الأربعاء، أغسطس 26، 2009

مسلسلات رمضان

تهجم علينا الفضائيات والقنوات الأرضية بشلال من المسلسلات خلال أيام وليالي رمضان،و معظم أحداثها تتناول الآتى:
أولاً، أإظهار المسلسلات الزوج على أنه غدار ولا يتحمل الإغراءات ويعيش لنفسه فقط مما يجعله يلجأ للخيانة أو للزواج الثاني عند أي بادرة
ثانياً، الأب هو السبب الرئيسي والمباشر في تدمير مستقبل أولاده سواء لارتكابه جرائم (شرف أو للزواج من أخرى أو لبخله وطمعه ).
ثالثاً، أظهار المسلسلات وعلى غير المعتاد في الدراما العربية المرأة بصورة نموذجية ومثالية في أغلب المسلسلات فهي شريفة جداً وترفض الرشوة ترفض أن تعيش مع رجل مرتشي أو بأمواله، تساعد أخاها رغم أنه كاد أن يتسبب في سجن ابنتها تتحمل مسؤولية الأسرة بعد سجن زوجها و تقف مع صاحب الحق و تضحي من أجل حبيبها، ترفض المجد الشخصي وتضحي من أجل الأسرة
رابعاً، كعادة المسلسلات المصرية في خلط السم بالعسل، حيث تظهر الشاب الذي به كل السلبيات (بلطجي/ عاطل/ انتهازي/ سكير/ نصاب)، ومع ذلك محبوب جداً ويحترمه الجميع وحنون وجدع وغيرها من الصفات الإيجابية بل جعلته ملاكاً وأوجدت له المبررات كأنه غير مسؤول عن واقعه! وهو من الأشياء الخطيرة جداً والمدمرة أيضاً.
خامساً، تقوم المسلسلات بتهميش دور الشباب وإظهارهم بصور التافه ، الانتهازي ، الباحث عن الثراء بأي طريقة مقارنة بنموذج إيجابي
سادساً، تركز المسلسلات على أن الوسيلة الوحيدة للثراء هي الأعمال غير المشروسابعاً، الجحود الشديد المبالغ فيه من الأبناء رغم سماحة آبائهم
عة سواء بالسرقة أو الرشوة أو الاتجار في الممنوعات، ثامناً، استخدام الأولاد في الصراع الزواجي كنوع من أنواع العدوان على الزوج ، وهو استخدام في غايه الخطورة لأنه يدمر النموذج الإيجابي لدى هؤلاء الأطفال ويكسر داخلهم الأمان بصورة كبيرة.
تاسعاً، تهتم المسلسلات ببعض القضايا الاجتماعية ولكن بصورة سطحية جداً وبلا عمق، مثل البطالة، أطفال الشوارع ، مشكلات المسنين ، المعاش المبكر
و تهتم المسلسلات بتدعيم العديد من القيم الإيجابية التي تخدم الصالح العام، ومنها:
(1) فكرة عودة التلاحم والتراحم والمشاركة الوجدانية بين الجيران في الأفراح والأتراح
(2) التماسك والترابط الأسري والتضحية من أجل الأبناء والأخوة وإيثار الأخ على نفسه ومحاولة إسعاده
(3) بث روح الانتماء والوطنية بين الشباب
(4) الجرأة في محاربة الفساد وتحمل مخاطر هذا رغم ما يتعرض له الشخص من تنكيل له ولأسرته قد تصل إلى السجن أو الموت
(5) رفض المال الحرام بعد معرفه مصدره
(6) فكرة التسامح وألا يتحمل شخص جريرة والديه
(7) العمل على تغيير الاتجاه السلبي نحو دور رعاية المسنين، وأنها ليست سجناً أو منفىً بل هي مكان يجتمع فيه أشخاص يجمعهم الحاجة إلى الصحبة، وأنه ليس مكاناً كئيباً وإن كان لم يأخذ حقه في المحتوي الدرامي.
ومن خلال هذا التحليل نرى التحسن الكبير في تناول الإعلام لصورة المرأة و نحتاج المزيد، لكن للأسف على حساب تدمير صورة الرجل وهو خطأ يجب تداركه، و نحتاج الاهتمام ببث روح الوطنية بين الشباب وهي من إيجابيات هذا الكم الكبير من المسلسلات.