الجمعة، ديسمبر 24، 2010

اضطراب عدم التكّيف

اضطراب عدم التكّيف، اضطراباً نفسياً معروفاً وهو يحدث في حالات وأوضاع متعددة وقد يحمل اضطراب عدم التكيّف معه اضطراب الاكتئاب الذي يتزاوج معه وتكون أعراض الاكتئاب واضحة مثل إنخفاض المزاج، فقدان الإهتمام بالأشياء المحيطة بالشخص تجعله غير قادر على فعل الأشياء البسيطة مثل الاهتمام بالنظافة الشخصية أو تدريس الابناء أو حتى الذهاب الى العمل أو الدراسة، هذا الاضطراب قد يحدث للأشخاص أيضاً الذين يُغيّرون أماكن عملهم بصورةٍ مُتكررة؛ ويحدث هذا مثلاً عند العسكريين الذين يتنقّلون كثيراً في مناطق مختلفة، في بعض المناطق يُعاني بعض العسكريين من عدم القدرة على التكيّف وبهذا تتدهور قدراتهم الانتاجية ويكثُر غيابهم عن العمل مع بعض أعراض الاكتئاب وهذا يُعقّد الأمور أكثر و يجعلهم أكثر عرضة للفصل من العمل إذا لم يتم علاج الشخص من هذا الاضطراب.
الحياة في بدء الزواج بين الأزواج الشباب قد يحدث لهم هذا الاضطراب، حيث لا يستطيعون التكيّف مع الحياة الجديدة و تبدأ المشاكل بينهم في الظهور، ومرةً آخرى قد يؤول الأهل هذه الخلافات إلى العين والحسد، ويلجأ الأهل إلى المُعالجين الشعبيين أو المشعوذيين والذين قد يُزيدون تعقيد المشكلة والتي قد تصل بالزوجين الشابين إلى الإنفصال ثم الطلاق، لو إن الأهل أو الأزواج الشباب عرفوا بأن هذه المشاكل ماهي إلا اضطراب نفسي له علاج فربما أنقذ أزواج كثُر من نهاية حياتهم الزوجية، لكنها مرةً آخرى ثقافة المجتمع الذي يرمي بالأمور إلى أشياء غيبية، وكذلك عدم المعرفة بالاضطرابات النفسية وعدم انتشار الثقافة النفسية بين عامة الناس.
اضطراب عدم التكيّف أيضاً قد يتعرض له الطلاب في مراحل دراسية في المرحلة قبل الجامعية، خاصةً عندما يتم الانتقال من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ آخرى، مثلاً بعد أن يُنهي الطالب المرحلة الابتدائية وينتقل إلى المرحلة المتوسطة وهنا قد يحدث للطفل ما يُعرف رفض الذهاب إلى المدرسة وهذه الحالة تحتاج لعلاج سريع لكي لا تستمر هذه الحالة ويصعُب على الطفل العودة إلى المدرسة مرةً آخرى، وكذلك قد تحدث عندما ينتقل الطالب المراهق من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية، وهي مرحلة حرجة في حياة الطالب و في هذا السن ترتفع نسبة الاصابة بالاكتئاب بين المراهقين وقد تصل إلى 13% وهي نسبة مُرتفعة بكل المقاييس، اضطراب عدم التكيّف في بداية المرحلة الثانوية قد يُصاحبه بعض السلوكيات الخاطئة، خاصةً في المجتمعات الغربية مثل التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الكحول، التي يستخدمها المراهقين لتخفيف معاناتهم مع الاكتئاب، في مجتمعاتنا قد يلجأ المراهق الذي يُعاني من عدم القدرة على التكيّف إلى التدخين وبعض المشاغبات السلوكية مثل افتعال المشاجرات مع زملائه أو حتى أحياناً مع المعلمين.
في جميع الأحوال يجب أن يطلب الشخص الذي يشعر أن التغيير في حياته قد جعله متوتراً أو مُكتئباً، يُعاني من أعراض الاكتئاب المعروفة، أن يطلب المساعدة من الخدمات النفسية المتوفرة في المكان، فعلاج اضطراب عدم التكيّف قد يكون بالأدوية والعلاج النفسي، وكذلك قد يكون هناك اضطرابات نفسية آخرى مُصاحبةً له مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق العام، وفي هذه الحالة قد يحتاج الشخص الذي يُعاني من اضطراب عدم التكيّف إلى أن يتناول أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية لعلاج اضطراب القلق العام، بالاضافة إلى العلاج النفسي والذي قديستغرق وقتاً طويلاً.
إن ترك الاضطراب دون علاج قد يقود إلى نتائج لا تُحمد عقباها .