يعتبر الألم أحد أوجه معاناة الإنسان على مر العصور وأكبر همومه وتخفيف الآلام سواء كانت نفسية أو جسدية هي ما يشغل بال كل العاملين في الحقل الطبي بل يتجاوزهم ليشمل كل إنسان ذي قلب رحيم. وقد حض ديننا الحنيف على الرحمة والشفقة حتى على الحيوان ( من لا يرحم لا يُرحم) (والرحماء يرحمهم الرحمن) فكيف بإنسان يعاني من آلام جسدية ونفسية مبرحة، علما أن أكثر من 50% من المرضى وخصوصا مرضى الأورام المستعصية والمرضى بعد العمليات الجراحية يعانون من آلام تتراوح بين المتوسطة إلى المبرحة جدا، وأكثر من 90% من هذه الحالات يوجد لها علاج ناجع، وهذه الإحصاءات هي في الدول المتقدمة طبيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا فالحال فيما يسمى بدول العالم الثالث بلا شك أسوأ بكثير، ولكن هنا في السعودية ونتيجة للتقدم الطبي الكبير والمطرد وللدعم والإمكانات الجيدة تمكنا من اللحاق بالركب بل والمنافسة في المجالات الطبية المتميزة. فالوسائل المستخدمة هنا لعلاج الألم تتبع لقسم التخدير وهي ثلاث وحدات: 1- وحدة علاج الألم الحاد. وهي خاصة بعلاج حالات الألم المصاحبة للعمليات الجراحية والولادة وغيرها من الأمراض العضوية التي تستدعي تدخلا سريعا لعلاج وتخفيف معانا المرضى ومن الوسائل المستخدمة لهذا الغرض: - تسكين الألم بالإبرة فوق الجافية. - تسكين الألم بجهاز بتحكم المريض. - بالإضافة إلى استخدام عقاقير أخرى غير عقاقير الأفيون مثل الترامادول والباراسيتامول. 2 - وحدة عيادة علاج الألم المزمن وهذه العيادة تعنى بعلاج حالات الألم المزمنة وتستخدم مجموعة كبيرة من الأدوية على رأسها عقاقير الأفيونات مثل المورفين، كوديين لزقات الفنتانيل، أوكسي كودون، وهيدروموفين. 3 - وحدة علاج الألم المزمن المتقدمة وتستخدم هذه الوحدة وسائل متطورة جدا في علاج الألم المزمن مثل تحفيز الحبل الشوكي والتسكين المستمر بالإبرة فوق الجافية وتستخدم عقاقير الافيون بالاضافة إلى عقار التخدير الموضعي لهذا الغرض، واستخدام أشعة الميكرويف لعلاج الألم. ويتم علاج أغلب حالات الأورام المستعصية في شعبة العناية التلطيفية وعقاقير الأفيون هي أكثر الأدوية استخداما لعلاج مثل هذه الآلام.