الثلاثاء، ديسمبر 14، 2010

تساؤلات عن الرضاعة الطبيعية

يجب على الأم المرضعة أن تضع في ذهنها أن الرضاعة تزود طفلها بطاقة كافية من الطعام (أي السعرات الحرارية وبقدر كاف أيضا من العناصر المعنية) التي تدعم نشاطه ونموه وتطوره المثاليين، كما أنها تقوي الروابط العاطفية بينها وبين طفلها.
الرضاعة الطبيعية
حليب الثدي غذاء طبيعي للطفل، ويوصي خبراء التغذية بالرضاعة الطبيعية طوال العام الأول من عمر الطفل، فحليب ثدي الأم وحده يقدم للطفل تغذية كافية لدعم نموه وتطوره المثاليين خلال الستة أشهر الأولى، بعدها يمكن إدراج بعض الأغذية الأخرى ضمن غذائه، ولكن يستمر حليب الثدي جزءا مهماً من غذاء الطفل حتى يبلغ عامه الأول على الأقل.
يعتبر حليب ثدي الأم غذاء مخصصا لتلبية احتياجات الطفل من نمو وتطور وطاقة، ومع تطور الطفل ونموه يتغير تركيب ومقدار حليب الثدي لدى الأم المتمتعة بالصحة تغيرا طبيعيا. ونلاحظ أن ما تأكله الأم لا يؤثر كثيرا (إذا كان له تأثير) على المحتوى الغذائي لحليب الثدي، ولكن الاستثناءات من ذلك عنصر السيلينيوم وبعض الفيتامينات، ولكن عندما ينخفض ما تتناوله الأم من عناصر غذائية، فإن جسمها قد يستخدم العناصر الغذائية المخزنة به ليستخدمه في صنع الحليب، مما يضعها في خطر غذائي محتمل، خاصة عندما ينقص الكالسيوم ومركبات الفولات التي تتبع مجموعة فيتامينات(ب) Vit-B ، ويعد الاهتمام بتغذية المرضع في نفس أهميته أثناء الحمل، لذلك فعلى الأم المرضع أن تهتم بتناول الأغذية الصحية المتكاملة. وقد تصاب المرضع بخطر الإصابة بهشاشة العظام عند إهمالها ذلك.
يحصل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية على حماية من كل أنواع الحساسية، وعلى عكس الحليب الصناعي، فإن حليب الثدي غني بالأجسام المضادة وغيرها من المركبات التي تساعد في حماية الرضيع من أمراض كثيرة مثل عدوى الأذن الوسطى والالتهاب الرئوي والحساسية والعدوى المعوية وربما متلازمة الوفاة المفاجئة للطفل SIDS. فحليب الأم يتفوق على الحليب الصناعي بكثير من المكونات، فهو يتفوق على أقل تقدير ب 100مكون لا توجد في الحليب الصناعي، إضافة إلى أنه نظيف وآمن.
اللبأ "السرسوب" هو سائل رائق أصفر اللون يفرزه الثدي لمدة 2-4 أيام بعد الولادة، وهو غني بالبروتين وفيتامين(أ) Vit-A ، يعتبر اللبأ بمثابة التطعيم الأول الذي يحصل عليه الطفل حديث الولادة فهو يحتوي على مستويات عالية من الأجسام المضادة مقارنة بحليب الأم الذي يفرزه الثدي بعد ذلك، فهو يساعد على حماية الطفل حديث الولادة من العدوى الميكروبية خلال الشهور الأولى من العمر، كما يساعده على عملية التبرز لأول مرة. ومن معجزات حليب الثدي أنه يتغير في تركيبه مع تغير احتياجات الطفل، فمنذ حوالي اليوم الثالث إلى اليوم العاشر بعد الولادة ينتج الجسم حليبا انتقاليا وهو خليط من اللبأ والحليب العادي، ثم يظهر حليب الأم ذو اللون الذي يميل إلى الزرقة قليلا ورقيق القوام، حيث يسهل على الطفل الرضيع هضمه. وعلى المرضع أن تهتم بنوع غذائها، فقد يحدث للأطفال تفاعل مع صنف غذائي تناولته أمه المرضع، غير أن الأطفال نادرا مايصابون بحساسية تجاه لبن الأم، وتتميز الرضاعة الطبيعية أيضا بتقوية ونمو فك الطفل بسبب أن الرضاعة من الثدي تحتاج إلى مقدار من المص يفوق مايقوم به عند الرضاعة من القنينة في حالة الرضاعة الصناعية.
ومن خلال بعض الأبحاث التي تُجرى في مجال الرضاعة الطبيعية، تم ملاحظة أن معدل الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري وبعض أنواع السرطان وبعض أمراض المعدة والأمعاء كانت أقل عرضة لمن رضعوا رضاعة طبيعية.
يوجه للمختصون تساؤلات عدة عن الرضاعة الطبيعية، خاصة عندما يكون الوالدان حديثي عهد بالإنجاب، ومن أبرز الأسئلة:
- هل يؤثر حجم الثدي على الرضاعة الطبيعية؟
إن كمية الشحم والنسيج الليفي داخل الثدي وليس الغدد اللبنية هي التي تحدد حجم الثدي،لذلك لا يؤثر حجم الثدي على الرضاعة الطبيعية، كما أنه لا يؤثر على كمية إنتاج الحليب، وعندما لا ترضع المرأة طفلها من ثدييها تكون الغدد المنتجة للحليب شديدة الصغر بغض النظر عن حجم الثدي.
- هل يمكن للأطفال المبتسرين (المولودين قبل الموعد الطبيعي للولادة) أن يرضعوا من ثدي الأم؟
يستطيع العديد من الأطفال المبتسرين الرضاعة الطبيعية من ثدي أمهاتهم، إلا أن ذلك يحتاج بعض الاستشارة من المختصين، فقد تحتاج في البداية إلى اعتصار الحليب للمساعدة في الرضاعة، وربما احتاج الأمر إلى الخلط مع مكمل غذائي مفيد للأطفال المولودين قبل موعدهم، وهناك سببان مهمان للبدء فورا بالرضاعة الطبيعية قدر الإمكان، فهو يساعد الطفل بشكل كبير على النمو والوقاية من الأمراض، ويساعد الأم التي تنوي إرضاع طفلها على بناء مواردها من الحليب.
- هل يؤثر الطعام الذي تأكله المرأة الحامل أو المرضع من احتمال تعرض الطفل للحساسية الغذائية؟
إن الكثير من الأبحاث العلمية تشير إلى أن الإرضاع من الثدي يقلل من احتمال الإصابة بحالات الحساسية الغذائية، وحالات الحساسية الغذائية لمن رضعوا رضاعة طبيعية أقل شيوعا بكثير مقارنة بمن رضعوا رضاعة صناعية. ولاتوجد براهين قاطعة على تجنب أطعمة بعينها، ولكن كإجراء احتياطي ضد مسببات الحساسية المحتملة داخل حليب الثدي فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنصح الأمهات المرضعات التي لدى أطفالهن سجل عائلي من حالات الحساسية بتجنب تناول الفول السوداني والمنتجات الغذائية التي تحتوي عليه. ويجب أن تكون الأم في حالة ترقب دائم، فإذا لاحظت تفاعل الطفل بصورة سيئة مع أغذية معينة معروفة بتسببها بالحساسية، فيجب أن تتوقف فورا عن تناولها، والحساسية تأتي بسبب الغذاء الذي تناولته الأم وليس من حليب الثدي نفسه، فإذا شخصت حالة الطفل بأنها حساسية، فاستبعدي ذلك الغذاء أو المكون داخل الغذاء.