الأربعاء، مارس 31، 2010

السلس البولى urine incontenance

عدم التحكم في التبول عند الأطفال
يتم تفريغ المثانة البولية بعد امتلائها لدى الأجنّة قبل ولادتهم ولدى الأطفال الرُضع بانتظام، فترات إفراغ المثانة تكون متقاربة جداً قبل ولادة الجنين وقد تصل إلى حوالي أربع وعشرين مرة خلال الأربع والعشرين ساعة للمواليد حديثاً، ومع مرور الوقت وبسبب نضوج الكِلى (مما يُقلل كميات البول التي يتم إفرازها) والزيادة في حجم المثانة البولية يقل وتدريجياً عدد مرات إفراغ المثانة، يتم إفراغ المثانة بعد امتلائها برد فعل عصبي انعكاسي حتى بلوغ الطفل للعمر الذي يتم تعويده فيه من قِبل والدته للتحكم في التبول وتدريجياً.
تتعدد أسباب سلس البول وأسباب عدم التحكم في التبول لدى الأطفال إلا أنها تختلف في مسبباتها عن البالغين وكبار السن، وغالباً ما تكون ملاحظة مثل هذه الأعراض وقتية وثانوية لمشكلة طبية عضوية أو وظيفية (الغالبية) تنتهي حالما يتم تشخيص وعلاج المشكلة الطبية.
وسيتم الحديث وباختصار عن ظاهرتين كثيراً ما تشتكي منهن الأُمهات:
الظاهرة الأولى هي ما يُسمى تجاوزاً التبول الليلي اللاإرادي وهو يحدث أثناء نوم الطفل حتى ولو كان ذلك نهاراً هذه الظاهرة تحدث لدى حوالي 15% من الأطفال ممن هم بعمر خمس سنوات وتزيد إمكانية حدوث ذلك إلى 44% إذا كان أحد الوالدين كذلك في طفولته وإلى حوالي 78% إذا كان كلا الوالدين كذلك في طفولتهما، ويتم تحسن الطفل وبنسبة سنوية تعادل 15% بحيث تقل نسبة عدد الأطفال ممن لديهم تبول لاإرادي أثناء النوم إلى 5% عند عمر عشر سنوات وإلى نسبة 1% فقط عند عمر خمس عشرة سنة، في هذه الحالة يتم إفراغ المثانة البولية تماماً وبدون أن يشعر الطفل بذلك إلا بعد استيقاظه وهناك عدة نظريات تم تقديمها كسبب لهذه الظاهرة وبالتالي فإن طرق التعامل معها متعددة وإذا لم يكن هناك أي أعراض أُخرى مصاحبة فمن المُستبعد وجود أي مرض عضوي، ومن المهم عدم معاقبة الطفل ومن المهم كذلك البحث عن أي مُسببات قد تكون مسئولة عن حدوث هذا التبول اللاإرادي وذلك للتعامل معها.
الظاهرة الثانية هي عدم استطاعة الطفل أن يصل إلى دورة المياه قبل أن يبدأ بالتبول على نفسه، هذه الظاهرة مُكتسبه وتحدث بعد أن يتم تعويد الطفل على التحكم بالتبول، تنتج هذه الظاهرة بسبب التحكم الزائد من الطفل وعدم الذهاب لدورة المياه لإفراغ المثانة البولية إلا بعد امتلائها الشديد مما يسبب خروج قطرات أو جزء من البول قبل أن يصل الطفل إلى دورة المياه، هؤلاء الأطفال أكثرية وعند تقصي أسباب هذه الحالة يتم اكتشاف أن الطفل لا يذهب لإفراغ مثانته إلا مرات قليلة جداً خلال اليوم والليلة وكذلك لا ينتظر إذا دخل دورة المياه حتى ينتهي من إفراغ مثانته بل يقوم بإفراغ القليل مما يسمح له بتحاشي الألم والإحساس بالامتلاء ومن ثم يقوم بإيقاف التبول إرادياً ليخرج وسريعاً من دورة المياه، قد يحدث لدى البعض إلتهابات بولية متكررة إلا أنها لا تتكرر إذا ما تم التعامل مع ظاهرة قلة مرات التبول وقلة استهلاك كميات كافية من السوائل من قِبل الأطفال ومن المُفيد هنا كذلك التنبيه إلى أن هذه الظاهرة المُكتسبه يصاحبها وجود إمساك لدى الغالبية من هؤلاء الأطفال وغالباً ما يكون خفي علينا كآباء وأُمهات وهو ينتج عن نوعية الأطعمة التي يُفضل الطفل تناولها وقلة شرب السوائل ويلعب دوراً في حدوث انقباضات لا إرادية في المثانة البولية بسبب ضغط المستقيم حيث تتجمع كميات من البراز مما يتسبب في خروج قطرات من البول أو أجزاء من البول رغماً عن إرادة الطفل كما أن من المعلوم أن الإمساك يتسبب بحدوث التهابات بولية إن التعرف على وجود الإمساك والتعامل معه من الأهمية بمكان بحيث أن أي تقييم أو علاج لهذه الظاهرة (عدم استطاعة الطفل الوصول إلى دورة المياه قبل أن يبدأ بالتبول على نفسه) لا يكون كاملاً وفاعلاً بدون التعامل مع الإمساك وفي نفس الوقت.
طرق علاج السلس البولي:
عند علاج أي مشكلة طبية لابد من النظر فيما هو تأثير المشكلة الطبية على المريض نفسه، فمثلاً إذا كان المريض كبيراً في السن وكمية البول فقط نقطة أو نقطتين والمريض ليس منزعجا من المشكلة ولم تؤد هذه المشكلة إلى أي مشاكل اجتماعية في هذه الحالة يكون التدخل سهلا وبنسبة أقل مما لو كانت المشكلة مع امرأة صغيرة في السن وسلس البول يؤثر على حياتها الاجتماعية مما يؤدي إلى أنها تلبس الحفاضات وقد يعزلها اجتماعياً وكذلك يؤثر على حياتها الخاصة.
وعادة ما تبدأ طرق العلاج بالطريقة الأسهل ومن ثم الأكثر تعقيداً، أولاً لابد من التشخيص فيما هو سبب هذه المشكلة ثم إيجاد العلاج.
ومن طرق العلاج غير الجراحية ما يلي:
1- تنظيم شرب السوائل خلال اليوم.
2- تخفيف الوزن إذا كان المريض يعاني من السمنة.
3- تدريب المثانة على تفريغ البول حتى لو كان هذا سيأخذ الكثير من الوقت.
4- التدريب على تقوية عضلات الحوض والاحليل، وهذا قد يحتاج مساعدة عن طريق مراجعة الأخصائيين في العلاج الطبيعي وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى استخدام أجهزة متقدمة لتحديد العضلة في التدريب.
5- علاج كثير من الأسباب التي تؤدي إلى السلس، مثلاً علاج النزلات الصدرية والكحة والإمساك وغيرها من الأشياء التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط في البطن والحوض مما يؤدي إلى السلس.
6- إذا لم يكن هناك أي استجابة أو حتى إيجاد أي نسبة تحسن لابد من استخدام الأدوية التي تساعد على عدم انقباض المثانة اللاإرادي والمسبب للسلس، فمثلاً الأكثر شيوعاً هو استخدام (ديتروبان) أو (الديتروسيتول) وأخيراً علاج جديد اسمه (فيزي كير). واستخدام هذه الأدوية لابد أن يتم تحت إشراف طبيب له خبرة في كيفية استخدام هذه الأدوية وقد يستخدمها مع الطرق الأخرى للعلاج بواسطة إضافة أدوية أخرى مثل (اميتربتلين).
العلاج الجراحي لسلس البول
علاج سلس البول الجهدي:
هناك عدة طرق يمكن استخدامها جراحياً لعلاج هذا النوع من سلس البول:
1- عن طريق حقن مادة الكولاجين أو ماكروبالستك في حالة أن المريض كبير في السن أو يمكن أن يكون التخدير خطراً عليه نقوم بإجراء هذا النوع من العلاج حيث يمكن عمله عن طريق عمليات اليوم الواحد وعن طريق تخدير موضعي. وهذا النوع من العمليات يمكن استخدامه للرجال والنساء، عادة ما تكون نسبة النجاح 70-80% ولكن تقل مع مرور الزمن لتكون أقل من 50% بعد سنتين. عندما تكون الإصابة عند النساء اللاتي يرغبن بالحمل نقوم بعمليات جراحية ذات مردود أفضل ولمدة أطول .
2- عند النساء نقوم بوضع شريط أسفل مجرى البول عن طريق فتحة صغيرة في المهبل ومرور الشريط من طريق فتحة السادة (TOT)، حيث أصبح هذا النوع من العمليات أكثر شيوعاً بعد أن كانت (TVT) وهي عملية وضع الشريط عن طريق المرور بالبطن هي الطريقة المستخدمة ولكن مع (TOT) أصبح هناك نسبة نجاح عالية (90%) مقارنة بال (TVT). ونقوم في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعمل هذا النوع من الجراحة وبنسبة نجاح عالية وعن طريق عمليات اليوم الواحد.
3- عن طريق زرع صمام بولي على مجرى البول وعادة ما تكون هذه العملية من العمليات المفضلة في حالات سلس البول عند الرجال ويقوم المريض بإخراج البول عن طريق الضغط على الصمام الذي يقوم بمنع خروج البول أثناء تعبئة المثانة وهذا النوع من العلاجات الجراحية يكون نسبة نجاحه 80-90% وعادة ما يكون هناك رضى تام من المرضى.
علاج سلس البول الإلحاحي:
1- استخدام مادة البوتكس ويعتبر من أحدث الطرق الجراحية، حيث نقوم بحقن المثانة بمادة البوتكس التي أثبتت الدراسات نسبة نجاح تصل إلى 80%. وهذا النوع من الجراحة يكون عن طريق عمليات اليوم الواحد وفي السابق كنا نلجأ إلى عمليات تكبير المثانة خاصة في المثانة العصبية ولكن هذا النوع من العلاج أتاح لنا الفرصة للتخلص من عمليات التكبير إلى حد كبير.
2- عن طريق تكبير المثانة باستخدام الأمعاء الدقيقة، ولكن هذا النوع من العلاج قد يكون مفيداً في حالات المثانة العصبية حيث يحتاج المريض عادة إلى قسطرة بولية ونسب نجاح هذه العملية بين 80-90% ولكن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى الالتزام من المريض بالقسطرة وكذلك غسل المثانة للتخلص من المخاط المفرز من الأمعاء.
3- عن طريق زرع المحفز الكهربائي في فقرات الظهر العجزي الثالث، وهذا النوع من العلاج يكون عادة مفضلاً عند الأشخاص غير المصابين بإصابات العمود الفقري. وعادة ما تكون نسبة نجاحه 60% حسب الدراسات العالمية. والحمد لله نقوم بإجراء هذا النوع من العمليات في مستشفى الملك فيصل التخصصي وبنفس نسبة النجاح.
أنواع السلس البولي:
أ - قد تكون المشكلة من المثانة: وهنا قد تكون عصبية وغير عصبية.
1- العصبية: وتكون من أسباب معروفة مثل حوادث السيارات الذي قد يؤدي إلى تغيير في شكل الخلايا العصبية المغذية للمثانة البولية، وغيرها من الأمراض الخلقية التي تصيب الحبل الشوكي وقد تكون عصبية وغير معروفة مثل ما يقال (فولو سيندرم) وهذا شائع عند النساء صغار السن.
2- غير العصبية: تكون من أثر مشاكل في تكرار تعداد البول القهري (الإلحاحي)، وإذا تأخر المريض عن الوصول إلى المكان المناسب قد يحصل تهرّب في جزء من البول وهناك أمثلة مثل التهاب المسالك البولية ووجود حصوات في المثانة البولية أو وجود جسم غريب أو حتى كذلك نوع من السرطانات البولية السطحية منها الذي يسمى (C.I.S).
ب - قد تكون المشكلة من الصمام البولي الإرادي (السلس الجهدي): وهذه المشكلة في كثير من الأحيان تصاحب الرجال وكبار السن منهم خاصة مما يؤدي إلى عدم إخراج البول بكمية كافية وهذا يؤدي إلى تراجع البول في المثانة البولية وله الكثير من المشاكل ومنها الالتهاب المتكرر أو تكون حصوات أو خروج البول الزائد عن حجم المثانة إلى الخارج وذلك لامتلاء المثانة بالكامل. وقد يتأثر الصمام كذلك من جراء الحوادث التي تصيب الحبل الشوكي أو الأمراض الخلقية وهذا مما يؤدي إلى عدم استجابة الصمام البولي للانقباض أو الانبساط حسب الحاجة له، مما يؤدي إلى رجوع البول إلى المثانة ومنه إلى الحالبين والكلية وهذا لابد من علاجه بشكل سريع وقد يؤدي إلى الاختلال بوظيفة الكلية ومن ثم فشلها.
وهناك بعض المشاكل التي تؤثر على عمل الصمام البولي الإرادي إثر إجراء عمليات في عنق المثانة أو البروستاتا مما يؤدي إلى فقدان الصمام خاصية الانقباض ويؤدي إلى السلس المتواصل والذي ليس له علاقة بانقباض المثانة.
وكثير من الحالات تكون المثانة البولية والصمام البولي في وضع جيد ولكن بسبب إجراء عمليات جراحية مثل النساء والولادة أو القولون أو حتى الغضروف الظهري أو في حالات كثيرة السرطانات أو بعض الإشعاعات يؤدي إلى وجود ناصور من أي مكان من المجرى البولي إلى الاحليل عند الرجال أو الجهاز التناسلي أو الإخراجي عند النساء وهذه من الحالات المعقدة والتي يجب تحويلها إلى مراكز متقدمة حتى يتم تشخيصها بشكل جيد.