تطورت واجهات تفاعل البشر مع الحاسب الآلي، فمن أبسط أشكال التفاعل المعتمدة على أزرار تشغيل لإدخال الأوامر للحاسوب مرورا بواجهة المستخدم المعتمدة على الأوامر النصية (command user interface) إلى استخدام واجهة المستخدم الرسومية (graphical user interface) فينظام التشغيل ويندوز. إلا أن هناك ثمة تطورات سريعة حصلت خلال السنوات القليلة الفارطة، تتمثل في ظهور ما يسمى بواجهة المستخدم الطبيعة (Natural user interface) كتسلسل منطقي لتطور واجهات استخدام الأجهزة الإلكترونية وتحديدا الحواسيب الشخصية. فخلافا للواجهات السابقة والتي كانت تعتمد إما على لوحة المفاتيح أو الفأرة للتحكم بالحاسوب فإن واجهة المستخدم الطبيعة تعتمد في عملها على التفاعل الطبيعي للبشر من خلال الحركات والإيماءات غير المقيدة للتحكم والسيطرة على الحاسوب. كان يعتمد على مفهوم واجهة المستخدم الطبيعة، هي طاولة مايكروسوفت المتعددة اللمس (Microsoft Surface)، والتي تمكن المستخدم من استخدام كلتا يديه للتحكم والتفاعل مع الحاسب. بعدها توالت طرح أنواع مختلفة من الأجهزة المعتمدة على مفهوم الواجهة الطبيعية. فوحدة التحكم بجهاز الألعاب الننتيندو وي (Wii) وجهاز (PlayStation Move) و (PlayStation Eye) من شركة سوني وآخرهم جهاز الاستشعار من مايكروسوفت لجهاز الاكس بوكس والمسمى كنيكت (Xbox Kinect) ، تمثل محاولات جادة للتحول إلى عصر الواجهات الطبيعية. إن التطبيقات الممكنة لمثل هذه الأجهزة تتعدى الغرض التي بنيت من أجلها في الأساس وهو الترفيه، لتفتح مجالات أخرى أرحب وأوسع وآفاقا جديدة لتطوير تطبيقات في مجالات مختلفة مثل التعليم والصناعة والطب. ففي المجال التعليمي استخدم جهاز كنيكت لتعليم الأطفال مهارات حركية معينة مثل العزف على البيانو. وفي مجال التقنيات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة، تم استخدام جهاز كنيكت لتطوير واجهة تفاعلية تعمل على تحويل لغة الإشارة إلى نص منطوق. وأخيرا في المجال الطبي، تم استخدام جهاز كنيكت بواسطة مجموعة من الباحثين في جامعة بيرن في سويسرا للتسهيل على الجراحين القيام بالعمليات عن بعد بواسطة إيماءات أيديهم.