الأربعاء، نوفمبر 25، 2009

الأماكن المقدسه


يكفي المسجد الحرام شرفا أن كان هالة تحوط ببيت الله، ودائرة مجد تقع فيها كعبة الشرف، وأن يكون فلكا تدور فيه الكمالات، وأن يكون مهبطا لنزول الرحمات والبركات. ومما يزيده شرف قدر، وسمو مكانة أن تكون الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون أعظم المساجد الثلاثة وأجلها، وأن يقول فيه الله: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم فقد أظهرت هذه الآية القرآنية الكريمة قدسيته، وسجلت حرمته، وجعلته مأمنا للخائفين، وبيتا مشاعا للمسلمين والمؤمنين.

على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وهو موضع منبره، وجـوار مقبره، ومقـام مصلاه، ودار إخوته وأولاده، وبجـانبه حـجرته المعظمـة التي ضمت أعظمه، قال أنس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل في علو المدينة، في حي يقـال لهم: بنو عمرو بن عوف، فـأقام فـيهم أربعـة عشـر ليلة، ثم إنه أرسل إلى ملأ بني النجـار، فجاءوا متقلدين سيوفهم، فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بـكر ردفه، وملأ بني النجـار حوله، حـتى ألفى بفناء أبي أيوب. قـال: وكان يصلي حـيث أدركتـه ويصلي في مرابض الغنم، ثم أنه أمر بالمسـجد، وروى عن الشـفـاء بنت عبـد الرحـمن الأنصـارية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى المسجد يؤمه جبريل إلى الكعبة ويقيم له القبلة، وقـال السهـيلي: بني مسـجد رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وسقف بالجريد، وجـعلت قبلته من اللبن، ويقال: بل مـن حجارة منضودة بعضهـا على بعض، وحيطانه من اللبن، وجعلت عمده من جذوع النخل، فنخرت في خلافة عمر فجددوها قال أبو سعيد الخدري رضي اللـه عنه: كان سقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من جريد النخل، وأمـر عمر ببناء المسجـد، وقال: أكف الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس. قال الحـافظ أبو عبد الله الذهبي: كـانت هذه القبلة في شمالي المسـجد وكان صلى الله عليه وسلم صلى ستة عشر شهرا أو سبعة عـشر شهرا إلى بيت المقدس، فلمـا تحولت القبلة بقي حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة.

ومما يشتمل عليه المسجد الحرام بئر زمزم، وهي سقيا إسماعـيل، وهمزة روح القدس جبـريل، طعام طعم، وشفـاء سقم، لا تنزف ولا تذم، ولا يتوجه إليـها ذم، لقية عبد المطلب ودليل سؤدده ولا كذب، وفي الحديث ماء زمزم لما شرب له . قال السهيلي: كانت زمزم سقيا إسماعيل بن إبراهيم عليهـما السلام، فجـرها له روح القدس بعقـبه، وفي ذلك إشـارة إلى أنهـا لعـقـب إسـمـاعـيل ورائه وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، والقصة في ذلك معـروفة، وتلخيصها أن إبراهيم عليه السلام لما احتمل إسـماعيل وأمه هاجر إلى مكة احتمل معه لها قـربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد!، فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغـير وجـعل ينشع الموت، جـعلت هاجر تسـعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لترى أحدا حتى سمعت صوتا عند الصبي، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث. ثم جاءت الصـبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيـدها وتجعل في القربة، وسيأتي بعد ذلك له خبر. قال صلى الله عليه وسلم: لو تركته لكان عينا أو قال نهرا معينا . قال الحربي: سميت زمزم بزمزمة الماء، وهي صوته.
وقال المسعودي: سميت زمزم لأن الفرس كانت تحج إليها في الـزمن الأول فتزمزم عندها، والزمزمة صوت تخرجه الـفرس من خياشيـمها عند شرب المـاء، وذكر البرقي عن ابن عـباس أنها سمـيت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا تسـيح الماء يمينا وشمالا، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء. وقد ذكـرنا طم الحارث بن مـضاض إياها، ولم تزل دارسـة حتى أري عـبد المطلب أن احـفر طيـبة، لأنهـا للطيبين والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل، وقيل له: احفر برة. وقيل: احـفر المضنونة ضننت بها على الناس إلا عليك، ودل عليهـا بعلامات ثلاث: بنقـرة الغراب الأعصم، وأنها بين الفرث والدم، وعند قرية النمل. وروي أنه لما قـام ليحفـرها رأي ما رسم له مـن قرية النمل ونقـرة الغـراب، ولم ير الفرث والـدم، فبـينا هو كـذلك ندت بقـرة لجازرها، فلـم يدركها حـتى دخلت المسجد الحرام، فنحـرها في الموضع الذي رسم له، فسال هناك الفرث والدم، فحفرها عبد المطلب حيث رسم له.
وقيل لـعبد المطـلب في صفتـها أنها لا تنزف أبدا، وهذا برهان عظـيم لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا مـاءها يثور من ثلاث أعـين أقواها وأكـثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود، رواه الدارقطني. وروى الدارقطني أيضا مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم: من شرب من ماء زمزم فليتضلع، فإنه فرق ما بيننا وبين المنافقين لا يستطيعون أن يتضلعوا منها أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ماء زمزم لما شرب له . وروي أن أبا ذر تقوت من مـائها ثلاثين بين يوم وليلة فسمعن حتى تكسرت عكنه.
وذكر الزهري في سـيره أن عبد المطلب اتخـذ حوضا لزمزم يسـقي منه، وكان يخرب بالليل حسـدا له، فلما غمه ذلك قيل له في النوم قـل: لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل وقـد كفيتم. فلما أصبح قال: نعم، فكان بعـد من أرادها بمكروه رمي بداء في جسـده حتى انتهوا عنه.
قال الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) فرقدا الأرض، وجـارا البيت الحرام، وطوبي لمن وقف عليهما، وسعي بينهما، أو إليهـما وسنذكر مـا هما فنقول: أما الصفا: فحجـر أزرق عظيم في أصل جبل أبي قبيس، قد كسر بدرج إلـى آخر موضع الوقوف، وأكثر ما ينتهي الناس منها إلى اثنتي عشر درجة أو نحوها. وأما المروة: أيضا فحجر عظيم إلى أصل جبل متصل بجبل قـعيقـعان كان قـد انقسم على جـزأين، وللبيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها إلى آخر الوقوف.
وذرع ما بين الصفا والمروة - وهو المـسعى - سبع مائة ذراع وثمـانون ذراعا، ومن الصـفـا إلى الميل الأخضـر المائل في ركن المسجد على الوادي مائة وثمانون ذراعا، وذرع ما بين الحـجر الأسود والصـفا مـائتا ذراع واثنان وستـون ذراعا، ومن الميل الأصـفر إلى الأخـضر الذي بإزاء دار جعفر بن العبـاس - وهو موضع الهرولة - مائة وخـمس وعشـرون ذراعا، ومن الميل الثـاني إلى المروة أربع مائة وخمس وسبعون ذراعا، فجميع ما بين الصفا والمروة سبع مائة وثمانون ذراعا.

يؤمن المسلمون بأن إبراهيم وضعه بأمر من الله في أحد أركان الكعبة المشرفة يوجد في الركن الجنوب الشرقي من الكعبة. ويبدأ بالطواف حول الكعبة من عنده. الحجر الأسود قطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة يستحب تقبيل الحجر الأسود أو لمسه اقتداء برسول الإسلام ويقال عند استلامه بسم الله، والله أكبر. ويمكن أن يكتفي المعتمر أو الحاج بالإشارة إليه من بعيد.
و لكن من المهم معرفة أن المسلمين لا يعتقدون بأية إمكانات معجزة للحجر الأسود و لايعبدونه ، و من المأثور في هذا عن عمر بن الخطاب : يقول عابس بن ربيعة: رأيت عمر بن الخطاب استقبل الحجر، ثم قال: إني لأعلم أنك حجر، لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلك ما قَبَّلتك، ثم تقدم فقَبّله. وفي رواية أخرى: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حَفيًّا. يعنى الحجر الأسود. الكعبة وضعتها الملائكة للناس منذ عهد آدم لتكون أول مكان لعبادة الله على الأرض بعد أن هبط آدم من الجنة إلى الأرض وكانت الحجارة التي وضعتها الملائكة من الجنة وقد فقدت هذه الحجارة ولم يتبقى منها إلا "الحجر الأسود" والذي وضع في نفس مكانه [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ] {آل عمران:96} كما وضعت الملائكة المسجد الأقصى بعد ذلك بأربعين عاما سَمِعْتُ أَبَا ذَرَ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَيّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوّلاً؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ». قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى». قُلْتُ: وَكَمْ بَـيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ عَاما وكانت رحلة الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم هي الانتقال من المسجد الحرام وهو الكعبة إلى المسجد الأقصى [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الإسراء:1}



منى، حيث ترمى الجمرات، وتهمل العبرات، ذوات الليالي المقمرات، بطحاء بين جـبلين، مهدمة الجوانب، فيها مجتمع الحجيج، والمحصب منها موضع الجمرات، على مدرجة السوق الأعظم، حيث ينصب كل سنة أيام الموسم، يجـتمـع فيـه الخليطان من شـام ويمن، وينزل الركـوب به في منازلهم من شرف الوادي، إلى حـيث تنحر البدنات تحت العقبة الأولى، حيث تنصب سقايات الحـاج، وكـانت في قـديم الإسـلام موسم لـقـاء الأحباب ومكان موعد كل مفارق. وثلاث ليال منى معروفة موصوفة، قد أكثر منها الشعراء، وترنم بها المـتيمـون، ولمنى بيوت هي كـالقرية، منهـا ما هو مسكون ومنها ما هو يرنم بضائـع الحارم أيام الموسم، تكرى بأجرة طائلة وبها آبار متخـذة لخزن ماء الأسنيـة، تباع على الحجـيج، وهو ماء ثقيل وبئ لما يحـمل من أوساخ الذبائح وبقايا الأضاحي ودماء القرابين.

مع غروب شمس التاسع من ذي الحجة ، تبدأ نفرة الحجاج إلى مزدلفة حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ( جمع تأخير ) بأذان واحد وإقامتين . - في مزدلفة يجمع الحاج (70) حصاة ، ويحتفظ بها معه لرميها على جمرات ثلاث . البقاء في مزدلفة : هناك حالتان للبقاء في مزدلفة : - البقاء إلى ما بعد منتصف الليل . - البقاء إلى ما بعد صلاة الفجر ، وهذا أفضل .

عرفات ملـتقى الخليـطين من شام ويمن، ومـجـمع البحرين من الرعقة إلى عدن، به يتجلى الله على عباده، ويهبهم المغفرة، وبهـا الصخرات، موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تقف المحامل، وعلى قبة هذا الجبل قبة آدم - هكذا تسمى - ويقال أن هناك تعـارف آدم وحواء بعد أن أهبطا، وعرفات علم للموقف سمـي بجمع كأذرعات، واختلف في تسميتها بذلك، فـقيل: لأنها وصفت لإبراهيم، فلما أبصرها عرفها، وقيل إن جبريل عليه السلام كان يدور به في المشاعر يريه إياها، فقال: قد عرفت، وقيل التقى فيها آدم وحواء فتعارفا، كما تقدم، وقيل لأن الناس يتعارفون فيهـا، وهي من الأسماء المرتجلة لأن عرفـة لا تعرف في أسماء الأجناس.

تلعب منطقة الجمرات دوراً هاماً في منظومة الحج باعتبارها محطة مهمة تؤدي فيها شعيرة أساسية من شعائر الحج تستوجب أن يمر الملايين من حجاج بيت الله الحرام بثلاثة مواقع محددة فيها لا تتجاوز مساحة كل موقع من تلك المواقع مساحة دائرة صغيرة لا يزيد قطرها عن ثلاثين متراً وذلك في وقت محدد لا يمتد لأكثر من ست ساعات في بعض الأحيان وفي ظروف مناخية وبيئية قاسية وباعتبارها أيضاً البوابة التي يسلكها ملايين العابرين من مكة المكرمة إلى وادي منى والمترددين بينهما خلال أيام التشريق والمغادرين بعد ختام حجهم سواء كانوا رجالا على أقدامهم أو كانت تنقلهم وساط النقل الميكانيكية. أخذت شعيرة رمي الجمرات التي تؤدي في هذه المنقطة تتنامى وتتسع حجماً ومساحة ومقتضيات بحكم تزايد أعداد الحجاج حتى استحوذت على مساحة الأرض في هذا الجزء من مشعر منى ولم تترك إلا قدراً يسيراً لوسائل الإيواء ووسائط النقل ومرافق الخدمات. وهناك الدراسة تسعى إلى تحليل الدور الذي لعبه جسر الجمرات الحالي والمشاكل التي واكبت تشغيله على مدى السنوات الماضية وما صاحبه من إيجابيات وسلبيات مدخلاً لوضع الأسس والمعايير لتصميم جسر الجمرات البديل مستوضحة وموضحة كل المحاذير من محدودية النظرة والتعامل مع المشكلة على أنها قضية استبدال جسر بجسر.

وعن جبل الرحمة قال الفيروزي هو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة كبيرة يقع في شرق عرفات بين الطريق رقم 7 و 8 وسطح الجبل مستو واسع يدور عليه حائط ساند ارتفاعه نحو 57 سم وفي منتصف الساحة دكة مرتفعة بحوالي 40 سم وبأسفل هذا الجبل مسجد الصخرات ومجرى عين زبيدة ويحيطه في السهل رشاشات الماء بارتفاع 4م لرش الماء وقت الوقوف لتلطيف الجو وتخفيف حرارة الشمس. وفي عرفات مسجد يسمى بمسجد الصخرات وهو يقع أسفل جبل الرحمة على يمين الصاعد إليه وهو مرتفع قليلا عن الأرض يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهو على ناقته القصواء.

جبل النور، وعليه مهبط الوحي الأول إلى خير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعليه اتصل وحى السماء بالأرض، فجاءت أولى آيات الفرقان وفيها كل ما فيها من كلمات من نور الحق إلى الناس، قليلة في عددها، وبلا نهاية في معانيها ونورها، و أمر بالعلم مفتوح ينم عن روح هذه الرسالة الجامعة الخاتمة، على هذه الدروب سارت خطى محمد بن عبد الله لسنوات قبل البعثة يعلم الله عددها، مبتعدا عن باطل قومه، متأملا متفكرا في ملكوت الله باحثا عن الحق علي هذا الجبل كانت لحظة من أجل وأعظم لحظات التاريخ، إن لم تكن أجلها وأعظمها على الإطلاق، نزول الوحي لأول مرة بإقرأ على خير خلق الله كلهم في بداية تحول تاريخ البشرية لم يتحول من قبل أو بعد.

ويسمى مسجد إبراهيم، يقال إن إبراهيم الخليل عليه السلام بناه، ولا يصح هذا، وهو على يمـين السالك من مكة إلى عرفـات، قريب الطريق، مدانيا إلى عـرفة، وعادة الخـطابة به في وقتنا لإمـام الطائفة المالكيـة بمكة ذلك منبره ولا سقف له.