ترتبط العدوى الحادة المصاحبة لفيروس التهاب الكبد (ب) بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد ، ويبدأ مع اعتلال الصحة العامة ، وفقدان الشهية ، والغثيان ، والتقيؤ ، وآلام في الجسم ، وحمى خفيفة والبول الداكن كلون الشاي ، و تحول البراز إلى اللون الفاتح ، ثم تتقدم للإصابة باليرقان ( اصفرار الجلد والعينين مع طفح جلدي أو حكة) ، وألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وعدم تحمل للطعام الدسم والسجائر.
هذه الأعراض عادة لا تظهر لدى أغلبية المرضى المصابين بهذا الفيروس ولكنها تكون شائعة أكثر عند الذين يصابون بالالتهاب وهم كبار.
يدوم المرض لبضعة أسابيع ثم يتحسن تدريجيا ، وقد يصاب عدد قليل من المرضى بمرض الكبد الأكثر شدة (الفشل الكبدي المداهم) ، وربما تحدث وفاة نتيجة لذلك .أما العدوى المزمنة لفيروس التهاب الكبد البائي قد تكون بلا أعراض أو قد تترافق مع التهاب مزمن في الكبد (التهاب الكبد المزمن)، مما يؤدي إلى تليف الكبد على مدى عدة سنوات ، وهذا النوع من العدوى يزيد بشكل كبير من حالات سرطان الكبد ، ولذلك من الخطير على حامل العدوى تناول الكحول نظرا لأنه يزيد من مخاطر التعرض لتليف الكبد وسرطان الكبد.
كيف تتم العدوى؟
يتواجد فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل (السائل المنوي - الإفرازات المهبلية - حليب الأم - الدموع - اللعاب). وتتم العدوى عند التعرض لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية ، نقل الدم ، استخدام إبر ملوثة ، عن طريق الفم ، أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد ، بمقدور فيروس الالتهاب الكبدي (ب) العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر ومن الممكن الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان ، وأيضا من الأم للجنين ، ومع ذلك فإنه في حوالي %30 من الحالات لا تعرف الطريقة التي تمت بها العدوى ، ولا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (ب) عن طريق التعاملات البسيطة.
بعد الإصابة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الفيروس عند 95% من البالغين وبذلك يتم شفائهم خلال شهور قليلة ولن تتم إصابتهم به مرة أخرى بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس.
أما بالنسبة لحوالي %5 من البالغين و25% إلى %50 من الأطفال أقل من 5 سنوات و%90 من حديثي الولادة المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) لا يستطيعون التخلص من هذا الفيروس ويصبحون بذلك مصابين أوحاملين لهذا الفيروس ، أي بإمكانهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين .
ويجب على حامل الفيروس مراجعة الطبيب المختص كل شهر لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الكبد على ما يرام
ويكون العلاج المبكر للفيروسات مطلوبا في أقل من 1 ٪ من المرضى ، حيث تأخذ العدوى مسارا عنيفا جدا(التهاب الكبد مداهم ، أو الذين يعانون من نقص المناعة)، من ناحية أخرى قد تكون المعالجة في حالات العدوى المزمنة ضرورية للحد من مخاطر تليف الكبد وسرطان الكبد.
على الرغم من أن أيا من الأدوية المتاحة لا يمكنه إزالة العدوى ، إلا أنه يوقف تكاثر الفيروس، ويقلل من تلف الكبد مثل ( تليف الكبد وسرطان الكبد ) ، حاليا هناك سبعة أدوية مرخصة للعلاج من الإصابة ستة منها عن طريق الفم وواحد عن طريق الإبر كما يمكن معالجة الأطفال الرضع لأمهات حاملات لالتهاب الكبد (ب) بالأجسام المضادة للفيروس.
الفيروس (د) ويسمى أيضا بفيروس الدلتا Delta virus لا يستطيع استنساخ نفسه (التكاثر) إلا بوجود فيروس أخر، لذلك ففيروس التهاب الكبد الوبائي (د) يوجد دائما مع التهاب الكبد الوبائي (ب) Hepatitis B. يوجد الفيروس (د) في المملكة العربية السعودية عند 8% من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (ب) وعند أقل من 2% من حاملي فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب). طرق انتقاله
ينتقل التهاب الكبد الوبائي (د) عن طريق نقل الدم أو منتجاته ، أو بالاتصال الجنسي ، والعوامل المساعدة على انتقاله تشبه العوامل المساعدة على انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) ويعتبرالمدمنون على المخدرات عن طريق الحقن هم أكثر المصابين.
أعراضه
عندما يصاب المريض بعدوى الفيروس (د) والفيروس (ب) في نفس الوقت تسمى العدوى عدوى متزامنة co-infection وعندما تحدث الإصابة بفيروس (د) في أي وقت عند المريض المصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) تسمى عدوى إضافية super-infection.
يجب وضع احتمال العدوى الإضافية بالفيروس (د) عند أي مريض بالتهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن والذي يعاني من تطور سيئ ومفاجئ للمرض ، وعادة يوجد سابقة أو سوابق للتعرض للدم الملوث، كمثل المدمن على المخدرات عن طريق الحقن ، وفي الحالات الحادة والشديدة بشكل خاص من التهاب الكبد الوبائي (ب) فإنه يوجد احتمال كبير بأن تكون هناك إصابة متزامنة بالفيروس (د).
العلاج
يستخدم دواء انترفيرون ألفا interferon-alpha لعلاج المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (ب) و (د) ، وتقترح بعض الدراسات بأن استخدام جرعات أعلى من تلك المستخدمة لعلاج التهاب الكبد الوبائي (ب) ربما يكون مفيدا.
التشخيص
يتم تشخيص العدوى المتزامنة أو الإضافية للفيروس (د) عن طريق اختبار للكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس (د).
طرق الوقاية
لا يوجد إلى الآن تطعيم ضد هذا الفيروس، ولكن بما أنه يلزم وجود الفيروس (ب) لتتم العدوى بالفيروس (د) فالتطعيم ضد الفيروس (ب) يوفر الحماية ضد الفيروسين ولو بطريقة غير مباشرة بالنسبة للفيروس (د) ، أما المرضى المصابون بالفيروس (ب) فهم معرضون للإصابة بالفيروس (د) ، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات الوقاية الضرورية لتفادي الإصابة.
الالتهاب الكبدي أهو مرضٌ معدٍ حاد يصيب الكبد بسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي أ. حوالي 40 ٪ من جميع التهابات الكبد الفيروسي الحاد سببها فيروس التهاب الكبد الوبائي أ ، وهوالمعروف سابقا باسم التهاب الكبد المعدي .
انتقال العدوى
إن الطريقة الشائعة لانتقاله هي عن طريق براز الأشخاص المصابين ويصل إلى المرضى من خلال الأغذية أو مياه الشرب الملوثة ، وغالبا ما تحدث الإصابات في المناطق المكتظة وسوء الصرف الصحي ، ويمكن لالتهاب الكبدي أ أن ينتقل عن طريق الحقن من الدم ومشتقاته ، و لكن هذا في حالاتٍ نادرة جدا ، وأيضاً ابتلاع المحار المزروع في المياه الملوثة يتسبب في ارتفاع مخاطر العدوى كما أن الأفراد المصابين هم من مصادر العدوى حتى قبل ظهور الأعراض عليهم او أثناء حوالي العشرة أيامٍ الأولى بعد الإصابة.
والفترة ما بين العدوى وظهور الأعراض (وهي ما يسمى بفترة الحضانة) تتراوح بين الشهرين والستة أسابيع ومتوسط فترة الحضانة هي 28 يوما.
وفيروس الالتهاب الكبدي أ مقاوم للمنظفات والأحماض والمذيبات والتجفيف ودرجات الحرارة التي تصل الى 60 درجة مئوية ، ويستطيع البقاء لعدة أشهر في المياه العذبة والمالحة.
ويمكن تعطيل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ من قبل: معالجة (مياه الشرب) بالكلور، الفورمالين (0.35 ٪ في 37 درجة مئوية، 72 ساعة)، حمض البيراسيتيك (2 ٪ ، 4 ساعات)، بيتا بروبيولاكتون (0.25 ٪ ، 1 ساعة)، الأشعة فوق البنفسجية (2 ٪W / سم 2 / دقيقة) ، و التعرض لدرجة حرارة 85 اكثر من دقيقة.
يتعرض الجميع للاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي - أ- ، ولكن هناك من الناس من هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة وهؤلاء هم :
-الاشخاص المخالطون لمصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (أ)
-الاطفال في الحضانات ومراكز العناية النهارية
-المسافرون للمناطق الموبوء ة
ويدخل الفيروس مجرى الدم بعد ابتلاعه من خلال البلعوم أو الأمعاء والدم بدوره يحمل الفيروس للكبد، ويتكاثر الفيروس داخلها ويتم إفراز الجزيئات الفيروسية في العصارة الصفراوية ثم في البراز .
ليس لالتهاب الكبد الوبائي أ مرحلةٌ مزمنة ، وليس الالتهاب تقدميا ، ولا يتسبب في أضرارٍ دائمة في الكبد. بعد الإصابة، يُكَوِنُ الجهاز المناعي أجساما مضادةً للفيروس ، والتي تمنح الحصانة ضد العدوى في المستقبل
التشخيص
على الرغم من إفراز فيروس التهاب الكبد الوبائي أ في البراز في نهاية فترة الحضانة، فإن التشخيص المحدد للمرض يكون من خلال الكشف عن الغلوبولين المناعي (الأجسام المضادة) «IgM» الخاصة بالفيروس أ في الدم ، ويوجد الغلوبولين المناعي في الدم فقط إثر التهاب الكبد الحاد وإثر العدوى ، وهو قابلٌ للاكتشاف من أسبوعٍ إلى أسبوعين بعد الإصابة الأولية ويستمر لمدةٍ تصل إلى 14 أسبوعا ، إن وجود الأجسام المضادة من نوع «IgG» في الدم يعني أن المرحلة الحادة من المرض قد مضت وأن الشخص محصن ضد المزيد من العدوى .
الغلوبولين المناعي «IgG» لجسم فيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ ) يبقى موجوداً في الدم بعد التطعيم وتعتمد اختبارات المناعة ضد الفيروس على الكشف عن هذه الأجسام المضادة
خلال المرحلة الحادة من الالتهاب، يظهر الإنزيم الكبدي ترانسفيراز الألانين (ALT) في الدم عند مستوياتٍ أعلى بكثيرٍ مما هو طبيعي ، ويأتي هذا الانزيم من خلايا الكبد التي تضررت من الفيروس.
أعراض المرض
يمكن أن تمر الاصابة بالتهاب الكبد الفيروس (ا) دون حدوث أية أعراض تذكر، ويمكن أن يشتكي المصاب من أعراض مختلفة بالحدة حسب شدة المرض، وهي كالتالي :
أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا مثل الحمى والقشعريرة، فقدان الشهية للطعام ، غثيان ، الاحساس بالتعب والارهاق ، اسهال أو قيء ، يرقان ويشمل اصفرار البول ، وتغير لون البراز (يصير لون البراز فاتحآ)، واصفرار الجلد وملتحمة العين ، ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وضعف عام أوإعياء. وتختفي الاعراض تمامآ بعد مرور أربعة اسابيع على بدايتها ، وتحدث مناعة دائمة ضد الفيروس، ولا يتطور المرض إلى التهاب مزمن أو تليف الكبد
الوقاية
بالإمكان تجنب الإصابة بالفيروس بواسطة اللقاح الواقي أو المستضدات المناعية immune globulin. وهي توفر حماية قصيرة المفعول (3-5 أشهر) ، أما اللقاح الواقي أو التطعيم فيوفر حماية طويلة المفعول تستمر لمدة 4 سنوات تقريبا.
يحمي اللقاح من فيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ )في أكثر من 95 ٪ من الحالات لمدة 10 سنوات ، يحتوي اللقاح على الفيروس المعطل الذي يقوم بتوفير حصانةٍ فعالةٍ ضد العدوى في المستقبل.
بالإمكان تجنب الإصابة باتباع التالي: غسل اليدين جيدا قبل الأكل ، النظافة والصرف الصحي الجيدين ، غلي ماء الشرب أو شراء مياة صحية ، عدم تناول طعام نيئ (غير مطهي) كالمحار، السلطات، والفواكه التي تؤكل بدون تقشير ، هذه المأكولات ربما تكون ملوثة حتى في أفخم المطاعم وتجنب المشروبات التي تباع في الشوارع .
العلاج
لا يوجد دواء خاص لعلاج التهاب الكبد الوبائي (أ) ويتم إتباع الآتي : الراحة التامة لعدة أيام أو اسابيع حتى اختفاء الاعراض يمكن أن توصف بعض الادوية للتغلب على بعض الاعراض ، كالحرارة والمغص وتسكين الألم ، أما فيما يتعلق بقلة الشهية ، فيستطيع الشخص تناول أي شيء يشتهيه دون أي تحفظات، ويستحسن الإكثار من السوائل والفاكهة الطازجة بعد غسلها جيدا والاكثار من السكريات و التقليل من تناول الاطعمة الغنية بالدهنيات والبروتينات ، تجنب المشروبات الكحولية تمامآ.
ومن الأهمية أن يتخذ المريض الاحتياطات اللازمة لمنع إصابة الآخرين وخاصة من هم حوله ، وذلك بعدم مشاركتهم في الأكل والشرب ، وكذلك في أغراضه الشخصية ، كما يجب عليه الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات يوميا ، وخاصة بعد الذهاب إلى الحمام ويجب الاستمرار على هذا النظام لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من بداية الأعراض حيث إن الشخص يكون شديد العدوى للآخرين خلال هذه الفترة.
ربما يعاني حوالي 6-10 ٪ من المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي (أ) من واحدٍ أو أكثر من أعراض الانتكاس لمدةٍ تصل الى 40 أسبوعا بعد الاصابة بهذا المرض.