الأحد، ديسمبر 18، 2011

مرض النقرس

ماهو مرض النقرس؟
إن مرض النقرس (gout) هو عبارة عن إلتهاب في المفاصل ينتج عن ترسب حمض اليوريك (uric acid) في الغضاريف والأنسجة المحيطة بالمفصل مما يؤدي إلى إلتهاب غير جرثومي في هذا المفصل مسبباً الأعراض المعروفة بمرض النقرس.
ماهي الأسباب التي تؤدي لمرض النقرس؟
في الواقع كما ذكرنا سابقاً أن هذا المرض ينتج عن ترسب حمض اليوريك في الأنسجة المحيطة بالمفصل. هذا الحمض يأتي من مواد معروفة بإسم (burines) وهي مواد طبيعية تنتج عن تكسر أجزاء من الخلايا في الجسم تعرف بإسم (DNA/RNA). بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأطعمة تحتوي على كميات كبيرة من هذه المواد المعروفة بالبورينز. فمثلاً اللحوم الحمراء والأجزاء العضوية من اللحوم مثل الكبد والكلى وبعض الأطعمة البحرية كالمحار وكذلك بعض المشروبات مثل البيرة والكحول كلها تؤدي إلى زيادة حمض اليوريك في الجسم . وفي الشخص الطبيعي إن حمض اليوريك بالمعدلات الطبيعية يذوب بالدروة الدموية ويذهب إلى الكلى ويخرج مع البول. ولكن في بعض الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة التي ذكرناها سابقاً بكميات كبيرة فإن نسبة احتمال تعرضهم لمرض النقرس نتيجة زيادة حمض يوريك أسد تزداد. بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأنزيمات اللازمة للدورة الطبيعية لحمض اليورك قد تكون مختلة عند بعض الأشخاص مما يؤدي إلى خلل داخلي في عمل دورة اليوريك أسد وبالتالي إلى زيادة نسبته في الجسم. وفي الماضي كان مرض النقرس يظهر لدى الأغنياء الذين يتناولون الكثير من اللحوم ولذلك كان يعرف بمرض الملوك في العصور القديمة. وعلى الرغم من أن هذه العوامل معروفة بأنها تزيد من نسبة التعرض لمرض النقرس إلا أن هناك عوامل أخرى أيضاً مثل العامل الوراثي أو بعض الأمراض المصاحبة التي قد تزيد من نسبة احتمال التعرض لمرض النقرس مثل ارتفاع ضغط الدم أو بعض أمراض الكلى أو بعض أمراض الدم. وفي بعض الناس فإن بعض الأمراض الطارئة بغض النظر عن طبيعتها تزيد من نسبة حمض اليوريك في الدم وبالتالي من احتمال الإصابة بمرض النقرس. ويجب التنبيه إلا أنه ليست كل حالات مرض النقرس يكون فيها حمض اليوريك مرتفعاً في الدم فإن بعض الحالات قد يكون حمض اليوريك مرتفعاً في الدم ولكن لا تظهر أعراض النقرس لأن الأملاح لم تترسب في المفصل. وفي بعض الأحيان الأخرى قد يكون معدل حمض اليورييك في الدم بالحدود الطبيبعة ولكن لسبب ما تقوم الأملاح بالترسب في المفصل ممايؤدي إلى ظهور أعراض مرض النقرس.
الأعراض والتشخيص
إن إرتفاع معدل حمض اليوريك في الدم بحد ذاته ليست له أعراض ولكن تبدأ الأعراض بالظهور بعد أن تبدأ الأملاح المتكونة من كرستالات حمض اليوريك بالترسب في الغضاريف والأغشية المحيطة بالمفصل مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض النقرس التي عادةً ما تظهر على شكل آلام حادة ومفاجئة في المفصل والتي قد تؤدي إلى استيقاظ المريض عدة مرات خلال النوم من شدة الألم. بالإضافة إلى ذلك فإن المفصل المصاب يكون متورماً ومنتفخاً ودافئاً عند اللمس مقارنة مع الأجزاء الأخرى المحيطة به. كما أن الجلد المحيطة بمنطقة المفصل قد يتغير لونه إلى اللون الأحمر أو البنفسجي. وفي الحالات التي تكون مزمنة وتعاود المريض بين فترة وأخرى فإن ترسب الأملاح يؤدي إى ظهور حبيبات وتورمات في منطقة الجلد التي تحيط بالمفصل مما يؤدي إلى تشوه هذه المنطقة. أما بالنسبة للأجزاء التي يصيبها مرض النقرس فإنه عادةً ما يؤثر على مفصل واحد في كل مرة وفي بعض الحالات النادرة قد يصيب أكثر من مفصل. وعادةً ما يصيب هذا المرض مفصل الإبهام الكبير في القدمين ولكنه أيضاً قد يؤثر على المفاصل الأخرى مثل الركبة أو الكاحل أو المفاصل الأخرى في القدم. بالإضافة إلى ذلك مفاصل اليد والرسغ والأصابع والكوع قد تتأثر بهذا المرض. أما بالنسبة للتشخيص فإنه عادةً ما يتم بعد الاستماع لشكوى المريض وبعد عمل الفحص السريري الذي يبين وجود الأعراض التي ذكرناها سابقاً. بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم عمل تحليل للدم لمعرفة نسبة معدل حمض اليوريك في الدم وكذلك يتم عمل تحليل شامل للدم للتأكد من عدم وجود إلتهابات جرثومية. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى الأشعة السينية للتأكد من عدم وجود تأثر في العظام المحيطة بالمفصل. وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى أخذ عينه من السائل الموجود داخل المفصل لكي يتم إرسالها للمختبر والتأكد من ارتفاع ووجود كرستالات حمض اليوريك في هذا السائل. ولكن في معظم الحالات فإن التشخيص يتم بالفحص السريري وبقياس نسبة حمض اليوريك في الدم.
طريقة العلاج
في الواقع أن علاج مرض النقرس يتكون من شقين. الشق الأول هو علاج الأعراض الناتجة عن الإلتهاب في المفصل المصاب. هذه الأعراض كما ذكرنا سابقاً قد تكون شديدة وحادة ومقلقة وتمنع المريض من النوم أومن الحركة حيث يصبح المفصل المصاب متورماً ومؤلماً حتى للمس أو حتى بدون الحركة واللمس. وهذا يتطلب إعطاء المريض جرعات كافية من الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة لإلتهابات المفاصل لبضعة أيام بجرعات كبيرة وكافية بالإضافة إلى أخذ قسط من الراحة بمحاولة تجنب الحركة في المفصل المريض. هذه الخطوات عادةً ما تكون كافيه في إزالة أعراض الإلتهاب الحاد وإعادة المريض لممارسة النشاط الطبيعي. ولكن هناك جزءا ثانيا ومهما من علاج هذا المرض وهو محاولة تفادي عودة إلتهاب المفصل في المستقبل عن طريق معرفة السبب الكامن وراء ارتفاع حمض اليوريك والقضاء عليه. وهذا يتطلب استخدام أدوية معينة تساعد على خفض نسبة حمض اليوريك في الدم لفترات طويلة قد تصل إلى أشهر. وهناك بضعة أنواع من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم لتؤدي هذا الغرض الذي ذكرناه. وهي عادةً ما تكون آمنة وسهلة الاستخدام وذات آثار جانبية بسيطة لاتذكر. بالإضافة إلى هذا كله فإنه يجب على المريض المتابعة الدورية للتأكد من بقاء نسبة حمض اليوريك في الدم في المعدل الطبيعي. كما أنه من المهم جداً على المريض أو المريضة محاولة إبقاء الوزن في المعدل الطبيعي والسيطرة على أية أمراض مزمنة أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة حامض اليوريك. بالإضافة إلى ذلك ومن البديهي جداً هو محاولة الامتناع أو التقليل من الأطعمة التي تزيد من معدل حمض اليوريك في الدم والتي سبق أن ذكرناها سابقاً. وفي أغلبية المرضى فإن هذه الخطوات والطريقة العلاجية التي ذكرناها تكون كافية للقضاء على هذا المرض ولمنع تكرار أعراض إلتهاب المفاصل الناتجة عنه ولمنع حدوث أية مضاعفات في المستقبل.