متلازمة المثانة المؤلمة (Painfull Bladder Syndrom) او مايعرف ايضا بالتهاب المثانة الخلالي Interstitial Cystitis)) من أشد الحالات البولية الما وأصعبها تشخيصا ومعالجة. فهي منتشرة في كل أنحاء العالم وتصيب الملايين من النساء خاصة وتنغص حياتهن وتؤثر على جودتها بدرجة عالية وتدفعهن إلى اليأس والاكتئاب وتسبب لهن الاضطرابات النفسية والجنسية والمشاكل الزوجية والعائلية والاجتماعية والمهنية. وتقدر نسبة الاصابة بها بحوالي 4 ملايين امرأة في الولايات المتحدة وحدها. وقد تظهر تلك الحالة المريرة أحياناً عند البنات بعد سن 18 سنة وايضا عند الرجال وتشكل لغزا للطبيب المعالج وتحديا في التشخيص والمعالجة لأن اعراضها السريرية شبيهة بعدّة أمراض بولية أخرى والوسائل العلاجية التقليدية تبوء بالفشل في أغلب تلك الحالات بسبب الخطأ في التشخيص الدقيق واتباع المعالجة الصحيحة وترابط تلك الحالة بعدة أمراض نفسية تفوق شدتها أغلب الحالات الطبية المزمنة مثل مريض الفشل الكلوي المزمن. وأول وسيلة في تشخيصها يقوم على الاشتباه بها من قبل الاخصائي في جراحة الكلى والمسالك البولية يليها القيام بعدة تحاليل لاثباته كما سنشرحه لاحقا.
أسباب التهابات المثانة الخلالي:
أسباب التهابات المثانة الخلالي:
لا تزال اسباب تلك الحالة مجهولة رغم الأبحاث والدراسات الكثيفة حولها في أشهر المراكز الطبية في العالم وعقد العديد من الندوات الطبية ونشر العديد من الاطروحات والمنشورات عن اعراضها وتشخيصها ومعالجته. ومن أهم الفرضيات حول أسبابها حصول تشوه في بطانة المثانة تسمح للبول في ارتشاح عضلاتها والغشاوة التي تقع تحت البطانة فيهيّج أعصابها أو يحث بعض أعصاب المثانة الكامنة وهي من فئة "ج" لافراز مادة "ب" التي تزيد حساسيتها للوجع والتوتر العصبي، ومن النظريات الاخرى أسباب مناعية ذاتية أو فرط تأثير الجهاز الودي العصبي أو التهابات جرثومية نادرة لا يمكن تشخيصها بالتحاليل والمزرعة البولية التقليدية، أو تسرب بعض المواد البولية وأهمها البوتاسيوم عبر البطانة المشوهة وتأثيره العام على الاعصاب أو حصول تنشيط متزايد للاعصاب الحسية داخل المثانة المسؤولة على انتقال الشعور بالألم والحاجة إلى التبول إلى مركز الدماغ. وهنالك خلايا التهابية خاصة تدعى الخلايا السارية (Mast Cells) التي قد تلعب دورا مهما في حدوث تلك الحالة فضلا ان بعض الاخصائيين شددوا على ترابط القصور الوعائي بها.
أعراضها السريرية:
تتميز اعراض التهاب المثانة الخلالي بالالحاح الشديد على التبول وتكراره 8 مرات في النهار على الأقل وأكثر من مرتين أثناء النوم مع وجع في الحوض وأثناء التبول وذلك لمدة تزيد على ستة أسابيع خصوصا مع اهمية تحقق الشروط التالية لتحقق التشخيص: ان تتعدى المريضة 18 سنة من العمر وفي غياب أي التهابات جرثومية أو حصيات أو أورام في المثانة أو الاحليل أو الرحم وإذا لم تتلق المريضة أي معالجة اشعاعية أو كيميائية في الماضي ومن الأعراض الأخرى لهذه الحالة حصول الحاح بالتبول عندما تملأ المثانة بحوالي 150 ميليلتر من البول فقط وإذا لم تتعد سعة المثانة القصوى 350 ميليلتر وإذا ما خف أو زال الألم في المثانة بعد التبول. واما عند الرجال فالأعراض السريرية تشبه أعراض التهاب البروستات المزمن غير البكتيري مع حرقان البول والآلام في العانة واسفل البطن والخصية والمستقيم والاحليل. ان التهاب المثانة الخلالي يمثل سلسلة متصلة أي مرض تدريجي تقدمي يحدث على مراحل متعددة من العمر وقد تظهر أولاً كالحاح بسيط في التبول مع أو بدون ألم أو بروز وجع في الأحليل أو المهبل أو العضو الذكري أو الصفن أو في المنطقة فوق العانة واسفل البطن والظهر والمناطق الأربية.ان تلك الأوجاع قد تحصل بطريقة متقطعة أي انها قد تزول تلقائيا لمدة من الزمن ثم تظهر فجأة خصوصا في أول مراحل المرض وقد ينسبها الأطباء إلى أمراض بولية أو نسائية أخرى خطأ خصوصا إذا ما اشتكى المريض أو المريضة من ألم الحوض المزمن مع حدوث أعراض بولية قد توحي بوجود التهاب مزمن أو تضخم في البروستات أو البطانة المهاجرة في الحوض عند النساء. وقد اجمعت آراء أغلب الخبراء ان أهم عوارض تلك الحالة السريرية هي الالحاح الشديد على التبول مع تكراره لأكثر من 8 مرات في النهار، وأكثر من مرتين في الليل مع حدوث آلام في المثانة والحوض قد تزول بعد التبول، وذلك في غياب الآفات أو الأمراض في المثانة أو الجهاز البولي والتناسلي. وعدم تجاوب الأعراض للمسكنات والمضادات الحيوية ومثبطات مستقبلات ألفا واحد وغيرها ولكن تلك الأوصاف قد تنطبق على عدة حالات بولية أخرى ولا تشكل أعراضاً دقيقة لالتهاب المثانة الخلالي، فذلك يشدد ضرورة اجراء تحاليل بولية اضافية وغيرها من الفحوصات لاثبات التشخيص قبل القيام بأي معالجة. وقد أظهرت دراستان من جامعة "هارفرد" وجامعة "أيوا" في الولايات المتحدة ان لتلك الحالة تأثيراً سلبياً شديداً على جودة حياة النساء المصابات بها حيث انها تمثل تلازماً مزمناً ومضعفاً يحد من النشاط الجسدي والمتعة والحيوية والنشاط الاجتماعي وقد تسبب الاكتئاب الشديد واليأس والقنوط وفقدان الطاقة والتعب الجسدي والصعوبة في التركيز والأرق أو النعاس الشديد أثناء النهار وأحيانا تراود المرضى أفكار انتحارية .