الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

الخوف من الحريه


هل يتصور أحد أن هناك من يخشى الحرية ويُغلق دونها باب قلبه! ؟
للأسف كثر هم من يخافون الحرية ويحذرونها وذلك لأنها تضعهم وجها لوجه أمام اتخاذ القرار وتحديد المصير .
كثر ـ ويا للعجب ـ يرهبون النجاح والتفرد ، ويركنون إلى حائط الدعة والخمول طلبا لهدوء نسبي .
فللنجاح متطلبات ودوافع وتكاليف ، وللحرية ضريبة . وليس كل البشر قادرين على تحمل تلك الضرائب والتكاليف .
هناك من يرهب النجاح خوفاً من أن يرفع هذا النجاح طلباته وتوقعاته من نفسه وكذلك طلبات وتوقعات المحيطين به منه.
وهناك من يخشى الحرية لأنها تزيد من إحساسه بالمسؤولية ، وتُحمله تبعات قراره .
وليس هناك أدل على ذلك من ذهاب كثير من العبيد الذين حررهم ( إبراهام لينكولن) ـ محرر العبيد في أميركا ـ إلى سادتهم طالبين الرق ، رافضين حياة الحرية !! .
وذلك لأنهم قد تعودوا على الحياة بدون فاعلية ، بل هناك من لم يتخذ طوال حياته قرارا واحداً ، حتى وإن كان بسيطاً هيناً .
والحرية كما يُطلق عليها الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو هي ( مرادف للمسئولية )، ولذلك يفزع منها معظم الناس.
نعم ..إنها المسؤولية ما يخشاه كثير من الناس ، فإن من يتحملون تبعات قرارهم في شجاعة ، ويقفون بشموخ أمام تيارات الحياة المختلفة بحلوها ومرها هم فقط الأحرار. فلا يتملكك العجب إذن حينما ترى صديقك لا تحركه حماسة شديدة رغم ما يملك من موهبة أو قوة ما ، فإنه يرهب الحرية والنجاح . ولا تعجب كذلك حينما ترى إنسان متواضع في قدراته ، لكن باله لا يهدأ أو يستقر أمام جموح طموحه الشديد ، فإنه حرٌ من صُلب أحرار . ما أريد قوله أن بيننا مبدعين وعباقرة ، لكن قلوبهم راضية بقيود الرق والاستعباد ، لذا لا يسمع بهم أحد ، ويموتون في صمت .
وعلى الجانب الآخر هناك بسطاء أحرار ، يسمع بهم العالم ، ويسطرون بجرأتهم وإقدامهم أسمائهم في سجل التاريخ .
فكن حراً ، مقداماً ، مبادراً . أخبر قلبك أنه حرٌ ، لا يعرف الضيم أو الاستعباد .
ولا تخشى من اقتحام الصعب ، أو منازلة المستحيل ، فلا مستحيل أمام الأحرار . قال محمد الغزالي: " معروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة تدوخ أصحابها وأن القلوب الحية تكلف الأجساد ما لا تطيق . "