السبت، ديسمبر 17، 2011

غرس السلوكيات الحسنة فى طفلك

يحث الإسلام على تربية الأبناء تربية صالحة تقوم على غرس السلوكيات الحسنة والعناية بإبعادهم عن السلوكيات السيئة حتى يشبوا وهم أسوياء، يتحملون المسؤولية ويتحلون بالأخلاق الكريمة.
ولا شك أن غرس السلوكيات الحسنة يحتاج إلى جهد كبير من الآباء والأمهات لأنها تتطلب فترة زمنية طويلة، وتعتمد على أساليب مختلفة.
ويحثنا القرآن الكريم على التربية السوية حيث يقول (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس الآية 9-10 ، وكما قال تعالى عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم (وإنك لعلى خلق عظيم" القلم الآية 4.
والإسلام يتضمن مجموعة من الصفات الحميدة مثل الصدق والكرم والعدل والوفاء والتسامح والشجاعة والصبر، ومن أجل أن نغرس الصفات الحميدة والسلوكيات الحسنة ينبغي أن نغرس مفهوم الرقابة الدائمة للنفس، وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومخافة الخالق في السر والعلن.
ومن أهم الأساليب التي يمكن أن نلجأ إليها لغرس السلوكيات الحسنة في أبنائنا هو القدوة الحسنة، حيث ينبغي أن يدرك الآباء والأمهات أن تأثيرهم كبير جداً على أبنائهم ولهذا لابد أن يعطوا المثل الأعلى في النظام والنظافة والحرص على الصدق والعطاء بالإضافة إلى أدب الحوار مع بعضهم بعضاً. ولهذا فإنه من المستحسن أن نضرب الأمثال من خلال السيرة النبوية المطهرة، ومن حياة الصحابة والتابعين في شكل قصصي مبسط يمكن أن ينمي الاتجاه الإيجابي في شخصية الأبناء.
ومن المفضّل أن نُعوّد أبناءنا وبناتنا على الحوار الهادئ والانفتاح، وأن نستمع لهم ونحسن الإنصات لأفكارهم وآرائهم، وأن نقدم أفكارنا وآراءنا بصورة مقنعة، ما يكون له الأثر الطيب في إقناعهم وتقبلهم للحوار.
ومن الوسائل تقديم المكافآت الرمزية لأبنائنا وبناتنا ما يعزز السلوك الإيجابي لديهم، ويمكن أن تكون هذه المكافآت مادية أو في صورة ثناء وإعجاب وتشجيع، كما ينبغي أن يكون استخدام وسيلة المكافأة باعتدال حتى لا تصبح ثمناً باهظاً لبناء السلوكيات الحسنة.
ومن الوسائل أن يكون هناك نظام للأطفال في حياتهم اليومية مثل ترتيب غرفة النوم بعد الاستيقاظ، وعمل وجبة الإفطار، ومساعدة الوالدة في شراء احتياجات البيت، وتجنب إزعاج الجيران ... الخ، وأن نعود أبناءنا وبناتنا دائماً على حل الخلافات بالحوار الهادئ والقدرة على الإقناع والتسامح.
ولا شك أن هذه الوسائل والحوافز سوف تعين الأبناء على إدارة حياتهم بشكل علمي يعتمد على المنطق والإقناع ومجابهة مشكلات الحياة، وأن نوفر لهم الحياة الكريمة التي تجعل نموهم متوازناً وحياتهم أكثر إيجابية وإنتاجاً.