التغيير سنة من سنن الله تعالى في كونه، فدورانُ الكواكب حول بعضها، وتعاقبُ الليل والنهار، والمراحلُ المختلفة التي تمرُّ بها المخلوقات، لدليلٌ على حتمية تحقيق تلك السنة الكونية التي بيَّنها ربُّنَا تبارك وتعالى في كتابه الحكيم، فقال : (إنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ ومَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ) [سورة يونس: آية 6].
وقوله تعالى: (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ الَليْلِ والنَّهَارِ والْفُلْكِ الَتِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ومَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ والسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : آية 164].
وإن المصلحين على مرِّ الزمان ، وعلى رأسهم الأنبياءُ - عليهم السلام - يسعون نحو التغيير الأفضل، يقول عزَّ من قائل: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ومَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ ) [سورة الرعد: آية 11].
ويبدأ المصلحون بالتغيير الفكري قبل المادي؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكسر الأصنام التي كانت تعبدها قريش في المرحلة الأولى من الدعوة، على الرغم من أنه مطلوب ، وأن التغيير المادي سريع أثرُهُ ، لكنه محدودة نتيجتُهُ ، وضيق مكانُهُ، أما التغيير الفكري فعميق أثرُهُ وواسع انتشارُهُ.
ومن هنا فإن الطموحين والمثقفين لديهم الاستعداد الأكبر نحو التغيير من غيرهم.
وتظهرالمشكلة عندما لا يسعى الإنسان إلى التغيير، ويرضى بالواقع، ويرضخ له حتي يحكمه ويأسره، فتظهر العداوة بين أهل الفكر وأهل الجمود، وعندها سيستخدم كل منهما أدواته التي يملكها ليسعى أن يثبت ذاته ويتفوق على منافسه.
وعندما يوضع الطرفان في ميدان المواجهة لإقناع الناس فستكون الغلبة لأهل الفكر لا لأهل الجمود، فالعقل والمنطق لن يُوَلِّدَا إلا الحجةَ والبرهان، ولذا فلن يسمح أهل الجمود لمنافسيهم بالحوار معهم أو عرض افكارهم.
والطَّامَّةُ الكبرى عندما يمتلك أهلُ الجمود سلطانًا على غيرهم ، فيسعَوْن بسلطانهم أن يُقنعوا الناس بمكانتهم، وأن يضعوا حول أعناقهم الولاء لهم بالطرق المشروعة وغير المشروعة، فيضيقون عليهم عيشهم، ويستخدمون الأزمات وسيلةً لهم، فيخرجونهم من ضيق إلي أضيق ومن مشكلة إلي مصيبة ، ومن مصيبة إلي أزمة حتي يقنعوهم بعدم التغيير الذي يأتي بالأسوء، فيرضون بالمُرِّ والعلقم، ويصيحون فيما بينهم : (من تعرفه خيرٌ ممن لا تعرفه).
أمَّا قهرُ أهل الجمود الذين يملكون السلطة لأهل الفكر فيكون بتكميم الأفواه إن استطاعوا إلي ذلك سبيلاً، فيغلقون منابرهم ووسائل إعلامهم، ويقصفون أقلامهم، ويحرمونهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم، ويصدرون القوانين بسلطانهم حتي يتخلصوا من منافسيهم، فإن لم يكن فليس أمامهم إلا مصادرة أموالهم والتكبيل لهم، والتنكيل بهم، فيعتقلون شبابهم، ويرهبون أزواجهم، ويُخيفون أولادهم، فيفتحون عليهم السجون ويزجُّونهم فيها دون ذنب اقترفوه أو جرمٍ ارتكبوه، غيرَ أنهم أصحاب فكرٍ لا أصحاب هوى ، أصحاب رأي لا يُحبون العيش في سلبية مميتة أو جمود مُجْحِفٍ ، فهم أصحاب فكرة وعقيدة ، لا تضحدها إلا الفكرةُ مثلها.
أمَا وإنَّ أهل الجمود لا يملكون فكرًا، فلن يُخلوا لمنافسيهم - بيُسر وسهولة - ميادين المواجهة مثل انتخابات الشورى والشعب والنقابات التي يتحاكمون فيها إلى الناس، ولذا فَلْيَعِ أصحابُ الفكر أنهم عند كل مواجهة في ميادين الحرية والتعبير عن الرأي فسيلقون مثل ما لاقوا في المرات السابقة أو أشدّ، وليعلموا أن شمس الحرية لن تشرق إلا على أكتاف المضحين المبتلين الصابرين حتي تنتشر الفكرةُ ويقتنع الناس بها، وعندها فسينتفض جموع الناس لنصرة فكرتهم في التغيير نحو الأفضل، وسيكون لهم ما أرادوا.
وقوله تعالى: (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ الَليْلِ والنَّهَارِ والْفُلْكِ الَتِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ومَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ والسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : آية 164].
وإن المصلحين على مرِّ الزمان ، وعلى رأسهم الأنبياءُ - عليهم السلام - يسعون نحو التغيير الأفضل، يقول عزَّ من قائل: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ومَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ ) [سورة الرعد: آية 11].
ويبدأ المصلحون بالتغيير الفكري قبل المادي؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكسر الأصنام التي كانت تعبدها قريش في المرحلة الأولى من الدعوة، على الرغم من أنه مطلوب ، وأن التغيير المادي سريع أثرُهُ ، لكنه محدودة نتيجتُهُ ، وضيق مكانُهُ، أما التغيير الفكري فعميق أثرُهُ وواسع انتشارُهُ.
ومن هنا فإن الطموحين والمثقفين لديهم الاستعداد الأكبر نحو التغيير من غيرهم.
وتظهرالمشكلة عندما لا يسعى الإنسان إلى التغيير، ويرضى بالواقع، ويرضخ له حتي يحكمه ويأسره، فتظهر العداوة بين أهل الفكر وأهل الجمود، وعندها سيستخدم كل منهما أدواته التي يملكها ليسعى أن يثبت ذاته ويتفوق على منافسه.
وعندما يوضع الطرفان في ميدان المواجهة لإقناع الناس فستكون الغلبة لأهل الفكر لا لأهل الجمود، فالعقل والمنطق لن يُوَلِّدَا إلا الحجةَ والبرهان، ولذا فلن يسمح أهل الجمود لمنافسيهم بالحوار معهم أو عرض افكارهم.
والطَّامَّةُ الكبرى عندما يمتلك أهلُ الجمود سلطانًا على غيرهم ، فيسعَوْن بسلطانهم أن يُقنعوا الناس بمكانتهم، وأن يضعوا حول أعناقهم الولاء لهم بالطرق المشروعة وغير المشروعة، فيضيقون عليهم عيشهم، ويستخدمون الأزمات وسيلةً لهم، فيخرجونهم من ضيق إلي أضيق ومن مشكلة إلي مصيبة ، ومن مصيبة إلي أزمة حتي يقنعوهم بعدم التغيير الذي يأتي بالأسوء، فيرضون بالمُرِّ والعلقم، ويصيحون فيما بينهم : (من تعرفه خيرٌ ممن لا تعرفه).
أمَّا قهرُ أهل الجمود الذين يملكون السلطة لأهل الفكر فيكون بتكميم الأفواه إن استطاعوا إلي ذلك سبيلاً، فيغلقون منابرهم ووسائل إعلامهم، ويقصفون أقلامهم، ويحرمونهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم، ويصدرون القوانين بسلطانهم حتي يتخلصوا من منافسيهم، فإن لم يكن فليس أمامهم إلا مصادرة أموالهم والتكبيل لهم، والتنكيل بهم، فيعتقلون شبابهم، ويرهبون أزواجهم، ويُخيفون أولادهم، فيفتحون عليهم السجون ويزجُّونهم فيها دون ذنب اقترفوه أو جرمٍ ارتكبوه، غيرَ أنهم أصحاب فكرٍ لا أصحاب هوى ، أصحاب رأي لا يُحبون العيش في سلبية مميتة أو جمود مُجْحِفٍ ، فهم أصحاب فكرة وعقيدة ، لا تضحدها إلا الفكرةُ مثلها.
أمَا وإنَّ أهل الجمود لا يملكون فكرًا، فلن يُخلوا لمنافسيهم - بيُسر وسهولة - ميادين المواجهة مثل انتخابات الشورى والشعب والنقابات التي يتحاكمون فيها إلى الناس، ولذا فَلْيَعِ أصحابُ الفكر أنهم عند كل مواجهة في ميادين الحرية والتعبير عن الرأي فسيلقون مثل ما لاقوا في المرات السابقة أو أشدّ، وليعلموا أن شمس الحرية لن تشرق إلا على أكتاف المضحين المبتلين الصابرين حتي تنتشر الفكرةُ ويقتنع الناس بها، وعندها فسينتفض جموع الناس لنصرة فكرتهم في التغيير نحو الأفضل، وسيكون لهم ما أرادوا.