الاثنين، مارس 29، 2010

استهلاك الأسماك الغنية بأوميجا-3 يخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب تساعد على توازن ضغط الدم وتقي من نوبات الربو وتخفف من ألم المفاصل

التونة
لاحظ البحاث أن سكان الأسكيمو في جرين لاند لديهم معدلات ضئيلة جداً من أمراض القلب ، وكذلك انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان أو مرض السكري على الرغم من أن غذاءهم يحتوي على كمية كبيرة جداً من الدهون ، بدأ الاهتمام بالأحماض الدهنية الأساسية. حيث اكتشفوا أن غذاءهم غني بحمضي إيكوزابنتانويك وديكوزاهكسانويك وهي من مجموعة أوميجا-3 والموجودة في أسماك المياه الباردة والثدييات البحرية التي تمثل الجزء الأكبر من غذاء الأسكيمو . ولقد أكدت الدراسات في كل من هولندا واليابان والسويد أنه كلما زاد استهلاك الأسماك الغنية بأوميجا-3 كلما انخفضت نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وأوضحت الدارسات أن حمض الإيكوزابنتانويك يعمل على منع التصاق الصفائح الدموية بجدار الشرايين الدموية حيث أن الصفائح الدموية هي خلايا دموية تمكن الدم من التجلط والتجمع مما يساعد على تصلب الشرايين ويعمل حمض الإيكوزابنتانويك كمسيل طبيعي للدم. وقد أبدت دراسات عديدة أن زيت السمك سواء تناوله الشخص في السمك أو كمكمل غذائي أفضل من الأسبرين في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب حيث لا يصاحب بقرح المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي أو فقر الدم أو أي آثار جانبية أخرى تحدث عند تناول الأسبرين كمرقق للدم. وأفادت الدراسات التي استخدم فيها زيت السمك مع الأسبرين أن الخليط أكثر فاعلية من الأسبرين وحده.
كل هذه العوامل تجعل من زيت السمك الاختيار الأفضل والأكثر أماناً في الوقاية من أمراض الجهاز الدوري لدى الأشخاص المعرضين للإصابة مع الأخذ في الاعتبار أن حمض الايكوزابنتانويك يخفض المستويات العالية للدهون الثلاثية الذي يعتبر عامل الخطورة في الأمراض القلبية.
توجد أحماض أوميجا-3 الدهنية في الأسماك وبالأخص أسماك المياه الباردة والرنجه والسالمون والتونة وسمك الماكريل والجمبري والبكلاه والسردين وهذه الأسماك تحتوي على مستويات عالية من حمض إيكوزابنتانويك. كما أن بعض الزيوت النباتية مثل زيت اللفت وزيت بذر الكتان والجوز وزيت الزيتون وزهرة الربيع تحتوي على نفس الحمض.
لقد خرجت الآثار العلاجية لأوميجا-3 إلى النور بعد ستينيات القرن الماضي عندما اكتشف الباحثون أن من يتبعون حمية البحر المتوسط التي تحتوي كثيراً من السمك والزيوت النباتية غير المشبعة الأحادية المذكورة أعلاه ، يكون معدل التعرض لأمراض القلب والأمراض الأخرى منخفضاً لديهم.
الجمبري
وقد أرجعت كثير من المنافع مباشرة لأوميجا-3 حيث تخفض أوميجا-3 بشكل نوعي الدهون الثلاثية المعروفة بالجلسريدات الثلاثية والتي تتشكل في مجرى الدم وكذلك البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة أو ما يعرف بالكوليسترول الضار(LDL) الذي يؤدي إلى تكون الترسبات الدهنية في الشرايين. إن ارتفاع الجلسريدات الثلاثية والبروتينات الشحمية منخفضة الكثافة تعتبر عوامل خطر لحدوث أمراض القلب الوعائية. كما أن أوميجا-3 تمنع من تكوين جلطات بغير ضرورة والذي إذا استقرت في الأوعية الدموية يمكن أن تحدث نوبات قلبية وسكتات دماغية. كما أن لأوميجا-3 أيضاً خواص مضادة للالتهاب فقد تفيد في السيطرة على التهاب اللويحات التي تسبب انسداد الشرايين.
في دراسة كبيرة مستمرة لآلاف الأطباء الأمريكيين أجراها باحثون في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية ، كان الذين تناولوا السمك مرة على الأقل كل أسبوع في خطر أقل بنسبة 52% للإصابة بالنوبات القلبية وبنسبة 43% للإصابة بالسكتة مقارنة بهؤلاء الذين تناولوا السمك مرة كل شهر أو أقل.
وقد وجدت هذه الدراسة المسماة دراسة صحة الأطباء أن الرجال الذين كانوا تناولوا السمك حتى مرة واحدة في الشهر كان احتمال إصابتهم بسكتات سببها انسداد الأوعية الدموية المتجهة للمخ أقل بنسبة 43% من الرجال الذين تناولوا السمك أقل من ذلك . وقد وجدت نتائج مشابهة تقريباً لدى النساء.
لقد تبين أن تناول السمك أو مكملات أوميجا-3 يساعد على تخفيض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع ضغط الدم وقد يمنع أيضاً تطور الحالة. كما يمكن أن تقي أوميجا-3 من نوبات الربو وذلك عن طريق تقليل الالتهاب في المسالك الهوائية.
السلمون
وقد وجد أن تناول جرعات كبيرة من مكملات أوميجا-3 أنها تخفف من ألم المفاصل الرومايتودي وتيبسها ، حتى أنه يمكن لبعض مرضى التهاب المفاصل تخفيض عدد الأدوية التي يتناولونها وحتى في بعض الحالات إيقافها عندما يتناولون مكملات أوميجا-3 . كما أن أوميجا-3 يمكن أن تريح جرعات كبيرة منها أعراض مرض كرون وهو التهاب مزمن في الجهاز المعوي المعدي. كما وجد أن هذه المكملات تمنع ارتداد مرض كرون بعد جراحة الأمعاء.
يجب أن تحتوي مكملات أوميجا-3 على فيتامين د من أجل منع تغير خصائصها ويتم تناول هذه المكملات مع مكملات فيتامين ه من أجل منع الأكسدة داخل الجسم . تحتوي كل كبسولة من كبسولات زيت السمك على ما بين 180-400 ملليجرام من حمض إيكوزابنتانويك وما بين 120-300 ملليجرام من حمض ديكوزاهكسانويك.
الكمية المناسبة اليومية من أوميجا-3 هي ما بين 4-6 كبسولات ويقال انه يمكن استخدام 18 كبسولة أو أكثر من زيت السمك ولكن يجب عدم تناول هذه الجرعات إلا تحت إشراف طبي لاسيما إذا كان الشخص يتناول أدوية مرققة أو مسيلة للدم مثل الأسبرين أو الورفارين أو غيرها. إن الجرعة الآمنة من مكمل أوميجا-3 هي ثلاث كبسولات يومياً حيث يؤخذ كبسولة واحدة فقط قبل وجبات الإفطار والغداء والعشاء.