الخميس، أبريل 23، 2009

العالم و التلميذ

سأل عالم تلميذه : ‏منذ متي صحبتني؟
فقال التلميذ : ‏منذ ثلاثة وثلاثين سنة .‏
فقال العالم : ‏فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
‏قال التلميذ: ‏ ثماني مسائل .
‏قال العالم :‏إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم الا ثماني مسائل؟!
‏قال التلميذ : ‏يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب .
‏فقال الأستاذ : ‏هات ما عندك لأسمع .‏
قال التلميذ:‏الأولي :‏أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا، فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .
الثانية :‏أني نظرت إلى قول الله تعالى " : ‏وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى ". ‏فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله .
الثالثة :‏أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتي لا يضيع ثم نظرت إلى قول الله تعالي " : ‏ما عندكم ينفذ وما عند الله باق " ‏فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده .
الرابعة :‏أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " ‏إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ‏فعملت في التقوى حتي أكون عند الله كريما .
الخامسة :‏أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد. ثم نظرت إلى قول الله عز وجل" :‏نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت ان القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .
السادسة :‏أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضا، ونظرت إلى قول الله تعالي : ‏ "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " ‏فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
السابعة :‏أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتي انه قد يدخل فيما لا يحل له .‏ونظرت إلى قول الله عز وجل " : ‏وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " ‏فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده .
الثامنة :‏أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، ‏هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه .
‏ونظرت إلي قول الله تعالي " ‏ومن يتوكل علي الله فهو حسبه " ‏فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله .فقال الأستاذ: ‏بارك الله فيك.