هناك تغيرات فيزيولوجية تحدث في النوم عند كبار السن وقد تعرضت لهذه الظاهرة أكثر من دراسة بحثية حيث يقضي متوسطو وكبار العمر نسبة أقل في المراحل العميقة من النوم، وعادة ما تقل هذه النسبة بصورة مطّردة مع تقدم العمر. فعند سن السبعين مثلا يقضي الإنسان نسبة قليلة جدًا في المراحل العميقة من النوم تصل عند البعض إلى نحو الصفر.
كما أن كبار السن أكثر عرضة لتقطع النوم خلال الليل خلال دراسات النوم ولكن كل هذه الأمور هي مجرد أرقام وقياسات نقوم بها في المختبر ولا تعكس إحساس كبير السن وهل يشعر بالنشاط والراحة بعد النوم.
والتغيرات السابقة هي نتيجة لعدة تغيرات في الجسم توصل العلم إلى معرفة بعضها. فإفراز بعض المواد كهرمون الميلاتونين (هرمون النوم) يقل عادة عند كبار السن. ولكن كل ما سبق يدخل ضمن قياسات مخبرية وأرقام يقرأها المختصون لكنها لا تهم كبير السن الذي يهمه الشعور بالراحة والنشاط بعد النوم؟
دراسة حديثة نشرت هذا العام في مجلة "النوم" المجلة الرسمية للأكاديمية الأمريكية لطب النوم (مارس 2012) تعرضت لشيوع وانتشار مشاكل النوم عند مختلف الفئات العمرية حيث درس الباحثون في الولايات المتحدة أكثر من 150 الف شخص من فئات عمرية مختلفة.
وأظهرت الدراسة نتائج لم يتوقعها الباحثون حيث تبين أن كبار السن الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل وأمراض عضوية أو نفسية هم أقل شكوى من اضطرابات ومشاكل النوم من متوسطي العمر والشباب.
وقد وجد الباحثون أن جودة النوم استمرت في التحسن مع تقدم العمر في ما عدا سوء بسيط حدث خلال مرحلة متوسط العمر (عند النساء أكثر من الرجال). هذه النتائج تنقض بعض الاعتقادات السابقة التي تقول بأن سوء جودة النوم هو جزء من عملية التقدم في العمر لأن كبار السن الذين لا يعانون من اضطرابات عضوية ونفسية حصلوا على إحساس بنوم أفضل ممن هم أصغر منهم. نستخلص من هذه النتائج أن على كبير السن الذي لا يشعر بالراحة بعد النوم مراجعة الطبيب لاستبعاد أي اضطراب يؤثر على جودة النوم لأن سوء جودة النوم لا علاقة له بتقدم العمر.