الثلاثاء، مارس 16، 2010

ألف يوم يا غزة

يوم وراء يوم يا غزة وأنت رمزاً للصمود والثبات، يوم وراء يوم يا غزة وأنت رمزاً للعزة والكرامة، يوم وراء يوم ياغزة وحصارك عار علي جبين العرب ، يوم وراء يوم يا غزة ومعبرك مصفد بسلاسل إخوانك الذين خضعوا لأعداءك، يوم وراء يوم يا غزة والمسلمون في وهن حتي سالت دماءك فلا من معتصم، يوم وراء يوم يا غزة وأهل السلطة في تناحر وفضائحهم تفوح - وما خفي كان أعظم-، يوم وراء يوم يا غزة ووسيط المصالحة يخيب أمالك، ويضيق خناقك، ويجعل رجالك مكتوفي الأيدي.
ألف يوم مرت علي الحصار والتشريد والتجويع والإذلال لأبناء غزة ، ولما كل هذا؟ .
لخوض حركة حماس الإنتخابات وفوزها بتشكيل الحكومة !.
إن خوض الإنتخابات حق مكفول لكل مواطن، وفوزه مرهون بما قدمه لشعبه ووطنه،أو ما لديه من رؤية مستقبلية يجيد عرضها.
أما أن يُحاصرَ الشعب ويُوضع جبراً في حرب لا مناص منها، وفي ظل صمت دولي وتخاذل عربي، لأمر يضع العاقل في حيرة بعض الوقت.
ولكننا عندما نقرأ قول الله عزَ وجلَ (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا) [سورة المائدة – آية 82]،
وقوله سبحانه وتعالي (ولَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ)[ سورة البقرة – آية 120]، فسوف تزاح الغمامة من فوق العيون ولن يحتار عاقل ويعلم حقيقة الأعداء وأعوانهم.
إن الخزي والعار في أفرادٍ يمثلون الشعب ويتحدثون بلسانه ثم يقومون بالتعاون مع العدو بصورة مباشرة وغير مباشرة في تحقيق أهدافه ، و إجراء مفاوضات معهم مباشرة وغير مباشرة أيضاً.
إن السلطة الفلسطينية أهدت لليهود ما لم يستطع أن يفعله شارون وشامير وألمرت وأعوانهم .
فقد قامت السلطة الفلسطينية بالتعاون مع قوات الاحتلال بتطبيق روح أوسلو وهو الجانب الأمني بالتعاون مع ديتون وبتنسيق ودعم أوروبي وعربي وتحت مسئولية مباشرة من رئيس وزراءها المفروض علي الشعب - سلام فياض.
وقامت السلطة الفلسطينية بتفكيك جميع قوى المقاومة ومصادرة الأسلحة والأموال بالضفة بما فيها تلك الخاصة بحركة فتح فضلاً عن باقي الفصائل.
وقامت السلطة الفلسطينية بتطهيرها - علي حد قولها - الأجهزة الأمنية بالضفة من كل من سبق واشترك في مقاومة الاحتلال ، حتي صارت مقاومة الإحتلال نجاسة وعار يجب تطيرها والكف عنها.
وقامت السلطة الفلسطينية بتغيير الأجهزة الإدارية وتطهيرها من أفرد حركة حماس وأمثالهم- علي حد قولها أيضاً- بحيث تتناسق مع طبيعة المرحلة القادمة والتخلص من كل من يذكر بمرحلة الانتفاضة ومقاومة الاحتلال المشئوم.
وقامت السلطة الفلسطينية بتقسيم الشعب بالضفة إلى عشائر ومناطق بل إلى قرى بحيث لا يمكن أن تتواصل مع بعضها البعض ويسهل التعامل مع كل منها على حدة وحصر من يفكر أن يتعاون مع المقاومة أو يعترض جندي من جنود الإحتلال.
لم ترفع السلطة الفلسطينية صوتاً مطالباً برفع الحصار عن إخوانهم الغزويين، حتي صارت الحياة في غزة لا تطاق ، فقطع الكهرباء وغلق المياة ومنع الإمدادات بالطاقة الازمة وغيرها أصبحت سمة يومية لغزة وأهلها، حتي تتعطل حياتهم ويتعرضون للضغوط الحياتية، فيفض الكيل وتضيق الصدور فينقلبون علي من بيدهم تسير الأمور في غزة- هكذا يريدون- ولكن الله سبحانه وتعالي خيب ظنهم وأضعف حيلاتهم، فصار أهل غزة رمزاً للصمود ، وقوةً في تحمل المشاق وقدرة فوق الصعاب، وهامة عالية فوق المتاعب والأهوال.
لقد رفضت السلطة الفلسطينية – في بادئ الأمر- مناقشة تقرير جولدستون الذي يفضح فيه الجرائم اللأخلاقية اليهود في حربهم وإبادتهم لغزة وأهلها .
لما كل هذا ؟ ومن يأخذ علي أيديهم؟ ومن يوجهم التوجيه الصحيح؟
إن الحكومات العربية والإسلامية لمسئولة من الدرجة الأولي – وليس غيرها - عن كل ذلك ، ومسئولة عن الحال الذي وصل إليه شعب فلسطين الأعزل من تشتيت وضياع، وتشريد وإنقسام، ومسئولة عن التفريط في أي شبر من الأرض، وذلك انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تقتضي إعلاء المصلحة العليا للعرب والمسلمين ومن ثم للشعب الفلسطيني.
إن الدور الذي ننشده من الحكومات العربية تجاه فلسطين وشعبها الأعزل لن تقوم أمريكا أو الإتحاد الأوربي أو المجتمع الدولي بديلاً به ولن يكون لغيرهم ، وهي مسئولية أمام الله سبحانه وتعالي وأمام الشعوب العربية التي لن تغفر لهم يوم تخاذلهم تجاه إخوانهم، يقول الله عز وجل: (وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإن بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ) [سورة الحجرات- آية 9].
ألف يوم ياغزة مر بنا ونحن في حسرة ، وأنت في عزة.
ألف يوم يا غزة وأيدينا إلي الله بالدعاء مرفوعة، وأيدي الحكومات مكتوفة .
ألف يوم يا غزة ودماءك تسيل، ولكنها تكتب شهادة النصر بقلمك الأبيِّ.
ألف يوم يا غزة وأنت في صحة وعافية إن شاء الله.
ألف يوم يا غزة ولك الله.