هل تريد أنْ تُشارِك الحجيجَ فرحتَهم ومشاعِرَهم؟
- أوَلستَ تَزعُم أنَّك تُرِيد أنْ تحجَّ؟ فإنْ كنتَ صادِقًا فعِشْ وكأنَّك في الحج، وكأنَّك في مكَّة عند الكعبة، حجَّ بقلبك، فلو صَدقَتِ النيَّة لَعِشتَها بقلبك، ولأُجِرتَ عليها من الله. أوَما عَلِمتَ أنَّ الطريق إلى الله - تعالى - تُقطَع بالقُلُوب لا بالأبدان؟! فيبلغ المرء بنيَّته ما لا يَبلُغه بعمله؛
- فمَن حبَسَه العذرُ عن الذَّهاب إلى مكَّة لحجِّ بيت الله الحرام وهو صادِقٌ في نيَّته فليَعِش كما يَعِيش الحاجُّ، وليتمثَّل أخلاقَ الحجَّاج ومَشاعِرهم، وعلى الله الأجرُ والثَّواب
- ولئن حُبِستَ هذا العام عن الحجِّ فارجِع إلى جِهاد نفسك لا يحبسنَّك عنه الشَّيطان، ولئن كان البيت الحرام بعيدًا عنك فاقصد ربَّ البيت الحرام؛ فهو أقرَبُ إليك من حبل الوَرِيد، وعِشْ مع الحجيج بقلبك وروحك في كلِّ منسكٍ من مناسك الحج.
- فإذا ركب السائرون سفينة الذَّهاب إلى بيت الله الحرام فاركَبْ أنت سفينةَ الطاعة إلى جنَّة الفردوس
- الحجَّاج لا يُضيِّعون وقتًا ولا يَصرِفونه إلاَّ في طاعةٍ، فكن مثلَهم في طاعةٍ دائمًا،
- الحجاج يَخافُون من الله أنْ يعصوه في بلده الحرام فخَفْ من الله أنْ تعصيه في الشهر الحرام.
- إذا أحرَمَ الحجيج من المِيقات فليُحرِم قلبك عن كلِّ ما يُغضِب الله - تعالى - من حقدٍ وغلٍّ وكراهية، واخلَع مع الحجيج ثِياب المعصية والزُّور والبُهتان، وتحلَّ بلباس التقوى والإيمان
- وإذا طافُوا حولَ الكَعبة هناك فليَعرُج قلبك وروحك لتَطُوف مع الملائكة الكِرام حولَ البيت المَعمُور في السَّماء مُستَعلِية على الدُّنيا وحَقارتها وسفاسف الأمور،
- إذا سعَوْا بين الصفا والمروة فاسعَ أنتَ هنا لقَضاء حَوائِج النَّاس
- إذا كانوا يُقبِّلونَ الحجرَ الأسودَ فقَبِّل يدَيْ والدَيْك وبرَّهما؛ فهما باب الجنَّة،
- إذا كانُوا يشرَبُون ويغتَسِلون من زمزم فاغسِل وجهَك وطهِّر قلبك بدموع التوبة.
- حين يَقِفُ الحجيج على عرفات رافِعِين أكفَّ الضَّراعة إلى الله - عزَّ وجلَّ - فليَصعَد قلبُك على أبواب السَّماء، ويخر ساجدًّا لله سجدةَ انكسارٍ وفقرٍ وتذلُّلٍ لا يرفَع منها إلى يوم القِيامة، وقِفْ أنت هنا على حُدودِ الله، واجعَل بينك وبين المعصية حِجابًا.
- وحين يتَزاحَم الحجيج لرَمْي الجمرات، فليَرْمِ قلبُك كلَّ ما علق به من شَهوات الدُّنيا وملذَّاتها، وتطرد روحك كلَّ ما يُطارِدها من وَساوِس الشيطان.
- وإذا قدَّمُوا الهديَ فقَدِّم الأُضحِيَة طيِّبةً بها نفسُك
أعمال تُعادِل الحج:إليك أعمالاً تُعادِل الحجَّ في الأجرِ والثواب، وبها تُشارِك الحجيج مشاعِرَهم وشعائِرَهم،
· الصوم:لماذا تُرِيد الحجَّ؟ لأنَّ الحجَّ يَغفِر الذنوب، أليس كذلك؟ فلك هذا وأنت في بيتك، فغَيْر الحاج يَغفِر الله له الذُّنوب بصَوْمِ يومٍ واحد في سبيل الله ((... صِيامُ يوم عرفة أحتَسِب على الله أنْ يُكفِّر السَّنة التي قبلَه والسنةَ التي بعدَه، وصيام يوم عاشوراء أحتَسِب على الله أنْ يُكفِّر السنة التي قبلَه))؛ رواه مسلم والترمذي وغيرهما.
· كُلُّ ذهابٍ إلى المسجد وكلُّ إيَابٍ منه يُعَدُّ لك نُزُلك في الجنَّة، أرَأيتَ عظيمَ فضلِ الله علينا؟!
· ((مَن صلَّى اثنتَيْ عشرة رَكعة في يومٍ وليلةٍ بُنِي له بهنَّ بيتٌ في الجنَّة))؛ رواه مسلم. أربعًا قبلَ الظُّهر، وركعتَيْن بعدها، وركعتَيْن بعد المغرب، وركعتَيْن بعد العِشاء، وركعتَيْن قبلَ صلاة الفجر
· ((يَنزِل الله إلى السَّماء الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حين يمضى ثلث الليل الأوَّل فيقول: أنا الملك، أنا الملك، مَن ذا الذي يَدعُوني فأستَجِيب له؟ مَن ذا الذي يسألني فأُعطِيَه؟ مَن ذا الذي يستَغفِرني فأغفِرَ له؟ فلا يَزال كذلك حتى يُضيء الفجرُ. ألستَ تُرِيد شيئًا من ربِّك؟ ألاَ تريد مالاً؟! ألاَ تريد زوجةً؟! ألاَ تريد أولادًا؟! ألاَ تريد صحةً؟! الله - عزَّ وجلَّ - هو الذي يُرِيد قضاءَ حاجتك، ما عليك إلاَّ أنْ تسأل، فاسجُدْ لله في جَوْفِ الليل واقترب؛
· وللتكبير بالذات قيمةٌ عالية جدًّا في هذه الأيام، وذكَر البخاري في باب فضل العمل في أيام التشريق: وقال ابن عباسٍ واذكُرُوا اللهَ في أيَّامٍ معلومات أيَّام العشر، والأيَّام المعدودات أيَّام التشريق، وكان ابنُ عمر وأبو هُرَيرة يَخرُجان إلى السوق في أيَّام العشر يُكبِّران، ويُكبِّر الناس بتَكبِيرهما، وكبَّر محمد بن عليٍّ خَلفَ النافِلَة. وأعظَمُ الذِّكر قراءةُ القرآن الكريم.
· إنَّنا مأمورون بالتشبُّه بالحجَّاج في أعمالهم الظاهرة ومن باب أولي في مقاصد أعمالهم؛ عن أمِّ سلمة أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجَّة وأراد أحدُكم أنْ يُضحِّي، فليُمسِك عن شَعرِه وأظفاره))؛ مسلم.