تقنية الهاتف المحمول لم تعد جديدة، وأن التسارع التقني يسير في اتجاه تطوير التطبيقات الرقمية المرافقة للمحمول، وبشكل خاص المرتبطة بشبكة الانترنت والتي استطاعت أن تتداخل في عمق النسيج الاجتماعي، وفي ذات السياق فإن العديد من الدراسات الاجتماعية تشير إلى التأخر الكبير في إيجاد القواعد السلوكية المعنية بتنظيم استخدام هذه التطبيقات ضمن المحيط الاجتماعي.
تنامي السلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً لاستخدام المحمول،
انتشار المحمول أدى إلى انتهاك الخصوصية الشخصية، علاوة عن تسببه في إزعاج الآخرين في الأماكن العامة وفي أكثر الأماكن خصوصية مثل غرف النوم.
قيام قائد المركبة بكتابة الرسائل أثناء القيادة، والتحدث على الهاتف بصوت مرتفع في مكان عام، و سماع نغمات الهاتف المزعجة والعالية، علاوة عن مشاهدة محتوى غير مناسب في مكان عام، بل امتد إلى غرف النوم حيث تفحص الجهاز بشكل دائم على سرير النوم أمر مبالغ فيه وينتهك خصوصية الراحة.
إن وسائط التقنية وجدت لتحسين حياة البشر وتسهيل أعمالهم اليومية، إلا أن الاستخدام السيئ لها قد يولد نتائج سلبية ذات أثر مدمر على السلوكيات الأسرية الطبيعية وإضعافاً لبنية المجتمعات وهويتها، ومن جانب آخر فإن هذه الانعكاسات السلبية قد تمتد إلى روح الإبداع والابتكار وتكوين ما يسمى بالفراغ الفكري. وتكمن الحلول المتوازنة في تكوين الوعي الصحيح وتعريف المستخدمين بكيفية التعامل المثالي مع هذه التقنيات، وهذا أمر بالغ الأهمية لمختلف الشرائح العمرية في المجتمع وخاصة لدى صغار السن، علاوة على دعم هذه السلوكيات بإيجاد أرضية قانونية تحافظ على صون القيم الاجتماعية و تضمن حقوق الآخرين وحرياتهم، مما يدعم استمرارية الاستفادة من الثورة التقنية المذهلة .
أن كثرة التطبيقات المرافقة للمحمول تقوم على إخراج مستخدميه من أجواء المحيط الاجتماعي مما يعكر صفو التواصل الاجتماعي ويتسبب في حدوث إحراج بسبب تجاهل المتحدثين والانهماك في استخدام الجهاز المحمول، الامر الذي لا يلقى قبول نتيجة قيام أصدقائهم بكتابة الرسائل النصية أثناء تواجدهم في المقاهي أو الأماكن العامة. وترى مجموعة أخرى أنه ليس هناك ضرورة لاستخدام المحمول لساعات طويلة ولكن شريحة كبيرة من الناس في العالم العربي تلجأ إليه كنوع من "البرستيج" الاجتماعي. بل إن هناك استخدامات خاطئة لها عواقب وخيمة خاصة وسائط الترفيه المؤذية،فوضى التقاط الصور ووضع أسماء أشخاص على صور أو روابط غير لائقة دون موافقتهم، مما دعا المسؤولين عن العديد من المرافق إلى وضع لافتات عند دخولهم لأماكن معينة مثل المساجد، وحضور الندوات وغيرها، وضرورة إغلاق أجهزته عند إقلاع الطائرة وهبوطها، علاوة عن وضع المحمول لدى إدارة قصور الأفراح لضمان عدم تصوير المدعوات.