الماء الأبيض هو إعتام عدسة العين التي تكون شفافة تماما في الأحوال الطبيعية و هو فقدان العدسة لشفافيتها الطبيعية مما يسبب رؤية ضبابية.
والعدسة هي قرص شفاف موجود خلف حدقة (بؤبؤ) العين وتقوم العدسة بتركيز الأشعة الضوئية على الشبكية الموجودة في قاع العين حيث تمر الأشعة الضوئية خلالها مكونة صورة واضحة على الشبكية وعندما يحصل في العدسة فإنها تصبح معتمة فلا تستطيع تمرير الأشعة الضوئية إلى الشبكية.
وتعتبر الإصابة بالماء الأبيض من أكثر الأمراض المسببة لفقدان البصر في العالم وهو سبب رئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن حيث تحدث بعض التغيرات في ألياف العدسة البروتينية عند الأشخاص فوق الخمسين من العمر مما يسبب فقدان شفافية العدسة وعدم وضوح الرؤية.
وهناك عدة مفاهيم خاطئة عن الماء الأبيض على سبيل المثال فإن الماء الأبيض لا ينتقل من عين لأخرى ولكن من الممكن أن يتكون في العينين في نفس الوقت والماء الأبيض ليس غشاء يتكون خارج العين ولا يحصل نتيجة استعمال العينين بكثرة (مثل كثرة القراءة مثلا) .
وعادة يتكون ببطء على مدى عدة سنوات وفي حالات قليلة فقط يتكون بسرعة خلال أشهر، خصوصا لدى من يعانون من أمراض مزمنة مثل داء السكري.
وينبغي أن ندرك أن تكونه لا يعني أن المريض يبقي فاقدا للبصر إلى الأبد إذ من الممكن علاجه جراحيا باستخراج عدسة العين المعتمة وزراعة عدسة صناعية تقوم مقامها وتعود الرؤية كما كانت قبل تكون الماء الأبيض.
الأسباب:
هناك عدة أنواع من الماء الأبيض معظمها ينتج عن تغيرات في التكوين الكيميائي للعدسة مما يسبب فقدان شفافيتها. وتحصل هذه التغيرات بسبب التقدم في السن أو إصابة مباشرة بالعين أو بعض الأمراض التي تصيب العين أو الجسم كما أن في بعض الحالات تتكون عتامات بعدسة الجنين أثناء الحمل أو بسبب أمراض وراثية.
1- النوع الشيخوخي:
إن التقدم الطبيعي في العمر يسبب تصلب نسيج العدسة وتحولها إلى جسم معتم وهذا ما يسمى (النوع الشيخوخي) وهو أكثر الأنواع انتشارا ومن الممكن حدوثه ابتداء من سن الأربعين وهو في غالب الأحيان أمر طبيعي ولا يعني وجود مرض خطير في العين لدى كبار السن.
2- النوع الخلقي:
ويمكن أن يصاب الأطفال بعتامة العدسة لأسباب وراثية أو قد تنتج من التهاب يصيب الطفل أثناء فترة الحمل، وهذا ما يسمى بالنوع الخلقي.
3-النوع الإصابي:
إن إصابات العين سواء كان ذلك نتيجة ضربة شديدة على العين أو اختراق جسم حاد لها أو تعرضها لحرارة شديدة أو مواد كيميائية حارقة من الممكن أن تؤدي إلى تلف أنسجة عدسة العين الشفافة وبالتالي عتامتها وهذا ما يسمى بالنوع الإصابي.
4- الساد الثانوي:
هناك بعض أمراض العيون الأخرى كارتفاع ضغط العين، والتهاب القزحية المتكرر، وأورام العين وأمراض أخرى، قد تؤدي إلى الإصابة بعتامة العدسة.
كما أن هناك بعض الأمراض الأخرى التي لها تأثير على العين مثل مرض السكري الذي يؤدي للإصابة بعتامة عدسة العين في وقت مبكر نسبيا من عمر المصاب بالسكري أو بالأمراض الباطنية الأخرى، وهناك بعض أنواع الأدوية التي يؤدي استعمالها لفترات طويلة للإصابة باه (عتامة العدسة)، مثل استخدام مركبات الكورتيزون سواء على شكل مراهم أو عن طريق الفم لفترات طويلة، وهذا النوع من الساد يسمى النوع الثانوي.
أعراض الإصابة بالماء الأبيض (الساد)
تختلف أعراض مرض عتامة العدسة من شخص لآخر ومن حالة لأخرى وقد يلاحظ المصاب الأعراض التالية أو بعضاً منها:
• شعور بالوهج وعدم القدرة على تحمل الضوء الساطع وقد يؤدي ذلك إلى ظهور الأضواء مزدوجة أو حصول انعكاسات مما يشكل صعوبة في قيادة السيارة ليلا.
• قد يشعر المصاب ببداية عتامات العدسة وبضعف شديد بالرؤية عندما يواجهه ضوء الشمس أو أي ضوء مقابل بسبب عتامة الجزء الأوسط الخلفي من العدسة.
• عدم وضوح الرؤية أو الشعور بوجود غشاوة على العين، وتزداد الحاجة إلى تقريب الأشياء المرئية نحو العين وكذلك تزداد الحاجة لوجود ضوء أكثر من ذي قبل لرؤية الأشياء بوضوح.
• الحاجة المتكررة إلى تغيير النظارات، ويحصل ذلك في بداية تكونه وكلما تقدمت الحالة لن يفيد تغيير النظارات في توضيح الرؤية.
• التحسن المفاجئ في الرؤية القريبة، وذلك بصفة مؤقتة.
• تغيير لون بؤبؤ العين، في الحالات المتقدمة من عتامة عدسة العين حيث يتحول اللون الأسود الطبيعي لحدقة العين إلى لون رمادي أو ربما يتحول إلى اللون الأصفر أو الأبيض.
• من الممكن ألا يدرك الشخص أن إحدى عينيه أصيبت بعتامة في العدسة حتى يغطي العين الأخرى فيكتشف صدفة ضعف الرؤية بشكل كبير في العين الأخرى مما يجعله يعتقد أنه فقد الإبصار فيها فجأة.
• إن حدوث عتامة العدسة لا يسبب أي آلام في العين كما أنه لا يسبب أي احمرار أو ازدياد في إفراز الدموع.