السبت، ديسمبر 31، 2011

الحامل و الجلد

إن مجرد التفكير بالجلد المترهل نتيجة الحمل يعد مصدر قلق لكل امرأة حامل تترقب أن تكون أماً، حيث يتمدد جلد البطن إلى أقصى حد أثناء الحمل ما يؤدي إلى ترهله وتجعده بعد الولادة. وهكذا يمكن لمظهر الجلد المترهل أن يكون محبطاً وعاملاً لفقد الثقة بالنفس عند الكثيرات.
يعد الجلد أحد الأجهزة الحسّية الأكثر أهمية في جسم الإنسان ويلعب دوراً رئيسياً خلال فترة الحمل. ويتمتع الجلد بالمرونة وله قابلية التمدد ليستوعب النمو المتزايد للجنين على مدى تسعة أشهر. وبعد فترة الحمل يصبح التخلص من الجلد الزائد إثر تمدّده مهمة شاقة فضلاً عما يصاحبه من الوزن الزائد وعلامات تمدد الجلد (تشققات الجلد) لأن الجسم يمر أثناءها بكثير من التغيرات الهرمونية. وتتساءل العديد من النساء عن كيفية شدّ الجلد المترهل الأمر الذي يشكل تحدياً بالنسبة لهن حيث تلعب الجينات والبيئة أيضاً دورها جنباً إلى جنب مع محتوى الدهون والعضلات في الجسم.
وإلى حدٍّ بعيد تعتمد إعادة الجلد المترهل إلى شكله الأصلي على الجينات. وبالرغم من ذلك فإن اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة قد يفيد في شدّ البطن والتخلص مما فيه من الدهون. وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة المتبعة للحفاظ على بطنك مشدوداً وجذاباً بعد مراحل الحمل.
كيف تتجنبين ترهل الجلد بعد الحمل
من الحكمة أن تطبقي القول المعروف "الوقاية خيرٌ من العلاج"، وذلك بالعناية اليومية بصحة جلدك أثناء فترة الحمل من خلال الحفاظ على نظافته وترطيبه. وبزيادة الوعي لديك يتضاعف شعورك بالمسؤلية حيث تأخذين بالحسبان ضرورة الاهتمام بصحة الطفل. وهكذا احرصي على التغذية الصحية بما يوفر لك الحصول على العناصر الغذائية الأساسية ويضمن السيطرة على الوزن المكتسب أثناء الحمل. ولكي تحصلي على بشرة صحية ومشرقة أكثري من تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على مضادات الأكسدة لتساعدكِ في تخليص الجسم من الشوائب والأحماض السامة. حافظي على جسمكِ رطباً وبعيداً عن الجفاف عن طريق شرب كثير من الماء لتعزيز نضارة الجلد وتطهير أجهزة الجسم. حيث يساعد الماء في الحفاظ على درجة حرارة الجسم وطرد السموم والمواد الكيميائية غير المرغوب فيها.
ومما لا شك فيه أن زيادة الوزن أثناء الحمل أمرٌ لا مفرّ منه، ولكن يمكنك الحفاظ عليه في حدود المعقول بممارسة التمارين لتنشيط الدورة الدموية وتحسين عمليات الأيض. وفي جميع الأحوال لابدّ من القيام بالتمارين باعتدال حتى لا تؤذي الجنين. ويُنصح أن تستشيري طبيبكِ حول نمط الرياضة المناسب لك خلال أشهر الحمل. وكما هو الحال في زيادة الوزن فإن علامات تمدد الجلد لا يمكن تجنبها هي الأخرى.
سترشدك الخطوات المذكورة هنا إلى كيفية تجنب المظهر المترهل للجلد بعد الحمل بما يضمن لك السيطرة على وزنك والحفاظ على جمال بشرتك حتى بعد الولادة.
كيف تتخلصين من الجلد المترهل بعد الحمل
إن ترهل الجلد هو نتيجة حتمية بعد مرحلة الحمل ولذلك تحرص كل أم على التعرف إلى الوسائل الممكنة لإنقاص الوزن والتغلب على هذه المعضلة المحرجة. وعلى الرغم من أن أكثر الخيارات الشائعة تكمن في ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي إلا أن هناك طرقاً أخرى مختلفة يمكن اتخاذها للتخلّص من الدهون المتراكمة في البطن نتيجة الحمل والولادة.
التمارين الرياضية
تعد ممارسة التمارين من أكثر الطرق أماناً وأفضلها لشدّ الجلد المترهل بعد الحمل. وتساعد الرياضة اليومية على شد جلد البطن وتحديداً تمارين البطن مثل تمرين طحن البطن crunches exercise وتمرين الطحن الخلفي لعظلة أسفل البطن reverse crunches ورياضة القرفصاء squats لتقوية عضلات البطن. كما أن تمارين القلب والأوعية الدموية تفيد في فقدان الوزن بعد الحمل إلى جانب دورها في تنشيط الدورة الدموية مما ينعكس بالفائدة على صحة البشرة ونضارتها. وتساعد الممارسة المنتظمة لتمارين شدّ البطن وتمارين المط والتمدد وإطالة العضلات على تقوية عضلات البطن التي ضعفت نتيجة الحمل فيستعيد البطن شكله الأصلي المشدود. ولكي تنجحي في إنقاص الوزن بشكل أسرع يمكنكِ القيام بأنشطة رياضية أعنف نسبياً مثل ركوب الدراجة الثابتة ورياضة الركض أو الركض الخفيف وممارسة السباحة بحيث تتم كلها بطريقة مدروسة.
الحمية الغذائية
يمثل الغذاء الصحّي عاملاً رئيساً في التخلص من الدهون ما يمنع ترهل الجلد بعد الحمل ويكسبك بشرة جميلة وصحية. احرصي على تناول الغذاء الغني بالبروتين بعد الولادة نظراً لفائدته في بناء العضلات وإصلاحها. وتجنبي الأطعمة الدهنية والمقلية لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون وافتقارها للألياف والمواد المغذية. ولابدّ هنا من تأكيد أهمية الحمية إذ أن ممارسة الرياضة وحدها من دون اتباع حمية غذائية لن تجدي نفعاً في القضاء على مشكلة الجلد المترهل.
العمليات الجراحية
يمكن التخلص من الجلد المترهل بعد الحمل والولادة بالخضوع لجراحة تجميلية لمنطقة البطن مثل عملية شدّ البطن، حيث يتم فيها إزالة الدهون واستئصال الجلد الزائد ليستعيد البطن شكله المسطح والطبيعي. ولكن هذه الجراحة مكلفة ويمكن أن تكون مؤلمة وقد لا تساعدك في فقدان الوزن على المدى البعيد. وعلى الرغم من أن الجراحة قد أصبحت خياراً لشدّ البطن إلا أن ممارسة الرياضة مع اتباع نظام غذائي صحي تبقى الوسيلة الأفضل والأكثر أماناً لتقوية عضلات البطن وشدّ الجلد.
جدير بالذكر أن جميع الطرائق السابقة قد لا تعطيك النتائج المرجوة بصورة فورية، وذلك لأن دهون البطن تعرف عادة بكونها عنيدة ويصعب التخلص منها. ومع ذلك لكوني واثقة من أن ما تبذلينه من جهد مستمر لابدّ أن يثمر يوماً ما. خاصة أنك مع اتباع الرياضة والحمية ستتمتعين بحياة أكثر صحية مقارنة بالخيارات الجراحية.