المواطن المصرى ادهم السمان
ذهب المواطن ادهم السمان لايداع مبلغ من المال في حساب زوجته في احد البنوك الكويتية والتي جاءت عليه ايام عثرة منذ فترة قريبة لولا تدخل البنك المركزي لانقاذه وانقاذ اموال المودعين، وبعد عملية الايداع اتصل بالخدمة الهاتفية للبنك لتسيطر على وجهه حالة من الذهول والحيرة التي تبعها شلال من التساؤلات والاحلام الوردية بعد ان سمع رقما خياليا من صوت خدمة العملاء الاليكترونية تقول له لديك خمس ملايين دينار وتسعمائة وتسعون الف دينار وثماني مائة واربعة عشر دينارا فقط.
وفعلا لم يصدق الزوج واسرع واخرج ايصال الايداع من حافظة النقود ليرى ان ما سمعه ليس خطأ وانما الايصال نفسه يقول نفس الرقم ، لم يتردد الزوج ثواني في الاتصال بزوجته ليبلغها عن هذا الرزق الوفير الذي سيوفر عليه متاعب الغربة والعودة بسرعة الى وطنه مليونيراً معتبراً يعمل له الجميع الف حساب ليرتاح من مشقة العمل.
ولكن الزوجة كانت حاسمة وكلامها حاد وقاطع كالسكين وقالت هل هذه الثروة من كسبك قال لا فقالت بثبات وثقة هذه ليست ثروتنا ولا نقبلها والله هو الغني.
المهم ان أدهم لم يترك العنان لاحلامه ولا لأي فكرة شيطانية قد تتسرب اليه خاصة واننا بشر ولسنا بقديسين وقررعلى الفور الذهاب الى مدير البنك ورد المبلغ.
وهنا دخل المسئول المصرفي الكبير في حالة من الذهول هو الاخر من ضخامة المبلغ وانتابته دهشة كبيرة من امانة المواطن المصري خاصة في عصرنا الذي يتسابق الناس فيه لجمع الاموال وان اخر سؤال يمكن ان يطرحوه مع انفسهم هو السؤال عن مصدر هذا المال وهل هو كسب من حلال ام لا.
وفي غمرة الفرح والسرور بأمانة المواطن المصري واسترداد المبلغ الكبير وعد المسئول المصرفي بمكافأة "معتبرة" له قائلاً: انك تستحق اكثر منها وكان يكفيه كلمة شكر واحدة ولكن المسئول قال انه لابد من تقدير الامناء لكي يكونوا نماذج تحتذى لكل الناس وان المكافأة هي من حقك .
مرت ايام وراحت وعود البنك ادراج الرياح ولكن ذلك لم يغضب ادهم الذى لم ينتظر كلمة شكر من البشر لانه رفض ان يعيش من حرام او يدخل على اهله مالا حراما فذهب الى ادارة البنك ليرد المبلغ من حساب زوجته مرة اخرى ويتم تصحيح الخطأ خوفا من الله لم يفكر في دنياه بل اخرته فاستحق احترام الكويتيين الذي اكدوا انه امر ليس غريبا عن اخلاق المصريين وشيمهم.