السبت، ديسمبر 11، 2010

آثار إدمان التدخين

يؤدي إدمان التدخين إلى حدوث تغيرات وترسيبات في غشاء القرنية نتيجة تعرضها للإصابة بالالتهاب . وهذا يجعل مدمن التدخين دائم الشكوى من عدم صفاء الرؤية .
وقد تتأثر الشعيرات الدموية المنتشرة بشبكية العين مبكراً بالتدخين ، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث ضعف في الإبصار مع ارتفاع في ضغط العين ، وربما يؤدي الإفراط في التدخين إلى ضمور العصب المسئول عن الإبصار .
أثر التدخين على الخصوبة والنسل :
تدل الإحصاءات والدراسات على أن التدخين المفرط يضعف من خصوبة الرجل والمرأة كما أنه يغير من الخواص الطبيعية للكروموزومات حاملة الصفات الوراثية وهذا يؤدي إلى حدوث تشوهات في الأجنة .
ويعتبر التدخين من أخطر العوامل التي تؤثر على صحة الحامل والجنين فالنيكوتين يساعد على زيادة إفراز هرمون الأدرينالين وارتفاع معدله في الدم ويسبب هذا الهرمون زيادة سرعة القلب وارتفاع ضغط الدم عند الأم الحامل كما يسبب انقباض الأوعية الدموية للمشيمة وهذا يعرقل وصول الدم إلى الجنين .
ويسبب النيكوتين أيضاً زيادة في ضربات قلب الجنين قد تستمر لمدة ساعة بعد أن تطفئ الحامل سيجارتها .
ويسبب غاز أول أكسيد الكربون نقصاً واضحاً في كمية الأوكسجين المنتقل من دم الأم إلى دم الجنين ، وهذا يؤدي إلى إعاقة نمو الجنين ، ونقص وزن المولود نقصاً يتناسب مع درجة الإفراط في التدخين ( أي أن الوزن يكون أقل من المعدل الطبيعي وهو 3.5 كجم ) كما أن المولود يكون عادة قصير القامة وصغير الرأس والكتفين والصدر .
يؤدي إدمان التدخين إلى حدوث تغيرات في غشاء القرنية
ومن أضرار التدخين في فترة الحمل أنه قد يؤثر على درجة ذكاء المولود ، كما أنه قد يؤدي إلى حدوث النزيف وزيادة نسبة الإجهاض ، بسبب زيادة إفراز هرمون أوكسيتوسن ، وموت الجنين وزيادة احتمال الولادة قبل موعدها ، كما قد يشكو المواليد من اضطرابات في الانفعالات والسلوك والسمع ، مع احتمال حدوث التهيجات العصبية والرعشات وإفراط الحركة في الأطفال .
كذلك قد يسبب التدخين نقصاً في بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب12 وفيتامين "ج" وبعض الأحماض الأمينية وهذا يؤثر على صحة الأم والجنين .
ويؤدي التدخين أيضاً إلى حدوث إصابات في المشيمة قد تؤثر على تكوين الجنين وصحته . وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية تزداد بدرجة ملحوظة في أطفال الأمهات اللاتي يمارسن التدخين أثناء الحمل .
كما تدل الإحصاءات أيضاً على أن نسبة الوفيات في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 28 يوماً إلى 5 سنوات تزداد بدرجة واضحة إذا تعرضوا لخطورة التدخين وهم أجنة . وقد يصاب الطفل بالأمراض الصدرية بسبب الرذاذ المنتشر في الهواء والناتج عن سعال الأم المدخنة أو الأب المدخن . وهذا الرذاذ ينقل عدوى المرض الصدري للطفل وبذلك يزداد احتمال إصابته بالأمراض الصدرية في السنة الأولى من عمره ويصبح أكثر تأثراً بالأمراض الصدرية في سن الشباب .
وتدل الدراسات على أن الأطفال الذين تعرضوا لأثر التدخين وهم أجنة يتخلفون بمقدار 18 شهراً عن زملائهم في الصف الدراسي في مادتي الرياضيات والقراءة ، كما أثبتت الدراسات التي أجريت في المعهد الفرنسي للأبحاث الطبية أن أطفال الآباء المدخنين تتضاعف فيهم احتمال الإصابة باحتقان اللوزتين وذلك بالمقارنة بأطفال الآباء غير المدخنين ، كما تفيد هذه الدراسات بأن أطفال الآباء المدخنين أكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض الصدرية على مدى 14 عاماً من أعمارهم. ويثبط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية
ولقد بينت نتائج بعض الدراسات أن نسبة الأطفال المفرطين في النشاط البدني ترتفع ارتفاعاً ملحوظاً إذا كانت الأم تدخن أكثر من 14 سيجارة يومياً خلال فترة الحمل .
وبالإضافة إلى تأثير النيكوتين على إفراز هرمونات الغدة فوق الكلوية والذي أشرنا إليه من قبل ، فإن النيكوتين ينشط إفراز هرمونات بعض الغدد الأخرى مثل هرمون الكورتيزون وهرمون النمو والهرمون المضاد لإدرار البول وهرمون الأنسولين ، ويسبب النيكوتين تثبيط إفراز هرمون الغدة الدرقية والجونادوتروبين وهو الهرمون الذي ينشط إفراز هرمون الخصية ( تستوستيرون ) ، ولذلك ينخفض معدل هذا الهرمون في الدم على أثر التدخين ويعتبر نقص هذا الهرمون في الدم أحد أسباب العجز الجنسي الناجم عن الإفراط في التدخين . وتفيد الأبحاث التي أجريت على عدد كبير من المدخنين بأن التدخين يؤثر على درجة الخصوبة في الرجل والمرأة كما أنه يقلل من مقدرة الرجل الجنسية ، وإذا كانت معظم الأبحاث التي أجريت في مجال التدخين قد ركزت في المقام الأول على أثر التدخين على صحة الإنسان إلا أن قليلاً منها قد اهتم بتأثير التدخين على خصوبة الإنسان وقدرته الجنسية ، ولقد بينت نتائج الأبحاث التي أجريت على المدخنين أن التدخين يؤدي إلى تثبيط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية وذلك إذا ما قورنت بالحركة الذاتية للحيوانات المنوية في غير المدخنين . وتشير نتائج هذه الدراسات أيضاً إلى أن درجة تثبيط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية تتناسب تناسباً طردياً مع عدد السجائر التي يدخنها المدخن يومياً وعلى طول المدة التي مارس فيها التدخين . كما أثبتت الفحوصات التي أجريت على الحيوانات المنوية أن التدخين يسبب حدوث تشوهات بها إذا كان الفرد قد مارس التدخين لمدة طويلة . وتجدر الإشارة أيضاً إلى ان التدخين يؤدي إلى حدوث تشوهات في الكروموزومات ( الصبغيات ) ناقلات الصفات الوراثية ، وتفيد نتائج هذه الدراسات في أن الإفراط في التدخين قد يؤدي إلى حدوث العقم في الرجال ، وإذا كان هناك احتمال لحدوث الحمل فإن الجنين قد يصاب بالتشوهات والاعتلال البدني. وجدير بالذكر أنه إذا كان المدخن يمارس التدخين لمدة طويلة ، مما يسبب تثبيط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية ، فإنه بعد الإقلاع عن التدخين تعود الحيوانات المنوية لحركتها الطبيعية وانطلاقها ، ومما يؤكد هذه الحقيقة أن بعض الرجال الذين فقدوا خصوبتهم خلال ممارستهم للتدخين قد أنجبوا أطفالاً بعد الإقلاع عن التدخين .
يؤدي إلى تشوهات وانخفاض وزن الجنين وتدني مستوى ذكائه
وإذا كان التدخين يسبب حدوث العقم في الرجال فإنه قد يؤثر أيضاً على خصوبة المرأة ، فقد دلت نتائج الدراسات التي أجريت على عدد كبير من النساء المدخنات أن التدخين يؤثر على هرمونات الغدة النخامية التي تسبب حدوث التبويض في المرأة وإفراز هرمون الأنوثة ، ويؤدي هذا التأثير إلى حدوث العقم ، وتدل بعض الفحوصات التي أجريت على عدد كبير من النساء المدخنات على وجود إصابات سرطانية في عنق الرحم بسبب التدخين ، وأن درجة احتمال حدوث هذه الإصابات يعتمد على معامل التدخين ( عدد السجائر المدخنة يومياً X سنوات التدخين ÷20)
وتجدر الإشارة إلى أن تدخين المرأة خلال فترة الحمل يؤدي إلى حدوث تشوهات في الأجنة وانخفاض وزن الجنين وقصر القامة في الأطفال وتدني مستوى الذكاء كما أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وبخاصة أمراض الجهاز التنفسي ، وتنجم هذه الإصابات عن تأثير أول أكسيد الكربون والنيكوتين على الجنين . ويشكل التدخين خطورة على الطفل الرضيع إذا كانت الأم تدخن خلال فترة الرضاعة حيث إن النيكوتين الذي يصل إلى دم الأم يتسرب إلى القنوات الثديية ويختلط بلبن الأم . فإذا كانت الأم تدخن 20 سيجارة أو أكثر في اليوم فإن هذا يؤدي إلى حدوث ارتعاشات للطفل الرضيع بالإضافة إلى تقليل كمية اللبن الذي تفرزه القنوات الثديية . ويعتبر التدخين أحد أسباب العجز الجنسي حيث يسبب النيكوتين انقباضات في الأوعية الدموية التي توصل الدم إلى القضيب وهذا يؤدي إلى إعاقة وصول الدم إلى القضيب وعدم القدرة على الانتصاب ، فلقد دلت الدراسات التي أجريت على 1.2 مليون مدخن أن المدخنين الذين يدخنون 40 سيجارة أو أكثر يصابون بالعجز الجنسي في الخامسة والأربعين من العمر .
وإذا كان النيكوتين من المواد الكيميائية التي تسبب حدوث العجز الجنسي فإن هناك مواد أخرى لها نفس التأثير ، من أمثلة هذه المواد الخمور والأفيون والمورفين ومشتقاته والأمفيتامينات والمنومات والمطمئنات النفسية مثل الفاليم وبعض الأدوية المستعملة في علاج الاكتئاب النفسي وبعض الأدوية التي تستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع ، ولذلك إذا كان الشخص يدخن ويتناول إحدى هذه المواد فإن استعمال المدخن لها يؤدي إلى تفاقم خطر التدخين على مقدرة المدخن الجنسية . وتزداد خطورة التدخين على المقدرة الجنسية أيضاً في حالة وجود بعض الإصابات التي تسبب العجز الجنسي مثل مرض السكر غير المعالج وإصابات البروستاتا والتهاب مجرى البول وإصابات المخ والنخاع الشوكي والجهاز السيمباثاوي .
وبالرغم من أن التدخين يؤدي إلى انخفاض معدل هرمون الذكورة ( تستوستيرون ) في الدم إلا أن نقص هذا الهرمون لا يعتبر العامل الوحيد المسبب للعجز الجنسي ويستدل على ذلك بأن بعض الرجال الذين استئصلت خصياتهم لم يشكوا من العجز الجنسي لعدة سنوات بعد عملية استئصال الخصيتين رغم النقص الشديد في معدل هرمون تستوستيرون بالدم .
وجدير بالذكر أنه إذا كان المدخن يتناول الخمور فإن هذا يؤدي إلى مضاعفة تأثير التدخين على هرمون الذكورة حيث تبين أن الكحول يسبب حدوث اضطرابات في الغدة النخامية التي تفرز هرمونات لها تأثير منشط على إفراز هرمون الذكورة.