الأحد، نوفمبر 07، 2010

اكتب قصة حياتك

امرأة في السبعين من عمرها قررت أن تمارس رياضة تسلق الجبال, وأنها الرياضة المناسبة في هذا العمر, وأنها ستكرس الخمس والعشرون السنة القادمة لذلك, وعلى هذا تسلقت قمم جبال عدة وكانت المرأة الوحيدة التي تسلقت قمة جبل فوجي في اليابان في عمر الخامسة والتسعين!!.
ما الذي يشكل قناعاتنا ويؤثر على طريقة الحياة التي نعيشها ؟
هل الأحداث حولنا هي من تصنعنا ؟ ولا دخل لنا في ذلك ؟
هذا الطالب لم يحصل على المنحة للدراسة في الخارج, رغم تفوقه, وحصل عليها من لا يستحقها – كما يظن-, فلذلك قرر ترك الاستمرار في مشوار تعليمه العالي, متهماً كل من حوله بالتآمر على مستقبله.
وهذا يملك شركة تجارية, متشائم على طول الطريق, ولا يسمح لمقومات بيئة عمل أن تنمو في جو طبيعي بعيداً عن التشنجات العصبية, هو يلقي باللوم على الآخرين في كل ما يحدث له من أحداث ويتهمهم بالتآمر على مستقبله المهني.
في الحقيقة, إن قناعاتنا حول ما تعنيه الأحداث حولنا هي من يؤثر على تفكيرنا ومن ثمّ يرسم ملامح حياتنا التي نعيشها, وإن كان كثير من الناس من يلقي باللوم على حظه العاثر على الآخرين ويحملهم أسباب الفشل الذي يغرق به!!
إن المعنى الذي نعطيه للأحداث – كيف نفسرها ونفهمها – هو من يشكل من نحن الآن ؟ وما الذي سنكونه في المستقبل ؟ فقناعاتنا هي التي تقرر شكل الحياة التي سنحياها, لا يمكن أن تستخدم اللون الأسود في تحليلك لما يدور حولك, وتطلب نتائج تنقذك من الدمار الذي تسعى إليه, ولا يمكنك أن لا ترى الشمس لأن هناك جداراً يقف حاجزاً أمامك.
هناك طياران أسقطت طائرتهما في أحد حروب القرن الماضي, وسجنا في نفس السجن, وتعرضا لنفس ظروف الاعتقال, غير أن قناعات كل منهما مختلفة عن قناعات الآخر, فأحدهما اعتبر أن حياته منتهية, فقرر الانتحار, بينما الآخر نظر لنور الشمس من نافذة السجن, وابتسم للحياة, وما زال الرجل الآخر يعيش بيننا ويروي قصته الفريدة بما حدث له, وما للإنسان من قوة تدفعه ليتحدى الظروف التي تحيط به, ويكسر كل الجدران من حوله, بينما الآخر لا يذكره أحد.
لماذا لا تقرر معايير أعلى لحياتك لتشكل بها قناعاتك ؟
إن ما تفعله إنما يعتمد على قناعاتك بنفسك, يمكنك أن تدمر نفسك بنفسك, كما يمكنك أن تبني نفسك,
فأيهما ستختار ؟
لماذا علينا أن نتوقف عندما نفشل في مشاريع متعددة في حياتنا ؟
ولماذا نرسخ القناعة لدينا أننا لا نملك الكفاءة المطلوبة ؟
إنك إذا ما قررت أن تصبح بطلاً في لعبة الكاراتيه مثلاً, فيتحتم عليك أن تتعلم أولاً كيفية السقوط, واحسب كم مرة ستسقط على الأرض ؟!
لا تعمم فشلك في هذه المشاريع, واتخاذك لقرارات سيئة في عملك وعلاقاتك مع الآخرين, ثم تفسر ذلك أن لا أمل في المحاولة, وأن لا مجال للتعلم من رصيد التجارب التي خضتها, حينها فقط ستكتب شهادة وفاتك, وسيعذرك الجميع من حولك.
لا تعمم ما يواجهك من أحداث سيئة - لأنها ستترسخ في عقلك الباطن - وترسم حولها الحكايات والأساطير, وأسئلة لا معنى لها, ما الذي يقصده بالنظرة أو الحركة أو الكلمة, وهلم جراً, وتقود حياتك لمزيد من التعاسة والشقاء, أوقف هدر طاقتك وركز في حياتك, ابن قناعاتك, وابدأ من جديد, الآن