يطلق مصطلح Gynaeocomastia على حالة تضخم الصدر غير الطبيعية في الذكور وتعرف في العامية "بتثدي الرجل"وهذه الحالة شائعة تظهر في الرجال من مختلف الأعمار، حيث يعاني 75% من الشباب في مرحلة البلوغ من بروز الثديين كما تبلغ نسبتها 7% لدى الشباب من عمر 17سنة بينما تنتشر بنسبة 30% بين الرجال ممن هم في منتصف العمر. تحدث حوالي 90% من حالات التثدي بدون أسباب تذكر، وربما تكون السمنة هي السبب وراء معظم الحالات غير أن 10% منها قد تنتج عن أحد الأسباب التالية: اضطراب الهرمونات أو تناول بعض أنواع الأدوية لفترة طويلة مثل: السترويد steroid، والسيميتيدين cimetidine، والديجوكسين الديازيبام digoxin diazepam ، ومدرات البول. أو تنتج عن بعض المشاكل الصحية مثل: تلف الكبد، أو أمراض الغدة الدرقية، أو سوء التغذية، أو سرطانات الأمعاء والرئة والكبد والكلى وغيرها، وكذلك أورام الخصيتين والغدة النخامية. أما نسبة الاصابة بسرطان الثدي عند الرجل فهي نادرة لا تتجاوز نسبته 1% من سرطانات الثدي. وهناك أسباب أخرى شائعة يكثر تجاهلها مثل تدخين الهروين والماريوانا والحشيش. قام الدكتور سيمون بتقسيم حالات التثدي عند الرجال إلى ثلاث درجات من حيث حجم الصدر هي: الدرجة الأولى حيث يكون التضخم بسيطا. أما الدرجة الثانية فيكون التضخم فيها معتدلا وهي من نوعين: إما أن يصاحبها زيادة في حجم الجلد أو مجرد بروز الثديين دون زيادة في الجلد. والدرجة الثالثة توصف بالبروز الظاهر للثديين مع زيادة حجم الجلد في الصدر بطريقة تشبه صدر المرأة.
في الماضي كان التخلص من مشكلة التثدي تتم بعمل إجراء جراحي كبير يتطلب في العادة عدة عمليات تحت التخدير الكامل ولم تخلُ من مضاعفات مثل النزيف واحتقان الدم تحت الجلد والالتهابات إضافة إلى ماتخلفه من ندبة طويلة تمتد في منطقة العملية.لقد كانت بداية استخدام عمليات شفط الدهون بشكلها القديم التقليدي في بداية الثمانينات وذلك للتخلص من البروز البسيط للصدر أو كإجراء مصاحب للعملية الجراحية. ومع تطور العمليات الجراحية الصغرى والمعدات الحديثة المجهزة لها أصبحت عمليات تصغير الصدر عند الرجال من الاجراءات الروتينية التي لا تخلف سوى ندبة صغيرة لا يجدر ذكرها ولا تطول فترة النقاهة بعدها إذ يتماثل المريض للشفاء بسرعة وتقلّ فيها فرص الإصابة بالنزيف أوالاحتقان الدموي تحت الجلد وكذلك الالتهابات. ومما لاشك فيه أن حالة التثدي من الدرجة الثالثة والمتميزة بزيادة حجم الجلد في الصدر تتطلب في الغالب إزالة الجلد الزائد بعمل شق جراحي.
المهم في حالات التثدي الناشئة عن أسباب معلومة (وهي بنسبة 10%) أن يتم معرفة تلك الأسباب وعلاجها أولا ثم الانتظار لمدة سنة قبل اللجوء إلى تصغير الصدر بالطرق الجراحية إذا استدعت الحاجة لها.
تؤدي مشكلة التثدي إلى الاكتئاب عند معظم الرجال المصابين بها إضافة إلى اهتزاز الثقة بالنفس والآثار النفسية المحبطة فيما يتعلق بالمظهر. وعلى الرغم من شيوعها إلا ان أولئك الرجال ينتابهم الشعور بالاختلاف عن غيرهم من الرجال. ومن الممكن أن يكونوا عرضة للسخرية والاستهزاء والقلق الاجتماعي ويميلون إلى عدم التخلي عن ارتداء القمصان طوال الوقت فيتجنبون المشاركة في الرياضة والنشاطات الجماعية التي يضطر فيها الرياضي إلى التجرد من قميصه. وقد ينتهي بهم المطاف تدريجيا إلى حالة تعرف بالصدر غير المتماثل وهي اختلاف حجم أو شكل الثدي الواحد عن الآخر.
وهناك طرق علاجية لمعظم حالات التثدي عند الرجال وذلك باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل: جهاز الفيزر VASER وعمليات التصغير والشفط بالليزر LASER وتقنية مايكروإير Microair وأيضاً تقنية كول ليبو COOL liposuction. ومن الجيد أن شفط الدهون بالأشعة الصوتية لا يتطلب سوى فترة قصيرة للنقاهة وقد يمر دون الحاجة لها. أما النتيجة فهي الحصول على صدر أصغر مشدود ومنبسط وأكثر تناسقا بما يكفل للشخص استعادة الثقة بالنفس. وتحفز هذه الطرق المتبّعة إعادة تشكل الكولاجين في الجلد والذي يساعد على شدّ الجلد فيحسن منظره من جديد. أي أن الجلد الزائد والمرتخي يبدأ بالانكماش بعد شفط الدهون المذابة من تحته وإزالتها.
وتُستخدم هذه الأجهزة الحديثة عموماً في جميع الدول الأوروبية كما أنها مرخصة من قبل إدارة العقاقير الفدرالية FDA في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعمل جهاز الفيزر VASER بالاعتماد على الموجات الصوتية التي تقوم بإذابة الدهون وأنسجة الصدر المنتقاة بدقة دون المساس بالانسجة الأخرى المحيطة بها مثل الأوعية الدموية والأعصاب وذلك من خلال فتحة صغيرة على كل جانب من جانبي الصدر.وهذه التقنيات– الليزر LASER، وMicroair وCOOL liposuction - تطبق بنجاح وبنسبة ضئيلة من المضاعفات تماماً كعمليات التصغير وشفط الدهون بالفيزر. ونذكر فيما يلي أكثر الأسئلة التي يتم طرحها قبل إجراء العملية:
س: هل حالتي مناسبة لاستخدام الفيزر في تصغير صدري؟
ج: لابد أن تكون توقعاتك منطقية فيما يتعلق بنتائج العملية. فرغم نجاح عملية تصغير الثدي في تحسين المظهر وتحقيق الثقة بالنفس إلا أنها لا تطابق عادة التصور المثالي الذي يرسمه عقلك. فالهدف من العملية هنا هو الوصول لأعلى حد ممكن من التحسين وليس درجة الكمال. وقبل أن تقرر الإقدام على القيام بهذه العملية عليك أن تفكر مليّا في النتائج المرجوّة والمتوقعة منها وأن تناقشها بصورة شاملة مع طبيبك الجراح أثناء زيارته لتقييم التفاصيل المتعلقة بها. وسيتطلب الأمر بعض الفحوصات الطبية اللازمة قبل إجراء العملية.
س: ماذا إن لم أكن مؤهلاً لمثل هذه العملية؟
تقييماً شاملاً ومتعمقاً عن العملية، وإن لم تكن مؤهلاً لتلك العملية لأي سبب من الأسباب فلن يتم تزويدك بالتقييم. ربما لا يكون هذا ما ترغب في سماعه ولكننا لا نسمح هنا بالمجازفة بإجراء عملية لا نضمن فيها النتائج المرضية للمرضى. إن التحسن الناتج بعد عملية التصغير يعتبر تحسّناً دائماً، ولكن زيادة الوزن فيما بعد أو استخدام عقاقير معينة قد يؤدي إلى حدوث التضخم في الصدر أي عودة التثدي من جديد.