كشفت العديد من الدراسات أن مشكلة عقم الرجال تزداد شيوعاً في العالم بشكل عام ، وفي العالم العربي بشكل خاص لعدد من الأسباب تتمثل في أسباب التهابية ووراثية وبيئية (مثل أزيادة درجة الحرارة).. ومن أكثر أسباب الضعف التناسلي عند الرجال شيوعاً وجود قلة في عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو زيادة التشوهات فيها. كما ان فئة من الرجال تعاني من الغياب التام للحيوانات المنوية في السائل وهي الحالة التي تصيب 10-15% من الرجال المصابين بالعقم.
في حالة الغياب التام للحيامن يكون تحليل السائل المنوي خاليا من الحيوانات المنوية وتنتج عادة بسبب وجود فشل في الخصية أو انسداد في القنوات المنوية.. وحتى وقت ليس بالبعيد كان لا يوجد علاج ناجح لمثل هذه الحالات.
اسباب غياب الحيامن من السائل المنوي:
يتم التمييز بين نوعين رئيسيين من اسباب هذه الحالة وهذا التقسيم يساعد في تحديد امكانية العلاج وطريقته المناسبة كالتالي:
1- اسباب انسدادية:
هذا النوع يشكل حوالي 13% من اسباب الغياب التام للحيامن عند الرجال وفي هذه الحالة يتم انتاج الحيوانات المنوية طبيعيا في الخصية لكن انسداد القنوات المنوية يحول دون خروجها في السائل المنوي الذي قد يكون سليما في كميته او قليلا. وقد يحدث الانسداد في اي مكان في القنوات المنوية ( داخل الخصية، البربخ، الاسهر، الحويصلات المنوية). تعود اكثر اسباب الانسداد الى وجود التهابات في المسالك البولية قديمة تؤدي الى حدوث تليف والتصاقات في هده القنوات المنوية الدقيقة جدا، كما ان اجراء بعض العمليات الجراحية في منطقة الحوض او المنطقة الاربية كما هو الحال في عمليات الفتق الاربي قد يكون سببا في حدوث الانسداد، واخيرا فان نسبة ضئيلة من اسباب الانسداد تعود الى عيوب خلقية في القنوات المنوية او منطقة البروستات.
2- اسباب انتاجية:
وهذا يشكل النوع الاكثر من اسباب انعدام الحيوانات المنوية في منطقتنا العربية، وفي هذه الحالة يكون الانتاج من انسجة الخصية ضعيف بدرجات تتفاوت من الضعف البسيط الى حالات الفشل النهائي في الخصية.
حرارة الحاسب قد تخلف العقم
وتوجد عدة اسباب معروفة طبيا تقود الى هذا النوع منها على سبيل المثال : العيوب الخلقية مثل الخصية المعلقة في الناحيتين أو عدم وجود هم من المنشأ، التعرض للعلاج الإشعاعي والكيميائي بالنسبة لمرضى السرطان، التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترة طويلة لأن ارتفاع درجة حرارة الخصية يؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية وهذا يمكن أن يشاهد في استعمال حمامات البخار أوالسونا وكذلك في مياه العيون الحارة (الكبريتية) التي تستخدم أحيانا للتشافي من بعض الأمراض، الخلل الهرموني يعد أيضا من أسباب حدوث العقم، مثل ارتفاع هرمون الحليب عند الرجل أوانخفاض هرمونات الغدة النخامية ، ويقاس عليه ارتفاع الهرمونات المؤنثة عند الرجل نتيجة للسمنة أوتناول أغذية معالجة بالهرمونات المؤنثة بغرض التسمين مثل الدواجن المعالجة، الاصابات الالتهابية في الخصية خاصة الاصابة بالنكاف بعد مرحلة البلوغ، وفي احيان نادرة يكون الفشل الانتاجي نتيجة لوجود دوالي الحبل المنوي خاصة الكبيرة منها. وتضل مانسبته 5-10% من اسباب الخلل الانتاجي غير معروفة.
الحقن المجهري وسحب الحيامن من الخصية العلاج الوحيد للفشل الانتاجي:
الى وقت ليس بالبعيد لم تكن هنالك حلول علاجية للمرضى الذين يعانون من الغياب التام للحيوانات المنوية، لكن فرصة العلاج والتوفيق في تحقق امنية انجاب الذرية زاد بفضل الله سبحانه وتعالى الذي سخر التقدم العلمي وعلى وجه التحديد استفاد الكثير من ادخال تقنية الحقن المجهري والذي يعنى بعلاج حالات الضعف الشديد في الاخصاب عند الرجال الا انه لايمكن تخصيب البويضة دون الحصول على حيوان منوي سليم مستخلص في هذه الحالات من الخصية مباشرة. وتتعدد اساليب سحب الحيامن من الخصية بغرض الحقن المجهري بدأ من استخدام الرشف بالابرة تحت التخدير الموضعي لكن فرصة نجاحها في الحصول على حيونات منوية في حالة الفشل الانتاجي تعتبر ضئيلة جدا، كما يمكن اخذ العينة عن طريق الشق التقليدي في الخصية مع نسبة نجاح اكبر من الطريقة الاولى لكن بنسبة مضاعفات اكثر وكمية انسجة مزالة من الخصية اعلى من الطريقة الثالثة التي سيأتي ذكرها لاحقا مما قد يزيد من فرصة ضمور الخصية والآثار المترتبة عليه الهرمونية والجنسية.
المسح المجهري للخصية:
عملية المسح المجهري للبحث عن الحيوانات المنوية تقنية متطورة ادخلت حديثا كخطوة لتحقق الانجاب عند الرجال الذين يعانون من الغياب التام للحيوانات المنوية في السائل المنوي او بعض الذين تكون الخزعه العشوائية من الخصية سلبية. وهي عملية دقيقة تحتاج إلىخبرة عالية وتجري في مراكز العقم المتطورة في أنحاء العالم ومتوفرة لدينا بالمملكة بحمد الله. وتتلخص هذه العملية بالتالي : العملية تتم تحت تخدير عام وتستغرق العملية 2-3 ساعات وتتميزهذه العملية بالمسح الدقيق للخصية للبحث عن أي منطقة يكون فيها إنتاج للنطف حتى ولو كانت محدودة وذلك باستخدام جهاز مجهري دقيق وهي لاتتسبب في أي أضرار جانبية على أنسجة الخصية على المدى البعيد بما فيها الخلايا المنتجة لهرمون الذكورة والتي تساعد على المحافظة على الرغبة الجنسية وقوة الانتصاب، كما ان كمية الانسجة المستخلصة من الخصية لاتزيد على 10% مقارنة بعملية الشق التقليدي . هذه العملية تتطلب شقاً جراحياً في منتصف كيس الصفن لايتعدى 2 سم ومن ثم الكشف على الخصيتين بجهاز الميكروسكوب. كما يستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم والعودة الى ممارسة حياته الروتينية التي لاتتطلب مجهوداً زائداً من اليوم التالي للعملية. وتتفاوت نسبة نجاح العملية في الحصول على النطف اعتمادا على مدى الضعف في الخصية وسبب الخلل فيها وقد تتراوح بين 20-80%. ويمكن في مثل هذه الحالات الصعبة تجميد الفائض من النطف المستخلصة لسنين عديدة واستخدامها فيما بعد للحقن المجهري.