الخميس، مارس 25، 2010

الأبراج و السعى وراء معرفة الغيب

مع بداية كل عام، تظهر الشائعات والتكهنات بما سوف تكون عليه الأحوال في العام المقبل. هناك توقعّات مبنية على أسس منطقية وعلمية واستقراء الأوضاع الواقعية، وعادة تكون هذه التوقعّات من المُحللين العلميين والذين يبنون توقعاتهم على أحداث العام الحالي. ما يهُمنا هنا هو الأشخاص الذين يتحدثون عن الأبراج وربط التوقعات العام القادم بالبرج الذي ولد فيه الشخص، وللآسف فإن هناك نسبةٍ كبيرة من عامة الناس يؤمنون بهذه التوقعات ويبنون عليها آمالاً لما سوف يحدث لهم في العام القادم. وهذا حدى بدور النشر إلى طباعة كُتب الأبراج طباعةً فاخرة، وربما تكون من أغلى الكتب التي تُباع في بداية العام هي كتب الأبراج، ومع غلاء سعرها فإن المبيعات لمثل هذه الكتب تحقق أعلى نسبة مبيعات بين الكتُب، وربما لا ينافسها في نسبة المبيعات إلا ربما كتب الطبخ!.
أشتهرت سيدات معروفات مثلاً في لبنان بأنهن فلكيات بارعات، ويطبعن كتباً ضخمة، طباعة فاخرة، وتبلغ قيمة الكتاب حوالي مائتي دولار، وهو سعر مُرتفع بكل المقاييس، خاصةً في بلدٍ مثل لبنان، مستوى دخل الفرد ليس مُرتفعاً ولكن المشترين من دول الخليج يشكلون النسبة العظمى من المشترين، خاصةً الآن بعد توفر الشراء عبر الحاسب الآلي.
المشكلة أن هناك أشخاصاً يُصدقون بما يُكتب في هذه التخمينات، بل إن البعض يبقى مُنتظراً أن يحدث ما ذكرته العالمة الفلكية في كتابها، مثل هذا العام بعض الكتب للإبراج بأن مولود برج الأسد سوف يقابل رفيق العمر ويتزوج خلال العام 2009! فبعض البسطاء وكذلك بعض المُتعلمين الذين ربما يؤمنون أكثر بقراءات الأبراج. إن حُب معرفة المُستقبل أمرٌ مهم جداً للفرد، ولكن الجميع يعلم بأن علم الغيب هو من صفات الله وحده. ولكن يظل هناك من يكتب هذه الكتب الضخمة التي تعتمد على سيكلوجيا الضعف البشري لدى فئات خاصة من المجتمع الذين يحلمون بتحقيق رغبات مُعينة، فيأتي كلام الفلكي الذي يتحدث عن ما سوف يحدث للشخص في العام القادم بشكل عام، غير مُحددّ، أحداث ممكن تحدث لأي شخص في أي عام..كلام عائم غير دقيق، ولكن بما أن هناك من يشتري آلاف النسخ من هذه الكتب وبهذه الأسعار الخيالية، فلماذا لا تكتب السيدة "س" أو السيدة "ع" هذه الكتب؟