يعتبر مرض خشونة الركبة من أكثر أمراض العظام شيوعاً لدى كبار السن حيث تصل نسبته إلى 60% لدى كبار السن، ولا يكاد يخلو بيت من أحد المصابين بهذا المرض في مجتمعنا. وهذا المرض يتسبب في آلام عند الوقوف والمشي والحركة وصعود السلم وقد يؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف أو المشي في مراحله المتأخرة. وعلى الرغم من أن الأعراض التي يشعر المريض أو المريضة بها قد يمكن التحكم بها عن طريق العلاج التحفظي غير الجراحي في المراحل الأولى للمرض. إلا أنه في المراحل المتقدمة وعندما يفشل العلاج التحفظي فإن التدخل الجراحي يكون هو الأمثل وذلك عن طريق عملية مفصل الركبة الصناعي والتي يتم من خلالها إزالة الأجزاء المريضة من الغضروف وتلبيس أجزاء المفصل بطبقة معدنية طبية مصنوعة من مادة التيتانيوم. هذه العملية تعتبر من أنجح العمليات في تاريخ الطب الحديث ويتم اجراؤها لمئات الألوف من المرضى سنوياً في جميع أنحاء العالم وتبلغ نسبة نجاحها ما فوق الخمسة والتسعين في المائة . إلا أنه من الملاحظ أن الكثير من المرضى كبار السن والمصابين بهذا المرض يترددون كثيراً في الإقدام على هذه الخطوة برغم حاجتهم الماسة لها وذلك لكثير من الأسباب الناتجة عن التخوف والمعلومات الخاطئة. وقد أظهرت احدى الدراسات التي قمنا بها على 230مريضاً من المصابين بخشونة متقدمة والذين هم بحاجة ماسة إلى هذه الجراحة بأن ما يقارب السبعين في المائة من هؤلاء المرضى كانوا مترددين أو رفضوا اجراء الجراحة لأسباب متعددة منها الخوف من فشل العملية أو الاعتقاد بأن هذه العمليات تمثل خطورة على الحياة أو الخوف من تصلب المفصل وعدم القدرة على تحريكه بعد العملية. كما أن بعض المرضى كانوا تحت الاعتقاد بأنهم متقدمون في السن كثيراً لمثل هذه العمليات أو أن التي يشعرون بها ليست شديدة بما فيه الكفاية أو انهم يخافون من التخدير خلال العملية. وعلى الرغم من أنه من الطبيعي ان تكون لدى المريض كثير من التساؤلاء والتحفظات على أي جراحة كبيرة إلا انه من واجب الطبيب المعالج توضيح الحقائق للمريض وشرح خطوات الجراحة وفوائدها والمضاعفات المحتملة والاجراءات التي يتم اتخاذها لتفادي هذه المضاعفات لكي يتمكن المريض أو المريضة من اتخاذ القرار المناسب ليساعد نفسه على التحسن .