مع انتشار التقنية واستخدامها على نطاق واسع راح لصوصها الكثر والذين ينطبق عليهم المثل القائل (إنهم يسرقون الكحل من العين ..فهؤلاء يسرقون عبر التقنية ولا احد يشعر بهم أو يضبطهم خلال ثوان معدودات يسافر الواحد منهم إلى عدة دول ويفعل ما يريد دون أن ينتبه له احد و حتى عندما تقع الجريمة يقيد كل شيء فيها ضد مجهول، وذلك لأنهم يسخرون التقنية ومايتمتعون به من قدرات وامكانات في تحقيق أهدافهم .
ويوما بعد يوم تتصاعد أساليب السرقة والابتزاز حتى اخضع هؤلاء اللصوص التقنية واسطة لتحقيق أغراضهم
أول شيء علي القيام به حتى يحقق ما يريد هو الاتصال بأحد الأرقام ، على الفور اختار رقما خاصا لإحدى الشركات الاستثمارية التي تمتلك نظاما صوتيا الكترونيامن خلالها يستطيع الدخول لهذه الشركة لان نظام الأمن الذي تطبقه يسوده الإهمال . ومن ثم جعل رقم الدخول هو نفسه رقم التحويلة وفي ضوء ذلك يقوم بإنشاء صندوق رسائل صوتي خاص به وبرمجته لتوجيه نداءات إلى رقم جديد في هذا المثال لنضع توصيلة هاتف في نيويورك .
بعد بضعة ضربات أخرى على لوحة المفاتيح يعيد وضع السماعة ويضرب الرقم مجددا، وفي هذه المرة عندما يتصل بالتحويلة انتقل مباشرة إلى الولايات المتحدة بعدها استخدم صندوق الحيل الصغير هذا ( يلتقط مكبرا صغيرا يتصل بحزمة من الأسلاك والمحولات وبطارية ) لديه القدرة على إرسال سلسلة من النغمات لإرشاد بنيويورك حتى تتصل بمركز فتح في هونج كونج ومن هنا اتصل ثانية ببريطانيا وبهذه الطريقة يمكنني وصل الكمبيوتر الخاص بي مع شبكة الانترنت .ولا تمضي ثوان قليلة حتى يكون جهازه قد قام باتصال مع الانترنت وبدا عملية استطلاع . ولكن ذلك يحدث سريعا جدا حتى انه من الصعب جدا معرفة كيف يحدث ذلك كلهو تكون تكلفة المكالمة إلى نيويورك تسجل على حساب الشركة الاستثمارية ، وترسل الفاتورة الخاصة بالمكالمة في نيويورك إلى هونج كونج إلى شركة اتصالات أمريكية موازية لشركة الاتصالات ، أما المكالمة من هونج كونج إلى بريطانيا فيتم تحميل فاتورتها على هونج كونج ، لا تنسى أن الرقم الأول كان 1200 وهو دون مقابل أيضا .
ولكن في كل الأحوال فإن شخصا ما سيضطر لتسديد ثمن الفاتورة وتطلق عملية القرصنة هذه عبر أنظمة الهاتف وهو ما يعرف باسم (Phreaking) وتكلف هذه العمليات غير القانونية الشركات الامريكية والبريطانية نحو مليارات الدولارت كل عام .فعندما تمتلك ناصية ال (Phreaking) فبإمكانك القيام بما تشاء . ويمكنك اعتراض مكالمات أشخاص يتصلون بدليل الهاتف للاستعلام لإعطائهم معلومات مضللة أو باطلة أو إلغاء الأجرة الهاتفية دون معرفتهم أو إلغاء خط الاتصال الخاص ببعض الناس ويمكننا أيضا تعليق خط في بريطانيا وشبكة بهاتف أمريكي بالدفع (فعندما يرفع أصحاب هذا الهاتف السماعة في لندن يمكنهم سماع صوت مهذب مبرمج باللهجة الأمريكية الرجاء دفع 50 سنتا لأول ثلاث دقائق .يستطيع(الهكرز) تخصيص مهمة لأنفسهم أو الآخرين مثل انتظار المكالمات ومنح تسهيلات المؤتمرات وبالطبع بإمكان الفريكرز إجراء مقامات هاتفية لأي مكان في العالم مجانا باستطاعتهم الاتصال بهواتف دول أجنبية وإجراء أحاديث وحتى القيام بتغيير رسائل البريد الصوتي ، وبرف النظر عن هؤلاء فإن طموحات الكثيرين من الفريكرز تتجاوز هذه الحدود إلى أبعاد شريرة وجنائية .
ومن أكثر العصابات الإجرامية تطورا تلك التي تقتحم خطوط الهاتف لتوظيف الأرقام الهاتفية لخدمة عالم الجريمة . فإذا احتاجت عصابة تخطيط لاستيراد كمية أو شحنة ضخمة من الكوكايين في كولومبيا ، فإنها بلا شك لن تجرؤ على استخدام هواتفها لان الفاتورة قد تستخدم ضد أفرادها كدليل إثبات ، وبدلا من ذلك تتصل العصابة بأحد الأشخاص المعروفين لديها بسرقة الاتصالات الهاتفية عندئذ سيحصل أفراد العصابة على خطوط هاتفية لإبرام صفقات مخدرات ..وهو أمر مغر للغاية لأنه يدر إرباحا على لصوص الهواتف الذين يبيعون خبراتهم مقابل أجور محددة تعرفة هؤلاء معروفة لدى عصابات الإجرام .
كما يعتمد المهاجرون غير القانونين واللاجئون الذين لا يتحملون نفقات الاتصالات الخارجية بأهاليهم ويعتمدون على الهكرز أو لصوص الخطوط الهاتفية لتأمين اتصالاتهم لقاء نفقات محددة . وفي بداية هذا العام 2010 اضطرت العديد من الشركات والافراد في العديد من دول العالم إلى سداد فواتير هواتفهم سجلت في فواتيرهم مبالغ كبيرة نتيجة لمكالمات لم يقوموا بها وقبل اعوام اضطر رئيس شركة إعلانات رئيس شركة إعلانات لندنية يدعى ولتر تومبسون إلى دفع فاتورة في عطلة نهاية احد الأسابيع وقيمتها 60 ألف جنيه إسترليني ، وذكر أيضا أن فريقا من لصوص الخطوط الهاتفية الأمريكيين نجحوا في اقتحام نظام الشبكة الهاتفية للاسكوتلانديارد البريطاني واستهلكوا مبالغ بالملايين مكالمات هاتفية .
وفي السنوات الاخيرة وصلت عمليات السطو على خطوط الآخرين إلى مستوى وبائي وباتت خسائر شركة الاتصالات بالمليارات سنويا . وتحاول شركات الاتصالات في امريكا واوربا واسيا بتصحيح خطوط البرمجة التي تستخدم لفتح الخط أمام مستخدمي هواتف الاكشاك الهاتفية بعد أن استخدم لصوص الخطوط رمزا مشفرا من ثلاثة أرقام قبل الدخول إلى أي خط عالمي ، و تحذر الاتصالات في هذه الدول عملاءها حيث ترسل لهم وعبر رسائل نصية الى الحذر والحيطة وعدم اهمال ملاحظة اتصالات ترد من أرقام غريبة او دولية كذلك تحذر من افشاء الرقم السري للبطاقات الائتمانية والمثير أن لكل إجراءات أمنية تقنية متطورة يتوصل إليها الخبراء هناك حلول سرعان مايتم تجهيزها على أيدي لصوص التقنية بل وصلت وقاحة لصوص التقنية الى القيام بنشر بيانات ومعلومات في مواقع تحمل نصائح حول كيفية اقتحام عدد هائل من الأنظمة دون أن تتمكن أية جهة من رصد هوية هؤلاء اللصوص الخبثاء.