يحرص الآباء والأمهات على وضع الحاسب الآلي في مكان عام في المنزل، يكون تحت رقابتهم الشخصية، لضمان عدم إساءة الأبناء لاستخدام التقنية، أو الإنترنت، وهذا الوعي تكرر مع مطالبة الكثير من الاجتماعيين بضرورة مراقبة الأبناء عند استخدام الحاسب، ولكن ما يغفل عنه الوالدان أن أجهزة الهواتف المحمولة ربما تكون أكثر ضرراً من أجهزة الحاسب الآلي في أغلب الأحيان.
في الفترة الأخيرة تغيرت استخدامات الهواتف المحمولة بشكل جذري، فلم يعد الهاتف مخصصا لاستقبال الاتصالات أو الرسائل النصية القصيرة، بل تنوعت استخداماته، واهتمت شركات الاتصالات بخدمات الجيل الثالث باستخداماتها المنوعة من مكالمة الفيديو، وتصفح الإنترنت إلى مشاهدة التلفاز، صاحب هذه الاستخدامات انخفاض محدود ومقبول في الأسعار عن طريق الاشتراك في الباقات، أيضاً تطورت صناعة أجهزة الهواتف المحمولة بشكل كبير، فزادت دقة وجودة كاميرات التصوير المدمجة مع الهواتف، ومن ثم خدمات البلوتوث التي تتيح التراسل بين أي جهازين سواءً من نفس النوع أو أنواع مختلفة وفي مساحة تقارب 100 متر، ومن ثم تطورت الهواتف لتسمى بالهواتف الذكية، فأصبح تصفح الإنترنت منها أسهل، والمحادثة ممتعة أكثر، ومكالمات الفيديو وغيرها الكثير، فأصبح وجود الهاتف المحمول في جيبك يغنيك عن الأجهزة الالكترونية الأخرى.
ومع ذلك لم ينتبه الآباء والأمهات للهاتف المحمول ومدى خطورته، ولم يتصوروا بعد أنه يغني عن جهاز الحاسب والإنترنت في وقت واحد، فلم تخصص له جزء من المراقبة كالتي وضعت لأجهزة الحاسب، وربما يعود ذلك لعدم معرفة أولياء الأمور بهذا الأمر، ولتصور الوالدين أن استخدامات الهواتف المحمولة مقتصرة على المكالمات الصوتية والرسائل القصيرة، فمن غير المستغرب أن تشاهد في اجتماع العائلة كيف يلهو الأبناء بخدمات الدردشة، أو تصفح الإنترنت، بدون ردع من الوالدين لهم أو ملاحظة لكثرة استخدام هذه الأجهزة.
صغر حجم الهاتف المحمول ساهم في إضعاف دور الرقابة المنزلية على الأبناء، أيضاً سهولة حمل الهواتف وإخفائها، إذ من الممكن للمراهق أن يتصفح الإنترنت وهو مستلق، وبدون أن يلاحظه أحد، أضف إلى ذلك تنامي مبيعات أجهزة الحاسوب اللوحية، وبإمكان هذا النوع من الأجهزة العمل من خلال الشبكة اللاسلكية في المنزل أو شبكة GSM، وهذا النوع من الأجهزة أكبر من الهواتف المحمولة بأكثر من ضعفي الحجم، ويتيح استخدامات أكثر تنوعاً من الهواتف المحمولة، وشاشة مشاهدة تتيح رؤية أفضل وتحكما أيسر.
من المهم والضروري توعية الأبناء بأضرار الاستخدامات لبرامج الهواتف المحمولة، ومتى يتحول الأمر من استخدام سليم إلى إساءة للاستخدام يشكل خطراً على الأبناء، يأتي بالتزامن مع ذلك فرض مساحة رقابية على الأبناء، كي لا يقعوا ضحية استخدام التقنية، فمن السهولة التغرير بهم عن طريق مواقع الدردشة، ولا يخفى على الكثيرين أن عالم الإنترنت السفلي يعج بالمواقع التي تؤثر على ثقافة الأبناء أو أخلاقهم، فعلاوة على مواقع الترويج للصور الإباحية، ومواقع المواعدة الإلكترونية، ولا ننسى خدمات الدردشة الخاصة بأجهزة الهواتف المحمولة، والتي تتيح تبادل المعلومات والصور ومقاطع الفيديو بدون رصد يسهل المتابعة على أولياء الأمور