أصبحت الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة تشغيل أندرويد في الأونة الأخيرة هدفا لهجمات قراصنة الانترنت، ربما تكون هذه الظاهرة هي الجانب السلبي للنجاح الذي حققه نظام التشغيل الذي ابتكرته شركة جوجل لخدمات الانترنت ويشكل منافسة قوية لأنظمة تشغيل شركة أبل.
ويستغل قراصنة الانترنت أن كثير من مستخدمي الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة أندرويد يعمدون إلى تحميل التطبيقات والبرامج المختلفة على هواتفهم عبر الانترنت دون التحقق في البداية من سلامتها، وهي مسألة يمكن أن تنطوي على عواقب كارثية بالنسبة لأجهزتهم.
وتمثل لعبة "الطيور الغاضبة" التي تعمل على الهواتف الذكية ستارا مثاليا يستغله قراصنة الانترنت، ونظرا للإقبال الشديد على هذه اللعبة، عمد مجرمو الشبكة العنكبوتية إلى طرح برامج مشابهة لهذه اللعبة الشهيرة التي ابتكرتها شركة "روفيو"، ولكنها في حقيقة الأمر برامج تجسس على المستخدمين الغافلين.
وفي حقيقة الأمر أن جميع الهواتف الذكية تتعرض لتهديدات قراصنة الشبكة الدولية، ولكن أنظمة أندرويد تمثل هدفا واضحا نظرا لأنها تعمل حاليا على 43% من الهواتف الذكية الموجودة في الأسواق، كما أنها تتميز بانفتاحها على شبكة الانترنت.
وتنفي شركة جوجل أن يكون نظام تشغيلها أندرويد غير آمن، وتؤكد أن التطبيقات التي يتم تنزيلها على الهواتف تعمل بشكل منعزل عن بعضها البعض، ولها اتصال محدود للغاية بنظام التشغيل.
إن التطبيقات والبرامج غير الآمنة تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة للهواتف الذكية، ويؤكد أنها "يمكن أن تؤدي إلى فقد المعلومات" على الهاتف. ويستطيع قراصنة الانترنت التسلل إلى الهواتف الذكية والاطلاع على قائمة أرقام الهواتف أو تاريخ التصفح وغيرها من البيانات الشخصية الخاصة بالمستخدم. إن هناك خطورة أيضا على الشئون المالية الخاصة بالمستخدم حيث أن "برامج التجسس يمكن أن تصل إلى البيانات الخاصة بالمعاملات المالية للمستخدم أو أن تبعث برسالة نصية ذات تكلفة عالية إلى أماكن في الخارج على سبيل المثال". ورغم أن هذه العدد يعتبر ضئيلا مقارنة بالفيروسات التي تستهدف أجهزة الكمبيوتر، إلا أنه من المتوقع أن تتزايد هذه المخاطر في السنوات المقبلة.