ماهو داء السكري ؟
هي حالة فسيولوجية تؤثر على طريقة استفادة الجسم من الطاقة الناتجة من الكربوهيدرات (السكريات والنشويات)، وتكمن المشكلة في هرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس (الذي يساعد على أن يكون السكر في الدم ضمن المستوى الطبيعي)، حيث لا ينتج بكفاءة داخل الجسم وبالتالي لايُستعمل بكفاءة في أيض الكربوهيدرات لإنتاج الطاقة، فيتراكم سكر الجلوكوز في الدم مسببا ارتفاعا في مستوى السكر في الدم، ثم يخرج مع البول عن طريق الكليتين (وهذا سبب تسميته بمرض البول السكري) مما يزيد العبء على الكليتين، فيزيد التردد للتبول والشعور بالعطش، وقد يتسبب استمرار ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم إلى تلف الكليتين والعينين والأعصاب والقلب. أنواع داء السكري ينقسم داء السكري إلى ثلاث فئات رئيسية هي:
1. داء السكري النوع الأول (المعتمد على الأنسولين): هذا النوع مسؤول عن 5-10% من حالات السكري، ويعد مرضاً من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة (جهاز حماية الجسم من الأمراض) خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الأنسولين، وذلك ربما لأسباب عوامل وراثية أو بسب تلف أحدثه أحد الفيروسات، فلا يستطيع البنكرياس تصنيع الأنسولين.
وعادة يظهر في سن الطفولة أو في سنوات الشباب، وقد يصيب الإنسان في أي عمر، ويحتاج المريض إلى حقن انسولين يومية بجانب خطة غذائية ونشاط بدني.
2. داء السكري النوع الثاني (غير معتمد على الأنسولين): وهو اضطراب أيضي، مسؤول عن 90-95% من حالات السكري، حيث ترتفع حالات الإصابة مع ارتفاع معدلات البدانة، وحياة الخمول وعدم ممارسة الأنشطة البدنية. إن حوالي 80% من حالات هذا النوع هم زائدي الوزن. وعادة يداهم المرء ببطء، وعادة ماتثبت الإصابة به بعد سن الأربعين، غير أن الأطفال المصابين بالسمنة تزداد نسبة تعرضهم لخطر الإصابة بالمرض.
3. داء سكري الحمل : يحدث في 2 -5% من حالات الحمل، وينشأ من تغيرات في مستوى الهرمونات، وترتفع نسبة التعرض له لدى النساء البدينات والنساء الأكبر سنا، وبرغم أنه عادة يختفي بعد الولادة، فإن سكري الحمل يحتاج إلى سيطرة متأنية أثناء الحمل، وغالبا يصبن في مرحلة لاحقة بداء السكري النوع الثاني، لذا لابد لهن من اتباع التغذية الصحية المتوازنة والمحافظة على الوزن الصحي. التغذية وداء السكري يعتبر علم الغذاء والتغذية في تطور مستمر، وتكتشف نظريات جديدة قد تتغير بعد فترة، وماهو صحيح اليوم قد يتغير بعد عدة سنوات، وعلاج داء السكري أكبر مثال على ذلك. لقد تعددت أنظمة تغذية مرضى السكري خلال القرن الماضي، فكانت أول الإرشادات تمنع عن المريض كل مصادر النشويات والسكر في غذائه، مثل الخبز والأرز والمكرونة والبطاطس والفاكهة والحلويات، ومع تطور العلم أصبح مسموحا بتناول النشويات المركبة، أي جميع الحبوب والبقوليات مع بعض الفاكهة، وبقية الحلويات ممنوعة، فالنشويات المركبة يمتصها الجسم ببطء، ولا تسبب ارتفاعا مفاجئا في سكر الدم، على عكس السكريات في الحلويات والسكاكر، وفي نهاية القرن العشرين سمحت المنظمات الصحية لمريض السكري باستهلاك النشويات والسكريات في حدود معينة حسب العمر والوزن والعلاج المتبع. وتؤدي التغذية المتوازنة دورا أساسيا في علاج داء السكري، وهي تكفي في معظم حالات السكري النوع الثاني في تعديل مستوى سكر الدم دون اللجوء إلى الأدوية.
إرشادات عامة لمريض السكري
1. يجب تخفيف وزن المريض إذا كان يشكو من السمنة.
2. تناول ثلاث وجبات رئيسة مع وجبتين خفيفتين يوميا، ويتم التناول في أوقات محددة يوميا، كما أن حذف وجبة من الوجبات غير مستحب عند العلاج بالأدوية أو الأنسولين.
3. ممارسة الرياضة فهي عامل مهم في علاج السكري وضبط مستوى السكر في الدم.
الأنظمة الغذائية لمريض السكري كل مريض حالة فريدة من نوعها، وكذلك نظامه الغذائي، فيجب الزيارة الدورية للطبيب لوصف العلاج المناسب لضبط سكر الدم، واستشارة اخصائي التغذية مهمة لتحديد السعرات الحرارية وكمية السكر والنشويات المناسبة لك ولنوع علاجك، وأهم الطرق المتبعة لدى أخصائي التغذية لتنظيم غذائك ووجباتك: نظام الحصص الغذائية: توضع الأغذية ضمن مجموعات مختلفة، ويسمح بكمية محددة من كل مجموعة حسب السعرات الحرارية يوميا، ويمكن في هذه الحالة استبدال الأغذية من المجموعة نفسها لأنها تتشابه في تأثيرها على معدل السكر في الدم.
نظام الارشادات الغذائية: عن طريق استهلاك ثلاث أو أربع وجبات يوميا استنادا للهرم الغذائي، مع تفادي تناول الأغذية الغنية بالسكر والدهون، إلا في بعض المناسبات كالأعياد والحفلات.
نظام تعدد النشويات: في هذا النظام توضع المأكولات حسب نسبة النشويات التي تحويها، فيحدد الأخصائي كمية النشويات المسموحة يوميا في كل وجبة، ويختار المريض الأغذية التي يريدها ضمن الحدود المسموح بها.