تشبه فيروسات التهاب الكبد ( HHVs ) فيروسات العائلة بيكورنافيردي في كثير من المواصفات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية وذات جسم كروي ، كما يشبهها أيضاً في الشكل العام لدورة الحياة وآلية استحداث المرض التي قد تمر بمراحل التصاق جسم الفيروس بجدار الخلية العائل ثم دخوله إلى داخل سيتوبلازم الخلية بعد نزع السترة البروتينية ، وبعدها يتحرر الحامض النووي RNA سابحاً في سيتوبلازم الخلية المضيفة ، ومن ثم تتم عمليات الترجمة والاستنساخ ابتداء من دخول الفيريونات (Virions) إلى داخل نواة الخلية الحية ، وبعد اكتمال جسمية الفيريون الممرض يترك الخلية العائل إلى الوسط المحيط بها مغادراً إياها ليدخل خلية سليمة أخرى باعتبارها ضحية جديدة لينقض عليها . إضافة إلى الفيروسات (HHVs) هناك عدد غير قليل من الفيروسات يمكنها أن تحدث إصابة مرضية للكبد في الإنسان فالفيروس (EBv) والفيروس (CMv) غالباً ما يسببان أعراضاً مرضية واضحة في الكبد كجزء من اعتلالات نووية (Mononucleosis) . وتم ضم الفيروسات الرئيسية ضمن المجموعة العكسية المسماة (Diverse Grogq) . لقد تم لوقتنا الحاضر تسمية خمسة أنواع من الفيروسات كلها تسبب التهاب الكبد في الإنسان (HHv) مرتبة حسب الحروف الهجائية الانجليزية وهي فيروس A ، B ، C ، D ، E وذلك تبعاً لحداثة تشخيصها بمساعدة المجهر الالكتروني والتقنيات المعملية الجديدة .
فيروس A Hepatitis A Virus :
يعتبر هذا الفيروس هو أول أنواع الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد الحاد في الإنسان ، إذ يتسبب بإصابات الكبد المستعصية والوبائية في آن واحد. يعتبر مرض التهاب الكبد الفيروسي من الأمراض المعروفة منذ الأزل ولكن الفيروس الممرض بقي غير معروف حتى تمام تشخيصه في أوائل السبعينيات (1970م). ففي البداية تم تصنيف فيروس A على أنه Entero virus 72 اعتماداً على خواصه الطبيعية والبايوكيميائية بعد ذلك تم اعتبار عدة اختلافات ساعدت على عزله من الموقع التصنيفي الكلاسيكي . حالياً تم وضع فيروس A مع جنس جديد اسمه (Hepatovirus) ضمن العائلة Picomaviridae. ومن المحتمل جداً أن يتم ضم كل فيروسات التهاب الكبد في عائلة منفصلة يطلق عليها اسم (Hepatovirus) . (د. كامل التميمي) .
إن فيروس التهاب الكبد (A) يتسبب بالتهابات حادة. فترة حضانته شهر واحد حيث تظهر الأعراض التي يمكن التحري عنها مخبرياً. ومن هذه الأعراض الفقاعات التي تظهر في نسيج الكبد. غالباً ما ينتقل الفيروس عن طريق الدم. لقد ثبت في أوروبا وأمريكا ظهوره في دماء بعض المصابين بالهيموفيليا .
ينتقل الفيروس (A) بواسطة الغذاء ومياه الشرب الملوثة ، يكمل الفيروس دورته في المحيط الذي يفتقر إلى الشروط الصحية وبذلك يتم إصابة الإنسان في مراحل الطفولة والشباب. ثبت مؤخراً انتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عبر العملية الجنسية خاصة اللواط . كما يعتبر الفيروس (A) من فيروسات التهاب الكبد النوادر الذي يمكن زراعته في خلايا الكليتين التي تعود للقرد الأفريقي الأخضر (A.G.M) .
فيروس B Hepatitis B virus : يؤثر هذا الفيروس على الحامض النووي DNA لخلية الكبد في الإنسان المصاب. حيث يؤدي إلى إصابات حادة ومزمنة تنتهي بالتشوهات السرطانية فترة حضانة هذا الفيروس أطول من سابقة (HAV) حيث تصل إلى 45-120 يوم. ينتقل بواسطة الدم ، تم تشخيص هذا الفيروس في البعوض كما ثبت أنه ينتقل بالعملية الجنسية أيضاً. ولذلك يتسبب بالإصابات المزمنة والمستوطنة في الذكور الذين يتعاطون اللواط والإناث اللاتي يتعاطين الزنا ، وكذلك الذين يتعاطون المخدرات بالحقن (حقن الوريد) مع النساء والرجال على حد سواء .
إن ميكانيكية النقل ، الانتقال في هذا النوع تتسبب بالإصابة الفيروسية المعروفة باسم (Hiv) . إذ أن تركيز الفيروس (HBV) في الدم وفي سوائل الجسم المصاب أكثر بكثير عما عليه الفيروس (Hiv) . وبهذا تشكل الإصابة مشكلة كبيرة. وعليه يعتبر هذا الفيروس من الفيروسات الشائعة في مختبرات الفايرولوجي. علماً بأنه أكثر شيوعاً في عيادات طب الأسنان حيث ينتقل عبر العمليات الجراحية لجوف الفم والأسنان .
وفيروس B عبارة عن أجسام كروية قطرها حوالي 47 نانومتر تمتلك عدة أجسام مضادة (Antigens) ذات أهمية ملموسة في الإصابة والتشخيص. أما من ناحية تشريحية فيظهر غلافها مكون من ثلاث طبقات ببتيديه يطلق عليها اسم
Antigen = HBS Ag Hepatitis B Sufface
Antigen = HBc Ag Heppatitis B core
Antigen = Hbe Ag Hepatitis Be
لم يتم حتى الآن وبنجاح زراعة هذا الفيروس مخبرياً على الأوساط الغذائية الصناعية. ولكن الأنتجين والأجسام المضادة قد تساعد كثيراً في أعمال التشخيص. علماً بأن الحامض النووي DNA والأنزيم بوليميريز DNA-Polymerase وإن تمت بعض الدراسات عليهما ، لكن لم ينجح الدارسون بالحصول على نتائج دقيقة في القياسات البحثية . على أية حال. لقد تم توثيق بعض الدراسات المتعلقة بالبيولوجيا الجزئية على هذا الفيروس .
فيروس C Hepatitis C virus :
أنه لمن الصعب جداً تشخيص هذا الفيروس مقارنة بفيروسات A ، B فلولا فضل التقنيات الجديدة والمتجددة التي جاءت بها البيولوجيا الجزئية واختبار حيوانات الشمبانزي. حيث وجد الباحثون أنه من السهل جداً انتقال الفيروس هذا بواسطة دم الحيوانات المختبرة ، وبفضل المكتبة الوراثية للحامض النووي DNA تم تشخيص CDNA في الدم كمصدر للأجسام المضادة التي لا تحملها فيروسات النوعين A ، B على التوالي .
حسب درجة انتشارها وتواجدها الجغرافي في العالم ، تم تصنيف ستة أشكال زائداً تحت الأشكال (11 Sub-Types) إذ وجد أن كل من الأشكال Type 1,2,3 على التوالي منتشرة على كل أجزاء سطح المعمورة مسببة معظم حالات الإصابة المرضية (التهاب الكبد الفيروسي) بنسبة 60% من مجموع الإصابات . بينما الشكل 4( Type4) وجد أنه يتواجد بمنطقة الشرق الأوسط والشكل (Type5) في جنوب أفريقيا والشكل (Type6) في منطقة هونج كونج فقط. إن الوبائية التي تنتج عن هذا الفيروس لها شبه كبير بالوبائية التي عليها الفيروس (B) مع بعض التباين وهي :
1 انتقالهما (C,B) بواسطة سائل الدم في الحيوانات المختلفة .
2 احتواؤهما على جلوبيولين المناعة .
3 العمليات الجراحية .
4 التفاعلات الدوائية في الأوردة الدموية .
5 انتقالهما بواسطة العمليات الجنسية .
6 ينتقلان عموماً من الأم الحامل إلى جنينها .
7 قد يسبب الحالات السرطانية كنتيجة نهائية لإصابة الكبد .
8 يستجيب الفيروس للعلاج بواسطة الانترفيرون من نوع 2-1 خاصة إذا كان الفيروس محدد التركيز والانتشار في موقع الإصابة . وإن كانت الفحوصات السريرية ذات جدوى لكن بفضل تقنيات البيولوجيا الجزئية ، تم تشخيص الكثير عن هذا الفيروس فقد وجد أن الجيل الأول لأنزيمات المناعة ينقصه أفق الحساسية والخصوصية. بينما الجيلان الثاني والثالث أوضح اختفاء CRNA في دم المرضى موضوع الدراسة والفحص .