يؤثر على تحصيل الطلاب العلمي وأدائهم في المدرسة وخاصة في المهام التي تحتاج إلى التركيز كالامتحانات. ومن المثبت كذلك أن نقص النوم وبالذات عند الأطفال والمراهقين يقلل من وظائف المخ العليا وقدرته على التعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ ودمج المعلومات المكتسبة.
وتعزى الكثير من الحوادث المهمة التي أصابت البشرية مثل حادثة تشيرنوبيل وغيرها إلى نقص نوم الموظفين العاملين في تلك المشاريع مما قد يكون أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة بسبب نقص التركيز.
ويعتقد بعض الطلاب أن المراجعة المستمرة للمنهج ليلة الامتحان والسهر للمذاكرة له مردود إيجابي على تحصيل المعلومة. ولكن العكس هو الصحيح، حيث إن قلة النوم ليلة الامتحان تؤثر سلبا على أداء الطالب في الامتحان ونقص في التركيز والذاكرة، وبطء في ردة الفعل وصعوبة في استرجاع المعلومة، واتخاذ القرارات الصحيحة، وهناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاعتقاد. وهناك أبحاث علمية كثيرة تؤكد أهمية النوم في تقوية الذاكرة وخاصة للمعلومات المكتسبة حديثا، فقد أُجري بحث (مجلة نيورن 2009- الخلية العصبية) على حيوانات التجارب لمعرفة التفاعلات التي تحدث على مستوى المخ وتؤثر في الذاكرة المرئية للحيوان كأن يتذكر على سبيل المثال مكان أكله. وقد توصل الباحثون إلى وجود مستقبلات لإنزيم يرمز له بإنزيم NMDA تتحكم في دخول الكالسيوم إلى الخلايا العصبية وتؤثر في الذاكرة. ووجد الباحثون أن حرمان الحيوان من النوم يؤثر على وظائف هذا الإنزيم ويعطل عمله ويؤثر بعد ذلك على الذاكرة. كما أن الأبحاث تدل على أن حصول النائم على كفاية جسمه من مرحلة الأحلام مهم لدمج المعلومات المكتسبة خلال اليقظة. ومن المعلوم طبيا أن مرحلة الأحلام تحدث بصورة مكثفة بعد أن يكتفي الجسم من النوم العميق أي في الثلث الأخير من النوم. مما يعني أن على النائم أن ينام ما لا يقل عن 6 ساعات حتى ينال قسطا كافيا من مرحلة الأحلام. نضيف إلى ما سبق أن الأطفال والمراهقين يحتاجون ساعات نوم أكثر من البالغين.
لذلك وللحصول  على نتائج أفضل، ننصح الطلاب بصفة عامة بالاسترخاء قبل موعد نومهم بساعة والذهاب للنوم في وقت مبكر ومحاولة تجنب الغفوات النهارية بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من النوم المبكر ليلا. كما ننصح بالنوم في غرفة ذات إضاءة منخفضة وعدم العمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين وعلى الوالدين محاولة تهيئة الجو المنزلي للطلاب للحصول على نوم هادئ ومريح.