الثلاثاء، مارس 30، 2010

عيون باكية


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله"
يقال:
إنه كان في بني إسرائيل دير وكان فيه قوم عبّاد، وكان لهم عيد يجتمعون فيه، فخرجوا يوماً في عيدهم، فنظر رجل من العبّاد إلى جارية من بني إسرائيل متعبدة، فلما رأته قد أحدّالنظر إليها قالت وهي لا توهمه أنه يريدها:
سبحان الذي أضاء العيون فأبصرت... وهي متعرضة إلى ما حرم الله عليها
فخر الحبر لوجهه ساجداً وجعل يقول: سيدي.. لا تسلبني بصري عقوبة منك لنظري.. فوعزتك لأبكين بعدها ما أطقت من البكاء.. عميت أم لم تعم.. فبكى حتى عمي.
وقصة في عصر الرشيد، يقال:
غزوت في زمن الرشيد في بعض المراكب، فلججنا في البحر فكسر بنا في بعض جزائر صقلية، فخرج من أفلت وخرجت معهم،فرأيت في بعض الجزائر رجلاً لا يملك دمعة من كثرة البكاء..!! فسألته عن حاله.. وقلت له: أرفق بعينيك.. فإن البكاء قد أضرَّ بهما.
فقال: إلا ذلك..!
فقلت : ما جنايتهماعليك حتى تتمنى لهما البلاء؟
فقال: جناية لا أزول إلى الله معتذراً منها أيام حياتي!
قلت: وما هي..؟
قال: سرعة نظرهما إلى الأمور المحظورة عليهما.. ولقد أوقعاني في ذنب نظرت إليه.. لولا الرجاء والرحمة من الله ليئست أن يعفي عنه لي.. فبالله لوصفح الله لي عنه وأدخلني الجنة.. ثم تراءى لي.. لاستحيت أن انظر إليه بعينين عصتاه.. ثم صعق وخر مغشياً عليه.
قلت: يا حبيبي.. متى ألقاك وأين أطلبك؟
قال: أما في الدنيا فلا تحدث نفسك بلقائي فيها.. وأما الآخرة فإنها مجمع المتقين.. فإنكنت تبغي لقائي فاطلبني مع الناظرين إلى الله عز وجل في زمرتهم.
قلت: وكيف علمت ذلك؟
قال: بغض طرفي عن كل محرم.. واجتنابي فيه كل منكر ومأثم.. وقد سألته أن يجعل جنتي النظر إليه.