ماهي وكعة الإبهام؟
في الواقع هي مجموعة من الأعراض والتغيرات التي تقع عند المفصل الذي يربط إبهام القدم مع عظام مشط القدم. هذه التغيرات تؤدي إلى خلل في عمل هذا المفصل مما يؤدي إلى انحراف في إبهام القدم إلى الخارج في اتجاه الأصابع الصغيرة ويؤدي إلى ظهور تورم وبروز عظمي في الناحية الداخلية من القدم وبالذات عند قاعدة الإبهام (Bunion) . هذا البروز يتسبب مع مرور الوقت في حدوث تهيج وترقق في الجلد الذي يغطي هذه المنطقة مما يؤدي إلى ظهور آلام فيها تزداد مع المشي ومع لبس الأحذية وخصوصاً الضيقة منها. ومع مرور الوقت فإن هذه التشوهات تزداد مما يؤدي إلى خلل في عمل الأوتار والأربطة المحيطة بهذا المفصل ويؤدي إلى زيادة التشوه وإلى زيادة البروز وإلى زيادة الآلام التي تشعر بها المريضة. وفي حالة استمرار المشكلة فإن الإبهام يضغط على بقية الأصابع بشدة مما يؤدي إلى انحرافها هي الأخرى إلى الخارج ويؤدي إلى تشوهها أو إلى أن يقفز الإصبع الثاني إلى الأعلى بسبب فعل الإبهام الذي يدفعه من مكانه الطبيعي.
أسباب المرض
في الواقع ان السبب الأول والأكثر في ظهور هذا المرض هو لبس الأحذية غير المناسبة خصوصاً عند الفتيات والسيدات اللواتي يرتدين الأحذية ذات الكعب العالي وذات المقدمة الضيقة لأن ذلك يؤدي إلى وضع ضغوط غير طبيعية وتشوهات غير طبيعية على مفاصل أصابع القدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى ظهور هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأمراض التي تسبب التهابات في الأوتار والأربطة والمفاصل المحيطة بالمنطقة مثل مرض الرماتويد (Rheumatoid arthritis) قد تؤدي إلى حدوث هذه التشوهات في القدم. وفي بعض المرضى قد تكون هناك آثار قدم مسحاء شديدة (flat foot) مما يؤدي إلى أخذ القدم وضعاً غير طبيعي عند المشي يؤدي إلى دفع إبهام القدم إلى الخارج ويسبب وكعة الإبهام مع مرور الوقت. كما أنه في بعض المرضى لا يكون هناك سبب واضح لظهور هذه الوكعة. وبغض النظر عن السبب وراء ظهورالتشوه بأن التشوه الناتج والبروز الذي يظهر في داخل القدم يؤدي إلى تهيج الجلد المحيط بالإبهام وظهور الاحمرار والآلام فيه .
الأعراض والتشخيص
الأعراض تتكون من حدوث تشوه واضح في إبهام القدم وفي الأصابع الصغرى وبروز في المنطقة التي تقع عند قاعدة الإبهام وتهيج واحمرار في الجلد المحيط بهذه المنطقة. كما يشتكي المريض عادةً من صعوبة في إيجاد حذاء مناسب له ولا يستطيع المشي لفترات طويلة حتى لو استخدم الأحذية الرياضية. أما التشخيص فهو عادةً مايتم بعد الفحص السريري الذي يبين وجود وكعة الإبهام والذي يجب من خلاله فحص حالة الجلد المحيط بالإبهام وحالة الأوتار والأربطة المحيطة بالقدم. وبعد ذلك يتم إجراء أشعة سينية للقدمين لقياس الزوايا التي تربط عظام القدم بعضها ببعض. وهذه الأشعة تبين وجود الانحراف في عظام إبهام القدم وتبين التشوه الحاصل في المفصل ودرجته.
في الحالات البسيطة والمتوسطة عادةً مايتم اللجوء إلى العلاج التحفظي غير الجراحي والذي يتكون من الابتعاد التام عن الأحذية ذات المقدمة الضيقة وذات الكعب العالي والاستعاضة عنها بالأحذية المسطحة والصحية. هذه الأحذية الصحية يجب ان تكون ذات مقدمة عريضة (wide toe box) . كما يمكن وضع دعامة بلاستيكية لينة بين إصبع الإبهام والإصبع الذي يليه في محاولة لتعديل إصبع الإبهام عند الوقوف والمشي. أيضاً هناك بعض الأربطة الطبية التي تساعد على حماية المنطقة الداخلية من الجلد التي تقع فوق إصبع الإبهام. ويجب المحافظة على نظافة القدم واستخدام بعض المراهم المرطبة والمخففة لتهيُجات الجلد فوق منطقة الوكعة. وفي حال وجود قدم مسحاء أو أي تشوهات أخرى في القدم فإنه يمكن تفصيل بطانة طبية مخصصة لدعم باطن القدم وإعادتها إلى الشكل الطبيعي. كما يمكن للمريضة استخدام الأدوية المسكنة على فترات متقطعة عند اللزوم.
آلام شديدة وتشوه
إذا فشلت الخطة العلاجية التحفظية غير الجراحية في إزالة الأعراض التي تشعر بها المريضة فإن الجراحة تكون لازمة لعلاج هذه الحالة. وعلى مر تاريخ جراحة العظام تم تطوير أكثر من مئة عملية جراحية لعلاج وكعة إبهام القدم. ولكن الغرض من هذه الجراحات بغض النظر عن تفاصيلها هو إزالة التورم الواقع عند قاعدة الإبهام وإعادة الاستقامة إلى عظام الإبهام وإعادة القوة والتوازن لعضلات وأوتارالقدم المحيطة بإبهام القدم. وعادةً ماتتم الجراحة من خلال جرح بسيط لا يتجاوز بضعة السنتيمترات يتمركز فوق المفصل الذي يربط إبهام القدم بعظام مشط القدم. وخلال الجراحة تتم الإجراءات التي ذكرناها سابقاً وبعد ذلك تتم خياطة الجرح بطريقة تجميلية وباستخدام خيوط جراحية يمتصها الجسم. وعادةً ماتستغرق الجراحة حوالي الساعة أو الساعة والنصف ويتم إجراؤها تحت تخدير كامل أو تخدير نصفي حسب رغبة المريضة. ويمكن للمريضة الخروج من المستشفى في نفس يوم العملية. وبعد الجراحة يتم وضع رباط طبي على القدم ويمكن استخدام حذاء طبي ويطلب من المريضة عدم المشي إلا بعكاكيز طبية لمدة أربعة إلى ستة أسابيع. كما أنه يتم إعطاء المريضة بعض الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة الحيوية لبضعة أيام بعد الجراحة. ويتم عمل غيار للجرح بعد عشرة أيام تعاد بعده الربطة الطبية لتستمر لفترة ستة أسابيع. بعد هذه الفترة تزال جميع الأربطة الطبية ويمكن للمريضة البدء بالمشي بطريقة طبيعية باستخدام عصا طبية في البداية وبعد ذلك بالمشي بطريقة طبيعية وبدون أية أجهزة مساندة. ولكن يجب على المريضة معرفة أن القيام بالجراحة ونجاحها بإذن الله لا يعني السماح لها بالعودة إلى ارتداء الأحذية السيئة والأحذية ذات الكعب العالي وذات المقدمة الضيقة لأن ذلك قد يترتب عليه عودة المشكلة مرة أخرى. وفي حال وجود المرض في القدمين فإننا لا ننصح أبداً بعمل الجراحة في القدمين في نفس الوقت لأن ذلك يؤدي إلى صعوبة كبيرة للمريضة عند الحركة والمشي والعناية بنفسها. ولكن الواجب والأفضل هو أن يتم إجراء الجراحة على إحدى القدمين ويتم تأجيل الجراحة الثانية لفترة ثلاثة أشهر بعد الجراحة الأولى حيث تكون وقتها المريضة قادرة على المشي بشكل طبيعي على القدم الأولى.
التوصيات والنصائح
في الواقع فإن كثيراً من الفتيات يأتين إلى العيادة وهنّ يشتكين من بدايات ظهور وكعة الإبهام. وكثيرًا منهن يطلبن جراحة لتصحيح الوكعة وتحسين شكل القدم. ولكن يجب عليهن قبل التفكير بالجراحة أن يتجنبن الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الوكعة والتي قمنا بذكرها سابقاً والتي من أهمها استخدام الأحذية ذات الكعب العالي. كما أن الجراحة يجب ألا تجرى إلا في الحالات الشديدة أو التي لاتستجيب للعلاج التحفظي أو التي يكون التشوه فيها واضحاً. ولذلك فإنه يجب على الطبيب توفير الاستشارة للمريضة ونصحها بالتريث وباستخدام العادات والأحذية السليمة وعدم التسرع في الجراحة. أما في الحالات التي تستلزم التدخل الجراحي فيجب على المريضة وطبيبها وضع خطة متكاملة من ناحية الوقت والإجراءات والنصائح التي سوف تتبعها المريضة في مرحلة مابعد الجراحة لضمان نجاح العملية ولمنع تكرار المشكلة في المستقبل.