ما هي أعراض توقف التنفس أثناء النوم؟
لتوقف التنفس أثناء النوم أعراض مميزة قد تظهر جميعا أو يظهر بعضها فقط وشدة الأعراض لا تعكس في كثير من الحالات شدة المرض. ويمكن تلخيص الأعراض في التالي:
* الشخير: ويمكن تعريف الشخير على أنه صوت مزعج يصدر أثناء التنفس (عادة الشهيق) خلال النوم، وهو نتيجة لضيق مجرى الهواء بسبب تضخم الأنسجة الناعمة في الحلق أو عيوب في الأنف. وهو عرض شائع تصل نسبته عند البالغين إلى 30% وعند متوسطي العمر (نقصد بمتوسطي العمر بين سن 45 - 60 سنة) تصل النسبة في السعودية عند الرجال إلى 50% وعند النساء إلى 40% حسب دراستين نشرتا في المجلة الطبية السعودية عامي 2008 و2009. ومن المهم التنبيه هنا أنه ليس كل من يشخر مصاب بتوقف التنفس. ولكن من يشخر ويعاني من الضغط أو أمراض القلب أو زيادة في النعاس أو اختناق أثناء النوم فمن الضروري زيارة المختص.
* فرط النعاس: ويظهر عند المريض زيادة مفرطة في النعاس وقد ينام في أماكن غير مناسبة للنوم مثل النوم في العمل كما قد ينام البعض عند التوقف في إشارة المرور أو أثناء القيادة.
* التوقف عن التنفس أثناء النوم: وزيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ.
* ملاحظة أن المريض يوقف التنفس بواسطة شريك حياته أو من ينام معه في الغرفة.
* جفاف الفم والحلق عند الاستيقاظ.
* التنفس من الفم أثناء النوم وزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم.
* الاستيقاظ بصداع صباحي وذلك يكون نتيجة لنقص الأكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون أثناء النوم.
* الاستيقاظ المتكرر للتبول.
* زيادة الحموضة ليلا.
* التعرق أثناء النوم.
* الاستيقاظ بخفقان في القلب.
* عدم الشعور بالراحة والانتعاش بعد النوم.
* والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشاكل غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي.
هل هناك فرق بين أعراض توقف التنفس عند الرجال والسيدات؟
هناك بعض الاختلافات في النوم بين المرأة والرجل بسبب التغيرات الفيزيولوجية التي تمر بها المرأة من هرمونات مؤنثة وحمل وانقطاع الطمث بعد ذلك. وهناك بعض الاختلافات بين أعراض وطبيعة الاضطراب بين الجنسين (الذكر والأنثى). وفي دراسة أجريناها على الرجال والنساء السعوديين المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم ونشرت في مجلة النوم والتنفس عام 2009، وجدنا أنه في حين أن الكثير من الرجال يحضرون لعيادة اضطرابات النوم بسبب الشخير وزيادة النعاس في النهار، يحضر كثير من السيدات (40%) بسبب الأرق والذي اتضح بعد الفحوصات أن سببه توقف التنفس اثناء النوم.
ويزداد توقف التنفس أثناء النوم عند السيدات بعد توقف الطمث حتى بعد التحكم في العوامل الأخرى التي قد تزيد من توقف التنفس مثل العمر والوزن والتدخين، كما أن شدة توقف التنفس (عدد مرات التوقف في الساعة أثناء النوم) تقترب من النسبة لدى الرجال عند ذلك السن. بالرغم من ذلك فإن الكثير من الأطباء لا يتعرفون على هذا الاضطراب عند السيدات لأسباب مختلفة قد يكون منها اختلاف الأعراض عند النساء مقارنة بالرجال أو أنهن يتحملن الأعراض أكثر من الرجال مما ينتج عنه تأخر التشخيص واحتمال زيادة المضاعفات. وقد أظهرت دراسة أجريت على عينة طولية من السيدات المصابات بتوقف التنفس أثناء النوم أن احتمال الوفاة خلال خمس سنين من التشخيص (بمشيئة الله) هو أعلى بكثير عند السيدات المصابات بتوقف التنفس مقارنة باللاتي لا يعانين من هذه المشكلة ولكن بفضل الله عادة النسبة إلى المستوى الطبيعي عند النساء اللاتي تعالجن.
كيف يحدث توقف التنفس؟
خلال النوم تسترخي عضلات الجسم بصفة عامة، ويشمل هذا الاسترخاء عضلات مجرى الهواء العلوي، وهي العضلات التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً وتسهل حركة الهواء من وإلى الرئتين. وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة على سعة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس يكون لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً. وهناك عامل وراثي يزيد من احتمال الإصابة بالمرض عند البعض. وينسد مجرى الهواء العلوي عند المصابين بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويعرف انسداد مجرى الهواء الكلي وانقطاع التنفس أثناء النوم، بانقطاع التنفس الانسدادي في حين يعرف ضيق مجرى الهواء أثناء النوم الذي لا ينتج عنه انسداداً كاملاً لمجرى الهواء بمتلازمة زيادة مقاومة مجرى الهواء العلوي.
وعندما ينسد مجرى الهواء خلال النوم؛ فإن المريض لا يستطيع استنشاق الأوكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدى إلى انخفاض مستوى الأوكسجين وزيارة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وذلك بدوره ينبه الدماغ إلى النقص في الأوكسجين والزيادة في ثاني أكسيد الكربون لكي يعيد التنفس، وذلك يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم للحظات (ثواني)، وفي كل مرة يستيقظ فيها المريض فإن الدماغ يرسل إشارة إلى عضلات مجرى الهواء العلوي لفتح المجرى؛ حيث تستكمل عملية التنفس وعودة التنفس غالباً ما يصاحبها صدور صوت شخير عالٍ أو لهاث. وعلى الرغم من أهمية الاستيقاظ المتكرر لإعادة علمية التنفس؛ إلا أن الاستيقاظ المتكرر يمنع المريض من الحصول على القدر الكافي من النوم العميق ويؤثر على جودة النوم مما يسبب الخمول أو النعاس نهارا.
ما مدى شيوع المرض؟ وهل هو أكثر شيوعا في السعوديين مقارنة بدول العالم الأخرى؟
المرض شائع عند متوسطي العمر (أكبر من 45 سنة) ويزداد عند السيدات بعد توقف الدورة في جميع دول العالم حسب الأبحاث المنشورة. وأظهرت الدراسات في الولايات المتحدة أن 24% من متوسطي العمر من الرجال و9% من متوسطي العمر من النساء مصابين بالمرض (بناء على نتائج تخطيط النوم). كما قدرت الدراسات في الولايات المتحدة أن حوالي 95% من المرضى لا يتم تشخيصهم بسبب نقص وعي بعض الأطباء المعالجين.
هناك نوع آخر من الدراسات يقيّم نسبة الذين هم على خطر الإصابة أي الذين لديهم أعراض المرض ولكن يحتاجون لتقييم حالتهم سريريا وإجراء تخطيط للنوم للتأكد من وجود المرض من عدمه.