بدأ الضجيج الذي يحيط بملفات البودكاست يخفت بعد أن أصبحت هذه التقنية جزءاً من الحياة اليومية لكثير من المهتمين بعالم الكمبيوتر والوسائط المتعددة ، ولكن الانتشار الواسع الذي حققته الهواتف الذكية في الآونة الأخيرة جعل من الأسهل الدخول على هذه الملفات الصوتية والمرئية التي يقوم بإعدادها وبثها عامة مستخدمون غير متخصصين.
ويعود أصل كلمة "بودكاست" إلى جهاز "أيبود" لعرض الملفات الصوتية من شركة آبل، ولكن البودكاست لم تعد تقتصر في الوقت الحالي على مشغلات الملفات من صيغة أم بي 3، بعد أن اصبح بإمكان الكمبيوترات المكتبية والمحمولة واللوحية والهواتف المحمولة تشغيل ملفات البودكاست. وتمثل المواد السمعية حوالي ثمانين بالمئة من إجمالي ملفات البودكاست المتوافرة على شبكة الانترنت، ويرجع السبب في ذلك إلى سهولة إنتاجها وانخفاض تكلفتها بعكس مواد الفيديو.
ورغم أنه من السهل إنتاج ملف بودكاست، إلا أن التوزيع يظل هو العامل الرئيسي وراء نجاحها.
من المهم أن يتمكن المستمع من الاشتراك في البودكاست، ويمكن تحديث هذه الاشتراكات من خلال البرنامج (بودكاتشر) الذي يقوم بعملية مسح لمواقع البودكاست بحثا عن أي ملفات جديدة يمكن تحميلها.
أن تقنية البودكاست بدأت تنتشر بشكل فعلي، ويرجع السبب في ذلك إلى اتساع نطاق استخدام الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية وانخفاض أسعار الاشتراك في خدمات الانترنت، وهو ما يعني أن المستخدم أصبح بإمكانه تحميل ملف البودكاست أثناء الانتقال من مكان إلى آخر ثم الاستماع إليه بشكل فوري.
إن هناك مجالاً واسعاً للاختيار والانتقاء بين ملفات البودكاست، ولكن تضيف قائلة "هناك أيضا كمية كبيرة من القمامة حيث إن إمكانية بث البودكاست على الانترنت متاحة للجميع. لا داعي للقلق من نوعية البودكاست المتاحة حيث إن هناك العديد من الفهارس التي تقدم الإرشادات السليمة، أن أي تيونز هو بالقطع أشمل فهرس للبودكاست، ولكن يتعين في البداية تحميل البرنامج المناسب لاستخدامه.
إنك لا تحتاج أكثر من كمبيوتر محمول مزود بميكروفون مدمج أو حتى هاتف محمول من نوعية أيفون. ولا يتطلب توزيع ملف البودكاست سوى مساحة ضئيلة على أحد المواقع الالكترونية، وينبغي أن يقوم المستخدم بتسجيل نفسه في إحدى خدمات البودكاست على الانترنت. الاشتراك يكون مجاني، ولكن الخدمات تختلف فيما بينها من حيث المزايا والعيوب.