يعتبر الكبد أكبر عضو في جسم الإنسان حيث تزن قرابة الكيلوجرام ونصف الكيلو في الشخص البالغ وتقع في الجانب العلوي الأيمن من تجويف البطن.
وللكبد وظائف عديدة أهمها التصنيع، حيث تصنع الكبد مواد ضرورية للجسم كالبروتينات وعوامل التخثر والهرمونات. التخزين، مثل تخزين الجلايكوجين (وقود الجسم) والدهون وغيرها. التنقية، حيث تقوم الكبد بتنقية الجسم من السموم والأدوية والمواد الضارة وتساعد على إفرازها عن طريق البول أو الصفراء. تفرز الكبد المادة الصفراء الضرورية الهضم الدهون وبعض الفيتامينات ويتم تخزينها في المرارة إلى حين الحاجة.
ولكي تقوم الكبد بكل هذه الوظائف المختلفة لأنها تختلف عن غيرها من الأعضاء في الوضع والتركيب حيث تحصل على الدم من مصدرين: الوريد البابي والشريان الكبدي كما أنه يصرف ما وصل إليه من الدم مباشرة في الوريد الأجوف السفلي عبر الأوردة الكبدية.
وللكبد قدرة فائقة على تحمل الإصابة وتعويض ما يفقد من خلاياها بشكل فعال ولكنها كغيرها من الأعضاء عرضة لكثير من الأمراض.
يعتبر التهاب الكبد الوبائي (الفيروسي) من أخطر وأكثر الأمراض التي تسبب تلفا في خلايا الكبد والتي غالبا ما تؤدي إلى التهاب كبد حاد أو مزمن. وإذا ما كان الالتهاب مزمنا فإنه غالبا ما يؤدي إلى فشل نهائي للكبد وبالتالي الوفاة إذا لم يتم إجراء عملية زراعة كبد للمريض.
تنتقل العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) من المريض أو حامل الفيروس إلى الشخص غير المصاب عن طريق الدم أو اللعاب أو أي إفرازات من جسم الشخص المريض.
وبذلك فإن العدوى يمكن أن تنتقل بإحدى الطرق التالية:
- الاتصال الجنسي (وخاصة الشذوذ الجنسي) مع شخص مصاب بفيروس الكبد من النوع (ب).
- استخدام إبر مشتركة لتعاطي المخدرات وأخذ العلاجات.
- استعمال فرشاة أسنان أو موس حلاقة خاص بشخص مصاب بفيروس الكبد (ب).
- انتقال العدوى عن طريق نقل دم ملوث بالفيروس، وهذه الطريقة لانتقال العدوى أصبحت قليلة جدا بعد تطور طرق الكشف عن الفيروسات في دم المتبرعين.
- يمكن أن تنتقل العدوى بالفيروس للعاملين الصحيين من الجراحين واطباء الأسنان وموظفي المختبر عن طريق ملامسة الدم الملوث أو جرح اليد أو التعرض للوخز بإبرة ملوثة أثناء العلاج أو سحب الدم.
- تنتقل العدوى من الام المصابة بالفيروس إلى الطفل اثناء الولادة أو بعد ذلك أثناء الرضاعة.
لا تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد (ب) بمصافحة أو معانقة أو الجلوس بجانب الشخص المصاب بالفيروس أو حامل الفيروس.
يمكن أن تمر الإصابة بفيروس الكبد من النوع «ب» دون أية أعراض، لكن في كثير من الأحيان يشتكي المريض من أعراض تشمل الاحساس بالتعب والارهاق، الارتفاع في درجة الحرارة، فقد الشهية، آلام في البطن، غثيان وقيء، إسهال، اليرقان، اصفرار البول وتغير لون البراز إلى اللون الفاتح، واصفرار الجلد وملتحمة العين، اختلال في وظيفة الكبد يظهر على شكل ارتفاع في إنزيمات الكبد تستمر الأعراض أكثر من أربعة أسابيع وقد تطول إلى ثلاثة أشهر، وفي كثير من الأحيان تتطور إلى حالة مزمنة وخاصة عندما يتعرض الشخص للإصابة الأولى في عمر مبكر (قبل سن العاشرة من العمر). وهناك نسبة كبيرة من البالغين المصابين بفيروس التهاب الكبد (ب) الحاد يتخلصون من الفيروس.
ينصح المصاب بالتهاب الكبد الوبائي بالراحة التامة في بداية المرض وبتجنب الأطعمة الدهنية والغنية بالبروتينات.
تتم متابعة المرضى المصابين بالالتهاب المزمن بانتظام وعندما يظهر عليهم تأثر وظائف الكبد بالفيروس يمكن إعطاؤهم جرعات منتظمة من أدوية مضادة للفيروس. هذه الأدوية فعالة جدا في السيطرة على نشاط الفيروس.
من الممكن الوقاية بإذن الله من التهاب الكبد الفيروسي (ب) وذلك بواسطة التطعيم ضد فيروس الكبد (ب). وهذا التطعيم آمن وليس له آثار جانبية، ويتم إعطاؤه للشخص على شكل ثلاث جرعات، بين الأولى والثانية شهر، وبين الثانية والثالثة خمسة أشهر، أما بالنسبة للأطفال فيتم إعطاء الجرعة الأولى عادة بعد الولادة مباشرة والثانية في الشهر الثاني من العمر والثالثة ما بين الستة أشهر إلى سنة. وكذلك الابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة والابتعاد عن المخدرات وتجنب المشاركة في استعمال ابر الإنسولين وأدوات تحليل الدم بالنسبة لمرضى السكري وأيضا تجنب استعمال فراشي الأسنان وأمواس الحلاقة الخاصة بالأشخاص الآخرين.
الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الكبد الوبائي (ب)
لا يتم استخدام الأدوية لعلاج مرض التهاب الكبد الوبائي الحاد بسبب عدم خطورة المرض في كثير من الحالات. ولكن إذا كان قد تم تشخيصك بمرض التهاب الكبد الوبائي (ب) يجب أن تتابع طبيبك لإجراء فحوصات الدم اللازمة، وللتأكد من احتواء المرض.
أما مرضى التهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن، فقد يحتاج المريض بعض الأدوية لقمع الفيروس ومنع الإلحاق بمزيد من الضرر إلى الكبد. عادةً ما يكون العلاج مكونا من أكثر من دواء واحد، وذلك لزيادة فاعلية الدواء. لذلك يتحتم أن يذهب المريض إلى الطبيب بعد التأكد من إصابته بالفيروس عن طريق تحاليل الدم. وتشمل الأدوية المعالجة:
1- (انترفيرون ألفا - Interferon Alpha)
يعطى عن طريق الحقن بضع مرات أسبوعيا، لمدة من ٦ أشهر إلى عام وأكثر في بعد الأحيان. أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي أعراض مشابهة للأنفلونزا، الاكتئاب والصداع. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
2- (بيجيلتد انترفيرون Pegasys-pegylated lnterferon)
يعطى عن طريق الحقن مرة أسبوعيا، لمدة من ٦ أشهر إلى عام. أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي أعراض مشابهة للأنفلونزا والاكتئاب. يستخدم هذا الدواء للكبار فقط.
3- (لميفودين - 3HBV-Lamivudine Epivir):
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
4- (أديففير Hepsera-Adefovir Dipivoxil:
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار حتى الآن، وتجرى أبحاث على إمكانية استخدامه للصغار أيضاً.
5- (تينففير)، Tenofovir) Viread):
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
تجرى الآن أبحاث على الكثير من الأدوية الأكثر فاعلية والأفضل من حيث المضاعفات أو الآثار الجانبية.
التهاب الكبد الوبائي (ج) هو عدوى فيروسية يمكن أن تتسبب في حدوث تليف في الكبد. والالتهاب الكبدي الوبائي عادة ما ينتقل عن طريق الدم الملوث بالفيروس, المرض يمكن أن ينتشر أيضا:
على القش المشتركة أو غيرها من الأجهزة المستخدمة في شم الكوكايين.
عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي, ولكن هذا غير شائع لعمال الرعاية الصحية من خلال الأصابة بإبرة ملوثة
عن طريق نقل الدم - قبل سنة 1992, ولكن لأن تقنيات فحص الدم قد تحسنت, وفرصة التقاط العدوى عن طريق نقل الدم الملوث قد انخفضت إلى نحو واحد في 100،000.
الوشم على الجسم المصاب أو خارقة للمعدات بمجرد ما تعرضت لالتهاب الكبد, يستغرق أسبوعا إلى ثلاثة أسابيع قبل أن يتم الكشف عن الفيروس في الدم.
80٪ من الاشخاص الذين يصابون في الأجل القصير (الحادة) التهاب الكبد الوبائي يتطور إلى طويل الأجل (المزمنة) التهاب الكبد C. ومعظم هؤلاء الناس لا يعرفون أن لديهم هذا المرض بسبب التهاب الكبد الوبائي وعادة لا تسبب أعراضا. بعد هذه العدوى الصامتة لمدة 20 إلى 30 سنة, حوالي 30٪ من المرضى يحدث تليف الكبد, وأمراض الكبد الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة مثل سرطان الكبد.
الأعراض
حوالي 30٪ من المصابين يشتكون من أعراض مثل:
شعور عام بالضعف (الضيق).
اللون الأصفر للجلد (اليرقان).
ضعف الشهية.
التعب.
أقل من 20٪ من الاشخاص الذين يصابون بعدوى التهاب الكبد قادرون على تخليص أجسامهم من الفيروس تماما. هؤلاء لا يعانون من أي عواقب طويلة الأمد للمرض.
30٪ من المرضى على المدى الطويل تتطور لديهم أعراض عامة مثل فقدان الوزن, وضعف الشهية والتعب والمفاصل. معظم الناس ليس لديهم اي اعراض لمدة 20 الى 30 عاما بعد هذه العدوى, وعلى الرغم من هذا يقوم الفيروس ببطء بالأضرار بأكبادهم.
التشخيص
طبيبك سوف يسألك عن الأعراض المتصلة بالحاد أو المزمن لالتهاب الكبد الوبائي ومرض الكبد المتقدم. سوف يسأل عما إذا كانت لديك أي عوامل خطر لالتهاب الكبد الوبائي.
طبيبك سيبحث لك عن أدلة على اعتلال الكبد أثناء الفحص السريري مثل تضخم الكبد والطحال, وانتفاخ البطن, تورم الكاحل أو تلف العضلات.
التهاب الكبد (ج) ما تؤكده التجارب على يقين من أن العمل في واحدة من طريقتين. إما أنها اختبار وجود الفيروس في الدم ونسبته (البلمرة PCR) أو أنها الكشف عن مكافحة العدوى البروتينات (الأضداد) هذه الأجسام المضادة تشير إلى أنك قد تعرضت للفيروس في الماضي.
إذا كان لديك التهاب الكبد ج سيقوم الطبيب عمل اختبارات الدم لتحديد التهاب الكبد (C). اختبار الدم الخاص كما سيتم القيام به لتحديد النوع الفرعي للفيروس لديك, وأنواع فرعية مختلفة لها معدلات استجابة مختلفة مع العلاج. الخزعة الكبدية يتم ذلك قبل بدء العلاج الطبي. وهي قطعة صغيرة من نسيج الكبد يتم أخذها وفحصها في المختبر لتحديد درجة الالتهاب والتليف.
الوقاية
لا يوجد لقاح للوقاية من التهاب الكبد الوبائي ج, وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة لمنع هذا المرض هي تجنب عوامل الخطر.
خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من خلال النشاط الجنسي يبدو منخفضا, إلا للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو غيره من الأمراض المنقولة جنسيا. يجب عليك أن تناقش هذه الاحتياطات مع طبيبك.
الحق يقال الآن هذه هي أنجع السبل لمنع التهاب الكبد الوبائي:
لا حقن المخدرات غير المشروعة.
لا شم الكوكايين.
إذا كنت تفكر في ثقب الجسم أو الوشم, تأكد من أن الإجراء يتم باستخدام المعدات التي تم تنظيفها بشكل صحيح.
إذا كنت أحد مقدمي الرعاية الصحية, اتبع معيار احتياطات مكافحة العدوى (العباءات, والقفازات, وغسل اليدين, الخ) لمنع اختلاطها مع دم المريض.
لأن شرب الخمر يجعل من التهاب الكبد الوبائي الأسوأ من ذلك, الناس الذين لديهم هذا المرض يجب أن يتجنبوا استخدام الكحول تماما.
العلاج
ليس كل المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي يحتاجون الى علاج. إذا كنت مصابا, سيقوم الطبيب مناقشة الفوائد والآثار الجانبية للعلاج, طبيبك سوف يوصي بأن تتلقى التطعيم ضد التهاب الكبد ألف وباء للتقليل من فرص أنه سيكون لديك مزيد من تلف الكبد.
ألفا انترفيرون الآن فهو غالبا ما يكون مع العقاقير المضادة للفيروسات يسمى ريبافيرين (Virazole). حوالي ستين في المئة من المرضى الذين يأخذون هذا العلاج المركب سوف يتخلصون من الفيروس من دمائهم. المرضى المصابون بمرض وراثي 2 أو 3 لديهم أعلى معدل للاستجابة, في حين أن المصابين وراثي 4 أو1 هم أقل عرضة للاستجابة للعلاج.
عزيزي القارئ العلاج المبكر للمرض يقيك الفشل الكبدي وسرطان الكبد بإذن الله لذا ننصحك بمراجعة الطبيب إذا كان لديك أعراض التهاب الكبد, أو إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لشخص مصاب بالتهاب الكبد.
والمعهد الوطني الأميركي للصحة يوصي اختبار بعض المجموعات المعرضة للخطر من الناس لالتهاب الكبد الوبائي, بما في ذلك:
أولئك الذين تلقوا عمليات نقل الدم أو مشتقات الدم قبل عام 1992م.
يتعاطون المخدرات الذين يتعاطون المخدرات بالحقن أو شم الكوكايين.
الناس على المدى الطويل تصفية الدم مثل غسيل الكلى.
الأشخاص الذين لديهم تاريخ الجنس مع شركاء متعددين.
أزواج الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي.
الوقاية من أمراض الكبد الفيروسية.. ضرورة ملحة، وهدف ممكن التحقيق
د. أحمد حلمي سالم*
تعتبر الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي مشكلة صحية عالمية، ومما يؤسف له أن بلاد المسلمين، ومنها المملكة العربية السعودية، لم تسلم من هذه الفيروسات التي تتسبب في أمراض الكبد المزمنة وأورامه، وللإصابة بهذه الفيروسات أبعاد سلبية من النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية. ونركز في هذا المقال على الفيروسات «ب» و«ج» و«د»، نظرا لمضاعفاتها الخطيرة وطبيعتها المزمنة وارتفاع كلفة وصعوبة علاجها.
يمكن منع الإصابة بهذه الفيروسات بعدة وسائل: أولها حماية عدم المصابين بواسطة التطعيم الفعال والمتوافر ضد الفيروس الكبدي النوع «ب» والمصنوع بالهندسة الوراثية بجرعاته الثلاث وهو أيضا يحمي ضد الفيروس «د» حيث أن الفيروس «د» لا يكون فعالا إلا في وجود الفيروس «ب». وثانيها التعرف على حاملي الفيروس وتثقيفهم وتحديد الحالات المرضية منهم وعلاجهم حيث أنهم يمثلوا مصدر العدوى لغيرهم. وثالثها نشر الوعي الصحي في المجتمع خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للعدوى والتعريف بطرق انتشاره وإشاعة العادات الصحية السليمة والنهي عن الممارسات الخاطئة ومن ذلك ما يلي:
1. ارتداء القفازات الواقية عند لمس أو تنظيف أي دم، وفي حال عدم توفر قفازات ينصح عند تنظيف أي منطقة ملوثة بدم لشخص آخر باستخدم قطعة من القماش وكثير من الماء بعد التأكد من عدم وجود جروح في الأيدي.
2. تجنب استعمال أدوات الحلاقة (مثلا الأمواس) وفرش الأسنان أو أقراط الأذن ومقص الأظفار وأدوات الحجامة والوشم الخاصة بالآخرين.
3. يجب ألا يقوم المصاب بالفيروس بالسباحة في المسابح في حالة وجود جروح في جلده.
4. استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية إن كان أحد الزوجين مصابا بالفيروس أو حاملا له إذا كان الآخر ليس لديه مناعة ولم يتلق التطعيم بعد.
5. التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان والمناظير والأدوات الجراحية وأجهزة الغسيل الكلوي وغيرها.
وتعتبر الوسائل السابق ذكرها هامة وضرورية أيضا لمنع الإصابة بالفيروس “ج” فيما عدا عدم وجود تطعيم ضد هذا الفيروس رغم الجهود العالمية الكبيرة التي نرجو لها التوفيق. ومن فوائد الوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي أنها تؤدي بالتبعية إلى الوقاية من الإصابة بجميع الميكروبات التي تنتقل بنفس الطرق ومنها فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
مطلوب إعلان مشروع قومي للوصول لأقل معدلات الإصابة العالمية والتركيز على الأطفال واليافعين والإناث في مرحلة الخصوبة والإنجاب والفئات الأكثر عرضة وكذلك راغبي الزواج. يشمل المشروع محاور متوازية ومتكاملة منها توسيع دائرة برنامج التطعيم ليشمل الذين ولدوا قبل بداية التطعيم الإجباري، وفحص المنتجات الوافدة التي يتم حقنها عن طريق الوريد، والرقابة الدورية على إجراءات السلامة والتعقيم بالمراكز الصحية المختلفة ، وزيادة الوعي الصحي لدى العامة وتغيير العادات والتصرفات والممارسات التي تساعد على انتشار مثل هذه الفيروسات، وإدخال مادة التربية الصحية في مراحل التعليم المختلفة، كما يجب أن يشمل المشروع ضرورة الاكتشاف المبكر للحالات المصابة وسرعة علاجها في مراكز متخصصة ومجهزة، وإنشاء جمعيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية لخدمة وتوعية المواطنين والمقيمين، ودعوة القطاع الخاص للمساهمة والقيام بدوره في دعم جهود التوعية والبحث العلمي في هذا المجال، والبدء في انجاز قاعدة قومية للبيانات يكون تسجيل الحالات فيها إجباريا - دون المساس بخصوصيات المرضى أو الحاملين للفيروس – لخدمة أغراض التقييم والمتابعة والبحث العلمي.
وللكبد وظائف عديدة أهمها التصنيع، حيث تصنع الكبد مواد ضرورية للجسم كالبروتينات وعوامل التخثر والهرمونات. التخزين، مثل تخزين الجلايكوجين (وقود الجسم) والدهون وغيرها. التنقية، حيث تقوم الكبد بتنقية الجسم من السموم والأدوية والمواد الضارة وتساعد على إفرازها عن طريق البول أو الصفراء. تفرز الكبد المادة الصفراء الضرورية الهضم الدهون وبعض الفيتامينات ويتم تخزينها في المرارة إلى حين الحاجة.
ولكي تقوم الكبد بكل هذه الوظائف المختلفة لأنها تختلف عن غيرها من الأعضاء في الوضع والتركيب حيث تحصل على الدم من مصدرين: الوريد البابي والشريان الكبدي كما أنه يصرف ما وصل إليه من الدم مباشرة في الوريد الأجوف السفلي عبر الأوردة الكبدية.
وللكبد قدرة فائقة على تحمل الإصابة وتعويض ما يفقد من خلاياها بشكل فعال ولكنها كغيرها من الأعضاء عرضة لكثير من الأمراض.
يعتبر التهاب الكبد الوبائي (الفيروسي) من أخطر وأكثر الأمراض التي تسبب تلفا في خلايا الكبد والتي غالبا ما تؤدي إلى التهاب كبد حاد أو مزمن. وإذا ما كان الالتهاب مزمنا فإنه غالبا ما يؤدي إلى فشل نهائي للكبد وبالتالي الوفاة إذا لم يتم إجراء عملية زراعة كبد للمريض.
تنتقل العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) من المريض أو حامل الفيروس إلى الشخص غير المصاب عن طريق الدم أو اللعاب أو أي إفرازات من جسم الشخص المريض.
وبذلك فإن العدوى يمكن أن تنتقل بإحدى الطرق التالية:
- الاتصال الجنسي (وخاصة الشذوذ الجنسي) مع شخص مصاب بفيروس الكبد من النوع (ب).
- استخدام إبر مشتركة لتعاطي المخدرات وأخذ العلاجات.
- استعمال فرشاة أسنان أو موس حلاقة خاص بشخص مصاب بفيروس الكبد (ب).
- انتقال العدوى عن طريق نقل دم ملوث بالفيروس، وهذه الطريقة لانتقال العدوى أصبحت قليلة جدا بعد تطور طرق الكشف عن الفيروسات في دم المتبرعين.
- يمكن أن تنتقل العدوى بالفيروس للعاملين الصحيين من الجراحين واطباء الأسنان وموظفي المختبر عن طريق ملامسة الدم الملوث أو جرح اليد أو التعرض للوخز بإبرة ملوثة أثناء العلاج أو سحب الدم.
- تنتقل العدوى من الام المصابة بالفيروس إلى الطفل اثناء الولادة أو بعد ذلك أثناء الرضاعة.
لا تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد (ب) بمصافحة أو معانقة أو الجلوس بجانب الشخص المصاب بالفيروس أو حامل الفيروس.
يمكن أن تمر الإصابة بفيروس الكبد من النوع «ب» دون أية أعراض، لكن في كثير من الأحيان يشتكي المريض من أعراض تشمل الاحساس بالتعب والارهاق، الارتفاع في درجة الحرارة، فقد الشهية، آلام في البطن، غثيان وقيء، إسهال، اليرقان، اصفرار البول وتغير لون البراز إلى اللون الفاتح، واصفرار الجلد وملتحمة العين، اختلال في وظيفة الكبد يظهر على شكل ارتفاع في إنزيمات الكبد تستمر الأعراض أكثر من أربعة أسابيع وقد تطول إلى ثلاثة أشهر، وفي كثير من الأحيان تتطور إلى حالة مزمنة وخاصة عندما يتعرض الشخص للإصابة الأولى في عمر مبكر (قبل سن العاشرة من العمر). وهناك نسبة كبيرة من البالغين المصابين بفيروس التهاب الكبد (ب) الحاد يتخلصون من الفيروس.
ينصح المصاب بالتهاب الكبد الوبائي بالراحة التامة في بداية المرض وبتجنب الأطعمة الدهنية والغنية بالبروتينات.
تتم متابعة المرضى المصابين بالالتهاب المزمن بانتظام وعندما يظهر عليهم تأثر وظائف الكبد بالفيروس يمكن إعطاؤهم جرعات منتظمة من أدوية مضادة للفيروس. هذه الأدوية فعالة جدا في السيطرة على نشاط الفيروس.
من الممكن الوقاية بإذن الله من التهاب الكبد الفيروسي (ب) وذلك بواسطة التطعيم ضد فيروس الكبد (ب). وهذا التطعيم آمن وليس له آثار جانبية، ويتم إعطاؤه للشخص على شكل ثلاث جرعات، بين الأولى والثانية شهر، وبين الثانية والثالثة خمسة أشهر، أما بالنسبة للأطفال فيتم إعطاء الجرعة الأولى عادة بعد الولادة مباشرة والثانية في الشهر الثاني من العمر والثالثة ما بين الستة أشهر إلى سنة. وكذلك الابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة والابتعاد عن المخدرات وتجنب المشاركة في استعمال ابر الإنسولين وأدوات تحليل الدم بالنسبة لمرضى السكري وأيضا تجنب استعمال فراشي الأسنان وأمواس الحلاقة الخاصة بالأشخاص الآخرين.
الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الكبد الوبائي (ب)
لا يتم استخدام الأدوية لعلاج مرض التهاب الكبد الوبائي الحاد بسبب عدم خطورة المرض في كثير من الحالات. ولكن إذا كان قد تم تشخيصك بمرض التهاب الكبد الوبائي (ب) يجب أن تتابع طبيبك لإجراء فحوصات الدم اللازمة، وللتأكد من احتواء المرض.
أما مرضى التهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن، فقد يحتاج المريض بعض الأدوية لقمع الفيروس ومنع الإلحاق بمزيد من الضرر إلى الكبد. عادةً ما يكون العلاج مكونا من أكثر من دواء واحد، وذلك لزيادة فاعلية الدواء. لذلك يتحتم أن يذهب المريض إلى الطبيب بعد التأكد من إصابته بالفيروس عن طريق تحاليل الدم. وتشمل الأدوية المعالجة:
1- (انترفيرون ألفا - Interferon Alpha)
يعطى عن طريق الحقن بضع مرات أسبوعيا، لمدة من ٦ أشهر إلى عام وأكثر في بعد الأحيان. أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي أعراض مشابهة للأنفلونزا، الاكتئاب والصداع. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
2- (بيجيلتد انترفيرون Pegasys-pegylated lnterferon)
يعطى عن طريق الحقن مرة أسبوعيا، لمدة من ٦ أشهر إلى عام. أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي أعراض مشابهة للأنفلونزا والاكتئاب. يستخدم هذا الدواء للكبار فقط.
3- (لميفودين - 3HBV-Lamivudine Epivir):
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
4- (أديففير Hepsera-Adefovir Dipivoxil:
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار حتى الآن، وتجرى أبحاث على إمكانية استخدامه للصغار أيضاً.
5- (تينففير)، Tenofovir) Viread):
حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة يومياً لعام أو أكثر. يستخدم هذا الدواء للكبار والصغار أيضاً.
تجرى الآن أبحاث على الكثير من الأدوية الأكثر فاعلية والأفضل من حيث المضاعفات أو الآثار الجانبية.
التهاب الكبد الوبائي (ج) هو عدوى فيروسية يمكن أن تتسبب في حدوث تليف في الكبد. والالتهاب الكبدي الوبائي عادة ما ينتقل عن طريق الدم الملوث بالفيروس, المرض يمكن أن ينتشر أيضا:
على القش المشتركة أو غيرها من الأجهزة المستخدمة في شم الكوكايين.
عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي, ولكن هذا غير شائع لعمال الرعاية الصحية من خلال الأصابة بإبرة ملوثة
عن طريق نقل الدم - قبل سنة 1992, ولكن لأن تقنيات فحص الدم قد تحسنت, وفرصة التقاط العدوى عن طريق نقل الدم الملوث قد انخفضت إلى نحو واحد في 100،000.
الوشم على الجسم المصاب أو خارقة للمعدات بمجرد ما تعرضت لالتهاب الكبد, يستغرق أسبوعا إلى ثلاثة أسابيع قبل أن يتم الكشف عن الفيروس في الدم.
80٪ من الاشخاص الذين يصابون في الأجل القصير (الحادة) التهاب الكبد الوبائي يتطور إلى طويل الأجل (المزمنة) التهاب الكبد C. ومعظم هؤلاء الناس لا يعرفون أن لديهم هذا المرض بسبب التهاب الكبد الوبائي وعادة لا تسبب أعراضا. بعد هذه العدوى الصامتة لمدة 20 إلى 30 سنة, حوالي 30٪ من المرضى يحدث تليف الكبد, وأمراض الكبد الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة مثل سرطان الكبد.
الأعراض
حوالي 30٪ من المصابين يشتكون من أعراض مثل:
شعور عام بالضعف (الضيق).
اللون الأصفر للجلد (اليرقان).
ضعف الشهية.
التعب.
أقل من 20٪ من الاشخاص الذين يصابون بعدوى التهاب الكبد قادرون على تخليص أجسامهم من الفيروس تماما. هؤلاء لا يعانون من أي عواقب طويلة الأمد للمرض.
30٪ من المرضى على المدى الطويل تتطور لديهم أعراض عامة مثل فقدان الوزن, وضعف الشهية والتعب والمفاصل. معظم الناس ليس لديهم اي اعراض لمدة 20 الى 30 عاما بعد هذه العدوى, وعلى الرغم من هذا يقوم الفيروس ببطء بالأضرار بأكبادهم.
التشخيص
طبيبك سوف يسألك عن الأعراض المتصلة بالحاد أو المزمن لالتهاب الكبد الوبائي ومرض الكبد المتقدم. سوف يسأل عما إذا كانت لديك أي عوامل خطر لالتهاب الكبد الوبائي.
طبيبك سيبحث لك عن أدلة على اعتلال الكبد أثناء الفحص السريري مثل تضخم الكبد والطحال, وانتفاخ البطن, تورم الكاحل أو تلف العضلات.
التهاب الكبد (ج) ما تؤكده التجارب على يقين من أن العمل في واحدة من طريقتين. إما أنها اختبار وجود الفيروس في الدم ونسبته (البلمرة PCR) أو أنها الكشف عن مكافحة العدوى البروتينات (الأضداد) هذه الأجسام المضادة تشير إلى أنك قد تعرضت للفيروس في الماضي.
إذا كان لديك التهاب الكبد ج سيقوم الطبيب عمل اختبارات الدم لتحديد التهاب الكبد (C). اختبار الدم الخاص كما سيتم القيام به لتحديد النوع الفرعي للفيروس لديك, وأنواع فرعية مختلفة لها معدلات استجابة مختلفة مع العلاج. الخزعة الكبدية يتم ذلك قبل بدء العلاج الطبي. وهي قطعة صغيرة من نسيج الكبد يتم أخذها وفحصها في المختبر لتحديد درجة الالتهاب والتليف.
الوقاية
لا يوجد لقاح للوقاية من التهاب الكبد الوبائي ج, وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة لمنع هذا المرض هي تجنب عوامل الخطر.
خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من خلال النشاط الجنسي يبدو منخفضا, إلا للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو غيره من الأمراض المنقولة جنسيا. يجب عليك أن تناقش هذه الاحتياطات مع طبيبك.
الحق يقال الآن هذه هي أنجع السبل لمنع التهاب الكبد الوبائي:
لا حقن المخدرات غير المشروعة.
لا شم الكوكايين.
إذا كنت تفكر في ثقب الجسم أو الوشم, تأكد من أن الإجراء يتم باستخدام المعدات التي تم تنظيفها بشكل صحيح.
إذا كنت أحد مقدمي الرعاية الصحية, اتبع معيار احتياطات مكافحة العدوى (العباءات, والقفازات, وغسل اليدين, الخ) لمنع اختلاطها مع دم المريض.
لأن شرب الخمر يجعل من التهاب الكبد الوبائي الأسوأ من ذلك, الناس الذين لديهم هذا المرض يجب أن يتجنبوا استخدام الكحول تماما.
العلاج
ليس كل المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي يحتاجون الى علاج. إذا كنت مصابا, سيقوم الطبيب مناقشة الفوائد والآثار الجانبية للعلاج, طبيبك سوف يوصي بأن تتلقى التطعيم ضد التهاب الكبد ألف وباء للتقليل من فرص أنه سيكون لديك مزيد من تلف الكبد.
ألفا انترفيرون الآن فهو غالبا ما يكون مع العقاقير المضادة للفيروسات يسمى ريبافيرين (Virazole). حوالي ستين في المئة من المرضى الذين يأخذون هذا العلاج المركب سوف يتخلصون من الفيروس من دمائهم. المرضى المصابون بمرض وراثي 2 أو 3 لديهم أعلى معدل للاستجابة, في حين أن المصابين وراثي 4 أو1 هم أقل عرضة للاستجابة للعلاج.
عزيزي القارئ العلاج المبكر للمرض يقيك الفشل الكبدي وسرطان الكبد بإذن الله لذا ننصحك بمراجعة الطبيب إذا كان لديك أعراض التهاب الكبد, أو إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لشخص مصاب بالتهاب الكبد.
والمعهد الوطني الأميركي للصحة يوصي اختبار بعض المجموعات المعرضة للخطر من الناس لالتهاب الكبد الوبائي, بما في ذلك:
أولئك الذين تلقوا عمليات نقل الدم أو مشتقات الدم قبل عام 1992م.
يتعاطون المخدرات الذين يتعاطون المخدرات بالحقن أو شم الكوكايين.
الناس على المدى الطويل تصفية الدم مثل غسيل الكلى.
الأشخاص الذين لديهم تاريخ الجنس مع شركاء متعددين.
أزواج الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي.
الوقاية من أمراض الكبد الفيروسية.. ضرورة ملحة، وهدف ممكن التحقيق
د. أحمد حلمي سالم*
تعتبر الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي مشكلة صحية عالمية، ومما يؤسف له أن بلاد المسلمين، ومنها المملكة العربية السعودية، لم تسلم من هذه الفيروسات التي تتسبب في أمراض الكبد المزمنة وأورامه، وللإصابة بهذه الفيروسات أبعاد سلبية من النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية. ونركز في هذا المقال على الفيروسات «ب» و«ج» و«د»، نظرا لمضاعفاتها الخطيرة وطبيعتها المزمنة وارتفاع كلفة وصعوبة علاجها.
يمكن منع الإصابة بهذه الفيروسات بعدة وسائل: أولها حماية عدم المصابين بواسطة التطعيم الفعال والمتوافر ضد الفيروس الكبدي النوع «ب» والمصنوع بالهندسة الوراثية بجرعاته الثلاث وهو أيضا يحمي ضد الفيروس «د» حيث أن الفيروس «د» لا يكون فعالا إلا في وجود الفيروس «ب». وثانيها التعرف على حاملي الفيروس وتثقيفهم وتحديد الحالات المرضية منهم وعلاجهم حيث أنهم يمثلوا مصدر العدوى لغيرهم. وثالثها نشر الوعي الصحي في المجتمع خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للعدوى والتعريف بطرق انتشاره وإشاعة العادات الصحية السليمة والنهي عن الممارسات الخاطئة ومن ذلك ما يلي:
1. ارتداء القفازات الواقية عند لمس أو تنظيف أي دم، وفي حال عدم توفر قفازات ينصح عند تنظيف أي منطقة ملوثة بدم لشخص آخر باستخدم قطعة من القماش وكثير من الماء بعد التأكد من عدم وجود جروح في الأيدي.
2. تجنب استعمال أدوات الحلاقة (مثلا الأمواس) وفرش الأسنان أو أقراط الأذن ومقص الأظفار وأدوات الحجامة والوشم الخاصة بالآخرين.
3. يجب ألا يقوم المصاب بالفيروس بالسباحة في المسابح في حالة وجود جروح في جلده.
4. استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية إن كان أحد الزوجين مصابا بالفيروس أو حاملا له إذا كان الآخر ليس لديه مناعة ولم يتلق التطعيم بعد.
5. التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان والمناظير والأدوات الجراحية وأجهزة الغسيل الكلوي وغيرها.
وتعتبر الوسائل السابق ذكرها هامة وضرورية أيضا لمنع الإصابة بالفيروس “ج” فيما عدا عدم وجود تطعيم ضد هذا الفيروس رغم الجهود العالمية الكبيرة التي نرجو لها التوفيق. ومن فوائد الوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي أنها تؤدي بالتبعية إلى الوقاية من الإصابة بجميع الميكروبات التي تنتقل بنفس الطرق ومنها فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
مطلوب إعلان مشروع قومي للوصول لأقل معدلات الإصابة العالمية والتركيز على الأطفال واليافعين والإناث في مرحلة الخصوبة والإنجاب والفئات الأكثر عرضة وكذلك راغبي الزواج. يشمل المشروع محاور متوازية ومتكاملة منها توسيع دائرة برنامج التطعيم ليشمل الذين ولدوا قبل بداية التطعيم الإجباري، وفحص المنتجات الوافدة التي يتم حقنها عن طريق الوريد، والرقابة الدورية على إجراءات السلامة والتعقيم بالمراكز الصحية المختلفة ، وزيادة الوعي الصحي لدى العامة وتغيير العادات والتصرفات والممارسات التي تساعد على انتشار مثل هذه الفيروسات، وإدخال مادة التربية الصحية في مراحل التعليم المختلفة، كما يجب أن يشمل المشروع ضرورة الاكتشاف المبكر للحالات المصابة وسرعة علاجها في مراكز متخصصة ومجهزة، وإنشاء جمعيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية لخدمة وتوعية المواطنين والمقيمين، ودعوة القطاع الخاص للمساهمة والقيام بدوره في دعم جهود التوعية والبحث العلمي في هذا المجال، والبدء في انجاز قاعدة قومية للبيانات يكون تسجيل الحالات فيها إجباريا - دون المساس بخصوصيات المرضى أو الحاملين للفيروس – لخدمة أغراض التقييم والمتابعة والبحث العلمي.