الوسم الجغرافي [Geo Tagging] هي عملية دمج معلومات جغرافية ضمن الملفات الرقمية مثل الصور، ومقاطع الفيديو، ورسائل المحمول النصية وحتى التدوينات في المواقع الالكترونية. بشكل أساسي تتضمن هذه المعلومات قيم الخطوط الطولية والعرضية للموقع الذي تم فيه إنشاء الملف الرقمية، بالإضافة تقوم بعض البرامج بدمج اسم المنطقة والارتفاع والاتجاه والمسافة وغيرها من المعلومات الجغرافية والتي من شأنها وسم هذه الملفات بمعلومات شبه فريدة يمكن الاستفادة منها في العديد من التطبيقات والمجالات المختلفة.
يمكن الاستفادة من المعلومات الجغرافية بأشكال وطرق عدة. فقد ظهرت هذه التقنية في أول الأمر لمساعدة المصورين الفوتوغرافيين في تحديد الأماكن الطبيعية ومشاركتها مع زملائهم، ومنها بدأ انتشار استخدامها في المجالات الأخرى، فعلى سبيل المثال وباستخدام قيم خطوط الطول والعرض يمكن البحث من خلال الانترنت عن أقرب المواقع والخدمات المجاورة، أوالحصول على صور أخرى في نفس الموقع، أو الحصول على وصف دقيق للمكان. كذلك من استخداماتها، إرسال القيم من خلال الرسائل النصية لإرشاد الأشخاص عن الموقع المحدد. ولا يخفى أهمية هذه المعلومات في مساعدة رجال الأمن في تحديد مواقع الجرائم بدقة لتحديد مكان و زمان الحادثة. ومع انتشار استخدام الهواتف الذكية التي تعمل على نظم تحديد المواقع [GPS] و شبكات المحمول [GSM] أصبح من السهل على المستخدم تحديد المكان الذي هو فيه ومشاركة أنشطته مع أصدقائه وذلك من خلال الشبكات الاجتماعية والمواقع الالكترونية،مثل خدمة Gowalla. وغيرها الكثير من الاستخدامات التي تساعد مستخدمي تقنية المعلومات لتسهيل التواصل ومشاركة البيانات.
و كما يقال كل سلاح ذي حدين، فإن المتطفلين و أصحاب الجرائم لم يتركوا هذه التقنية أيضاً في حالها. فلنأخذ هذا السيناريو على سبيل المثال، محمد شخص يعشق الشبكة الاجتماعية (Facebook) ويقوم بإضافة كل من يطلب إضافته إلى قائمة الأصدقاء –وهو خطأ آخر فادح يقع فيه الكثير-، قام محمد في يوم من الأيام بتصوير سيارته بالقرب من منزله باستخدام جهازه المحمول والذي قام بدوره بدمج معلومات جغرافية عن موقع المنزل، وفي أحد الأيام قام بتغيير حالته في الملف الشخصي له في الموقع إلى "أنا في المطار ذاهب إلى جدة للاستمتاع بإجازتي الصيفية". بتجميع هذه البيانات عن محمد يمكن للسارقين استدراك هذه الفرصة الذهبية باستغلال غيابه عن المنزل والذي قام هو بتحديد موقعه بدقة. مثال آخر وللتأكيد على خطورة نشر هذه المعلومات، قام موقع (Flicker)، والمختص بمشاركة الصور الفوتوغرافية بين المصورين، بتعطيل خدمة مشاركة المعلومات الجغرافية بشكل افتراضي، وجعلت خيار تشغيل هذه الخدمة بيد صاحب الصورة.
المشكلة الرئيسة في استخدام خدمة الوسم الجغرافي هي نشر معلومات خصوصية و معرِّفة يمكن استغلالها بشكل كبير من المتطفلين و أصحاب النفوس الضعيفة. في عصرنا الحالي، عصر تقنية المعلومات، على المستخدم إدراك أن مستخدمي شبكة الانترنت ليسوا جميعهم سيئين، ولكن جميع السيئين متواجدون في شبكة الانترنت. الحل لهذه المشكلة -بكل بساطة- هو أن نتعامل مع هذه الخدمة (خدمة دمج المعلومات الجغرافية في الملفات الرقمية) كما نتعامل مع أي خدمة أخرى في حياتنا اليومية، نقوم بتشغيلها عند الحاجة فقط وإيقافها عند عدم الحاجة لها. قد يصعب تهيئة بعض التطبيقات أو الأجهزة لتعطيل هذه الخدمة فهي تقع ضمن خيارات فرعية متشعبة، لكن خيار البحث عن الطريقة المناسبة يبقى في يد المستخدم فهي ضمن إطار خصوصيته الشخصية التي يريد أو لا يريد مشاركتها مع الآخرين.
في حال وجود بعض التطبيقات أو الأجهزة التي لا تتيح إمكانية تعطيل دمج المعلومات الجغرافية في الصور الرقمية –بما أنها هي الأكثر استخداماً و مشاركة- أو في حال امتلاك مجموعة من الصور القديمة والموسومة بهذه المعلومات فيمكن الحصول على مجموعة من البرامج المجانية و سهلة الاستخدام والتي تساعد في حذف المعلومات الجغرافية قبل مشاركتها، مثل البرنامج (Geotag Security)، وكذلك يتيح برنامج عارض الصور (Picasa) من شركة جوجل إمكانية حذف المعلومات الجغرافية من الصور بطريقة سهلة جداً. بالإضافة إلى ذلك يمكن زيارة الموقع الالكتروني (icanstalku.com) لمعرفة كيفية تعطيل الخدمة في مختلف الهواتف الذكية.