إذا كنت مربيا أو قائدا تحاول التأثير على الآخرين وتسعى إلى إقناعهم،فحتما ستجد نفسك تروي القصص وتضرب الأمثال، فالحياة عبارة عن سلسله من القصص والسيناريوهات المتلاحقة.
أحك قصصك بكفاءة وسلاسة وتجد الآخرون ينسجمون معك وكأنهم يعايشون قصتك ويفهمون مثلك ما تعلمته منها، فتترك داخلهم أثرا عميقا لا ينمحي. وعليك كمربي أن تعرف كيف تستثمر مهارات القص لإلهام الآخرين والتأثير فيهم ومن ثم إقناعهم.
نقاط تهمك
تغيير الموقف النفسي للآخرين بسهوله:
تستطيع من خلال القص أن تخاطب المراهقين السلبيين والمحبطين وغير المكترثين لتؤثر فيهم وتحول موقفهم السلبية إلى أخرى إيجابية.
أستمع إلى قصص الآخرين:
عليك بتعلم مهارة سرد قصص الآخرين جنبا إلى جنب مع مهارة سرد القصص عليهم. وذلك لتفهم أبعاد الحاجز النفسي لديهم حتى تتمكن من اختراقه.
القصة أولا ثم التعليمات:
آخر ما يحتاجه الناس منك هو الاستماع إلى المزيد من المعلومات الجامدة أو الأوامر المباشرة . التي تلقيها عليهم بصيغه "أفعل ولا تفعل" ورغم أن ذلك قد يكون من حقك باعتبارك تربويا. إلا أن عليك أن تعترف بأن المراهقين غارقون حتى آذانهم في المعلومات والأوامر، وإنهم لا يطيقون المزيد منها .
القصه. . القيم التي أؤمن بها :
لا شك أن أفضل طريقة لتعليم أي قيمه أخلاقية أو عمليه، هي القدوة الحسنة، أما ثاني أفضل طريقة لتعليم القيم وترسيخها هي رواية القصص المعبرة عن أهميه هذه القيم.فعندما تقول أننا تحترم الأمانة مع من حولنا فهذه لا يعني شيئا. فهو مجرد كلام أو شعارات رنانة. ولكن عندما تروى قصة: عن بائع مثلا أخطأ في حق عميل ثم أعترف بخطئه وذهب إليه وأعتذر. فقام العميل بشراء مزيد من البضاعة والوثوق به فإنك ترسل رسالة للمستمعين واضحة عما تعنيه الأمانة وعما تقصده باحترامك لها.
إذا أخبرت موظفيك أن العمل يجب أن يقوم على الصراحة والتعاون فقد لا يفهمون ما الذي ترمي إليه من هذا التصريح، وقد لا يعرفون ماذا تقصد بكلمتي "الصراحة والتعاون" بالضبط. فأنت قد أعطيتهم الكلمات ولكنك لم تعطهم معاني أو أمثله أو قصصا عن هذه الكلمات لتوضيح مقاصدها. أما إذا أخبرتهم بقصة: أحد الموظفين المهملين وكيف كان يعمد إلى إخفاء أخطائه وإلقاء تبعتها على زملائه. وكيف أن هذا الأسلوب كلف الشركة خسائر فادحة مما أدى إلى فصله في النهاية فبهذا وحده تضمن أن رسالتك وصلتهم.
شيء ما يبقى في الذاكرة: الشيء الذي يرسخ في ذاكرتك عن أي شيء هو القصص، كل قصه هي لغز صغير، أحتفظ بقصصك كما تحتفظ بنقودك وبعلمك وبخبرتك، فقصصك هي المادة الخام لرصيدك من الجاذبية الشخصية.