"قواعد الأطعمة Food Rules" كتاب صغير لطيف من تأليف مايكل بولان يتحدث فيه عن العودة إلى البساطة في تناول الطعام كحل للكثير من المشاكل الصحية التي تنتشر في عالمنا المعاصر. والكتاب مقسّم إلى ثلاثة أقسام ويحتوي على 64 قاعدة يرى الكاتب أنها مهمّة للصحة نختار منها أهمها:
1- تناول طعاماً!
يسهل قول ذلك ويصعب تطبيقه، خاصة ان 17000 منتج غذائي جديد يظهر على أرفف البقالات ومحلات بيع الأطعمة جرياً وراء الأرباح. وأغلب هذه المنتجات لا تستحق أن يطلق عليها أطعمة لأنها مواد قتلت معالجة، تحتوي في أساسها على الذرة أو فول الصويا المعدلة وراثيا والمثيرة للجدل. كما تحتوي على إضافات كيميائية لم يعتد الإنسان على تناولها. والتحدي المتمثل في تناول طعام صحي يقضي بالابتعاد عن هذه المنتجات.
2- لا تتناول طعاماً لم يكن أجدادك يتناولونه.
وهذا يعني الأطعمة المصنعة، فمعظم الأطعمة المصنعة تحتوي على مزيج من السكر والملح والدهون لتحسين طعمها وجعلها مغرية للمستهلك. وهذه المواد الثلاث بهذه النِسَب تؤدي إلى السمنة وإلى إدمان الشره على الطعام. وهي لا توجد في الأطعمة التي كان يتناولها أجدادنا. والالتزام بهذه القاعدة يقي من السمنة ويحفظ التوازن للجسم.
3- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على مكونات غريبة.
ثنائي الجليسريدات المانع للتأكسد، والسيليلوز، وصمغ إكزاناثان، وبروبيونات الكالسيوم، وكبريتات الأمونيوم الخ. الخ. هي مواد تستخدم في صناعة الأطعمة لإطالة عمر المنتجات الغذائية، ولم يعرف إلى الآن مدى ما يمكن أن تسببه من أضرار للجسم على المدى الطويل. والإنسان لم يكن يستخدمها خلال وجوده على الأرض لإعداد طعامه، فكيف يسمح لمصنعي الأطعمة بإدخالها في طعامه اليوم؟
4- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.
ليس فقط لأنه أسوأ من السكر المكرر، ولكن أيضاً لأن وجوده في أي طعام دليل على كون الطعام معالجاً بشدّة. والمعالجة بالحرارة تقضي على معظم الفيتامينات والمعادن. واليوم يضاف شراب الذرة عالي الفركتوز إلى مئات المنتجات التي لم تكن في الماضي تحتوي على السكر، لذا فتجنب الأطعمة التي بها شراب الذرة عالي الفركتوز يقلل من استهلاك السكر بشكل عام.
5- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على أي نوع من السكر كأحد المكونات الثلاثة الأولى في قائمة المكونات لأن ترتيبها يقوم على وزن كل مكوِّن.
ووجود السكر ضمن المكونات الثلاثة الأولى يدل على أن كمية السكر كبيرة في المنتج. ولزيادة الأمر سوءاً، يجب الانتباه إلى أن هناك حوالي 40 نوعا من السكر تستخدم في صناعة الأطعمة تحت مسميات مختلفة مثل مالت الشعير وسكر البيرة وشراب السكر الأسمر وعصير القصب ومحلي الذرة والدكسترين والديكستروز والسكروز وفركتو-أوليساكرايد وعصير الفواكه المركّز والجلوكوز والسكروز والسكريات المحوّلة وسكر التوربينادو الخ. الخ. وبالنسبة إلى المحليات المصنعة مثل الأسبرتيم أو سبلندا فقد أثبتت الأبحاث أن تناولها لا يؤدي إلى انخفاض الوزن، بل قد يؤدي تناولها إلى تحريض الدماغ ليشتهي المزيد من السكر.
6- تجنّب الأطعمة التي تدعي أنها صحيّة.
فأولاً، كونها معلبة يلغي الادعاء بانها صحيّة! وثانياً، الجميع يعلم عدم صحّة الادعاء على علبة المارجرين (الزبدة المصنعة) بأنها أصح من الزبدة بعد أن ثبت ضررها لاحتوائها على الدهون المحوّرة transfats التي تزيد من احتمالات حدوث الذبحات الصدرية. وما هو صحي بالفعل، كالخضراوات والفواكه الطازجة، لا يعلن عن ذلك.