الثلاثاء، يوليو 26، 2011

رائحة الفم الكريهه

يعتبر بخر الفم عرضا وليس مرضا بحد ذاته حيث يعكس حالة مرضية في الجسم تؤدي لإفراز مواد ذات رائحة كريهة مثل الكبريت والاندول و الأسيتون وغيرها، والمشكلة فيه أن اغلب الذين يعانون منها لا يعلمون بها إلا عن طريق إخبارهم من شخص آخر. ونستطيع أن نصنف الأسباب المؤدية لبخر الفم إلى: أسباب عامة وأسباب فموية.
* الأسباب العامة: كالتهابات الجهاز التنفسي: المشاكل في اللوزتين او الجيوب الأنفية sinusitis تتسبب بحد ذاتها برائحة نفس مزعجة، وترتبط المشكلة هنا بجفاف اللعاب في الفم ويضطر المريض إلى التنفس من فمه، ويؤدي نزول السائل المخاطي إلى البلعوم لانبعاث هذه الرائحة المزعجة. ويمكن تمييزها بجعل المريض يغلق شفتيه ويتنفس من الأنف فإذا انعدمت الرائحة فالأمر يعود غالبا إلى الفم.
الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض الكليتين والكبد، ومشكلة عدم إفراز الغدد، خصوصا عند المسنين.
أمراض الجهاز الهضمي، ومنها أمراض المعدة، كارتجاع حموضة المعدة او وجود جرثومة المعدة، البكتيريا الحلزونية. وهي أحد الأسباب المهمة التي تؤدي إلي تصاعد رائحة الأمونيا أو النشادر من الفم وهي رائحة مميزة ويجب تشخيص هذه البكتيريا عن طريق التحاليل الطبية.
وجود بعض الأمراض بالمريء مثل وجود جيب بالمريء يتجمع فيه الطعام أو ضعف حركة المريء مما يساعد في بقاء فضلات الطعام داخل المريء فتخمرها البكتيريا وتحللها وتنتج عنها روائح كريهة.
ويعاني الأشخاص الذين تعرضوا إلى الأشعة لمعالجة مرض السرطان من هذه المشكلة ايضا.
كذلك تناول بعض الأطعمة مثل البصل والثوم تبقى رائحتهما عالقة في تجويف الفم لفترة طويلة، وتخرج مع الحديث أو أثناء الزفير.
إضافة إلى أن بعض الأدوية، كأدوية ضغط الدم وأدوية الاكتئاب كونها تجفف اللعاب وتزيد التبول تؤدي الى نفس المشكلة.
* الأسباب الفموية:
تُؤكد الدراسات العلمية أن معظم أسباب رائحة الفم الكريهة تأتي من الفم، وأن 90% منها تأتي من اللسان على وجه الخصوص. فسطح اللسان يحتوي على العديد من التشققات، مما يساهم بدخول كميات من الطعام أثناء الاكل في هذه التشققات العميقة لا يستطيع اللعاب وحده تنظيف بقايا الطعام. وتقوم البكتيريا الموجودة في الفم بتحليل هذه البقايا مصدرة مادة الكبريت ذات الرائحة الكريهة، ولوجود البيئة المناسبة داخل الفم تتواجد البكتيريا.
تسوس الأسنان او وجود التهابات أو تقرحات بالفم وخاصة باللثة أو اللسان مما يؤدي إلى تحلل بعض الأنسجة بفعل البكتيريا.
كما يساعد التدخين أو تناول منتجات التبغ المختلفة إلى تكون طبقة بيضاء وأحيانا سوداء على الأسنان واللسان والغشاء المخاطي للفم مما يساعد على حدوث التهابات بالفم وعلى زيادة رائحة النفس الكريهة واصفرار الأسنان.
من جهة أخرى هناك سبب آخر لظهور الرائحة المزعجة من الفم وهي العطش. و"الامتناع عن الشرب خصوصا أثناء الصيام فيؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب في الفم وبالتالي إلى خسارة منافع اللعاب".
فتوفر كميات كبيرة من اللعاب يؤدي إلى الحد من نمو وتكاثر البكتيريا، ويقوم بإذابة المخلفات الكبريتية وبالتالي إلى تقليل أو إخفاء الرائحة.
الأشخاص الذين يستخدمون اطقم الأسنان يتجمع بقايا الطعام حولها وتحتها مما يساعد على حدوث عملية التخمر والتحلل.
الوقاية والعلاج:
يتلخص العلاج في معرفة السبب وعلاجه. فكما ذكرنا سابقا الرائحة في أغلب الحالات تصدر من الفم لذلك وجب المحافظة على النظافة اللازمة للفم، وذلك يتضمن التنظيف بالفرشاة، استعمال خيط التنظيف، والزيارات الدورية لأطباء الأسنان وأخصائيي صحة الفم. إن استعمال خيط التنظيف يعتبر ضروريا لإزالة بقايا الغذاء المتحللة والبلاك العالق بين الأسنان خاصة بمحاذاة اللثة. كذلك يجب تنظيف أطقم الأسنان بعناية ونقعها طوال الليل في محلول مضاد للبكتيريا (ما لم ينصح طبيب أسنانك بغير ذلك).
كذلك الاهتمام بنظافة سطح اللسان عن طريق فرشاة اللسان (محكة اللسان أو منظفة اللسان) لإزالة (التجمعات البكتيرية، الأوساخ، المواد المخاطية) مرتين في اليوم.
أما في حال وجود التهابات في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي او في الجهاز الهضمي فيجب علاجها علاجا كاملا عند الطبيب المختص.
استخدام مطهرات الفم (غسول الفم) مباشرة قبل وقت النوم.
مضغ اللبان خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم ليقوم بغسل وإزالة بكتيريا الفم وبالتالي تقليل الرائحة الكريهة.
واخيرا ننصح بشرب كميات كبيرة من الماء أو السوائل لتوفير كمية أكبر من اللعاب وخصوصا أثناء فترة الصيام.
الجدير بالذكر أن رائحة الفم الكريهة تعد مشكلة سهلة العلاج بفهم أسباب المشكلة أولا ومن ثم اتباع الخطوات المطلوبة لحلها.
الاختبارات المتخصصة والعلاج يصبحان ضروريين إذا استمر سوء النفس عند الشخص المصاب وخاصة اذا استبعدت كافة العوامل الطبية والمتعلقة بالأسنان. ومن الطرق المخبرية لتشخيص سوء النفس:
1- جهاز قياس سوء النفس Halimeter: جهاز رصد كبريتيد محمول يستخدم لاختبار مستويات انبعاث الكبريت (وعلى وجه التحديد، كبريتيد الهيدروجين) في هواء الفم. إذا ما استخدم هذا الجهاز بشكل صحيح فإنه يكون فعالا جدا في تحديد مستويات البكتيريا المنتجة لمركبات الكبريت المتطايرة. ومع ذلك، كانت هناك عوائق في التطبيقات السريرية لهذا الجهاز. فعلى سبيل المثال، بعض الأطعمة مثل الثوم والبصل تنتج الكبريت في النفس لمدة 48 ساعة ويمكن أن تؤدي إلى قراءات خاطئة.
2- الاستشراب (الكروماتوغرافيا) الغازي: بدأ حاليا عرض الآلات المحمولة مثل (oralchroma). هذه التكنولوجيا مصممة خصيصا لقياس رقمي لثلاث جزيئات من مركبات الكبريت المتطايرة وهي كبريتيد الهيدروجين وميثايل المركبتان وثنائي ميثايل الكبريت في عينة من هواء الفم. هذه الأجهزة دقيقة في قياس عنصر الكبريت في النفس وتوضح النتيجة على شكل رسم بياني عن طريق الحاسوب.
3- اختبار قياس بنزويل أرجنين نفثالاميد (BANA test): هذا الاختبار موجه لمعرفة مستويات أحد الأنزيمات في الفم والذي يشير لوجود بعض من أنواع البكتيريا ذات العلاقة بسوء الرائحة.
4- بيتا - جلكتوسايديز: وجد أن مستوى وجود هذا الإنزيم في اللعاب مرتبط ارتباطا وثيقا بسوء النفس. وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تستخدم في بعض العيادات لاختبار سوء النفس، إلا أن أهم وسيلة لقياس سوء النفس (النموذج الحقيقي) هو استنشاق وتسجيل مستوى ونوع الرائحة بواسطة خبراء مدربين (قياسات عضوية). ويقيم مستوى الرائحة عادة على مدرج من ست نقاط.