الاثنين، يونيو 06، 2011

صفات مشتركة تجمع بين الأطفال العباقرة


فمن الناحية البيولوجية غالباً ما يكون الطفل المتفوق أضخم جسماً، وأطول عوداً من أقرانه كما يسبق غيره في سرعة النطق والمشي، ويتحكم بعمليات الإخراج في سن مبكرة. كما أن معظم المتفوقين يعانون من مشاكل في الإبصار (الأمر الذي رسخ الفكرة بأن المثقفين عموماً يلبسون نظارات).. أيضاً الطفل المتفوق يبدو من خلال كلامه وتصرفاته أكبر من عمره الحقيقي، كما أنه يمتلك حصيلة لغوية كبيرة يطوّعها بمهارة لشرح أفكاره غير العادية (لدرجة تشعر أنك أمام طفل غير عادي على الإطلاق)!
أما عن العبقرية المتقدمة فهناك الرأي الذي نقله العقاد (في عبقرية عمر) عن العالم الإيطالي "لاومبروز" .. (فقد لاحظ لاومبروز أن العبقري إما طويلاً بائن الطول، أو قصيراً بين القصر، ويعمل غالبا بيده اليسرى أو بكلتا اليدين ، ويلفت النظر بغزارة أو قلة الشعر ، ويكثر بين العبقريين من كل طراز جيَشان الشعور، وفرط الحس، وغرابة الاستجابة للطوارئ، فيكون فيهم من تفرط سوْرته كما من يفرط هدوءه، ولهم على الجملة ولعٌ بعالم الغيب وخفايا الأسرار على نحو يلحظ تارة في الزكانة والفراسة، وتارة في النظر على البعد ، وتارة في الحماسة الدينية أو الخشوع لله). ... (انتهى).
والملاحظ في هذا الكلام وجود العبقري دائماً على طرفيْ نقيض ؛ فهو إما طويلا أو قصيرا ، إما أصلع أو غزير الشعر ، إما سريع الغضب أو مفرط الهدوء ... وفي جميع الأحوال من المهم - عند البحث في هذا الموضوع - التفريق بين وجود صفات جسدية معينة تدل على العبقرية، وبين أمراض أو عاهات خلقية عملت كحافز للعبقرية والإبداع .. فقبل أيام قليلة أعلن أحد علماء النفس عن قناعته بأن نيوتن وانشتاين كانا مصابين بمرض التوحد النفسي . وتشير أبحاث عالم الوراثة الروسي فلاديمير ايفرويمسون (الذي درس الحالة الصحية لأكثر من400 عبقري) الى أن هناك خمسة مستلزمات مرضية على الأقل تكررت لدى معظم العباقرة هي:
- ارتفاع نسبة حامض البوليك في الدم .. ومثال ذلك كولومبس وبتهوفن ومايكل أنجلو .
- وزيادة إفراز الأدرينالين كمحفز للنشاط الذهني والبدني .. والذين يملكون هذه الصفة يتميزون بطول وهزال الأطراف كأبراهام لنكولن وشارل ديجول.
- الحرمان أو القدرة على كبت الطاقة الجنسية وتحويرها كدافع للإبداع !؟
- المزاجية المتقلبة .. مع القدرة على متابعة فكرة معينة ..
- والجبهة العالية (حسب رأيه) وتحّدبها للخلف دليل على العبقرية المتمردة؛ كنابليون وبتهوفن وشكسبير!
على أي حال : رغم اعتقادي بوجود صفات جسدية مشتركة بين العباقرة ؛ إلا أن حدودها المطاطة - واحتمال تمييز البشر بسببها - تجعلني أفضل البحث في الصفات النفسية والبيئية المشتركة بينهم.. ولو كان الأمر بسهولة تمييز (المصارعين أو لاعبي السلة) لاكتشفنا جيوشاً من العباقرة والمبدعين، ولكن الواقع يقول إن العبقري وحده من يكتشف نفسه!